فن الدوبيت ( المسدار )

مقدمة
فن الدوبيت هو أحد الفنون الشعبية الأدبية المنتشرة في السودان منذ القدم، ويسمى أحياناً بالمسدار وجمعها مسادير، وهو عبارة عن مقاطع شعرية يتكون كل مقطع من أربعة أبيات من الشعر، ويتناول الدوبيت موضوعات مختلفة ولكن كلها تدور حول معاني الشجاعة والكرم والحبيبة، وغالباً ما تأخذ أبيات الدوبيت طابع الفخر حيث يفخر الشاعر في أبياته إما بكرمه أو شجاعته أو أي معنىً آخر من المعاني السامية ، وينتشر فن الدوبيت في السودان بصورة أساسية في منطقة البطانة وهذا الإسم يطلق على السهول الطينية الواقعة بين نهر عطبرة والنيل الأزرق، حيث يعيش السكان في هذه المنطقة حياة يغلب عليها طابع البداوة ويهتمون بتربية الماشية كما أن للإبل مكانة خاصة عند أهل البطانة، فنجد أنّ شاعر البطانة يفخر بالجمل الذي يركب عليه بل ويعاتبه أحياناً إذا تلكأ في إيصاله إلى ديار الحبيبة
يقول أحدهم مخاطباً جمله :
خبك مو مشيك الليلة مالك
تتقل في اليمين وتجر شمالك
بنيتا لي شيوما مشني حالك
رقاداً دونها قط لا تسيهو بالك
يقول حسين خوجلي صاحب جريدة ألوان : ومن الرباعيات التي تحوم بخاطري كثيرا في زمان الجاحدين وناكري الجميل رباعية عكير الدامر لود المهدي، نعم ود المهدي ورمزيات لا تنقضي:
كتير الفيهم أحسنت وعليك إتباهو
جاهم ريش طغوا وكفك نسوهو جباهو
ود الدابي بالصح بلدغ الرباهو
وأب قنفد حقيقة بجرح الحباهو [center][center]
********
يوماً في السجن ويوماً رقاد متحدر
ويوماً بالمزازيك للمساء بنبدر
القيد والحبس قط للقلب ما بودر
أطرى المنتدى يا "أستاذ حسين" ما تودر
فرددت عليه وبدون تصرف - والكلام لي حسين خوجلي-:
الكاتمنو يا سيد مية كان بنمرقو
يلهب روبة الشدر الصغار ويحرقو
صبارين علي الجرح المغور زرقو
وفي رحراح مخادتنا البقيسو غرقو
وأصل الأبيات السابقة للشاعر الطيب ود ضحوية:
يومـاً في السجن يوماً رقاد متحـدر
ويومــاً بالصفائح للبحر بنبـدر
القيـد والحبس قط للقلب ما بــودر
أطرا اللينة يا طه العزيـز لا تودر
وقال يوسف ود عبشبيش من أهلك الشكرية لي آسيا بت اختو:
أمرقى يا آسيا و برعيهو قرينك
أمرقى و زغردى وشوفى الكتال بى عينك
كان ما نحفلك شكره و نزيل غبينك
تنقطع الشراكه الباقيه بينا وبينك
ومن أشهر شعراء البطانة الذين ينظمون الدوبيت نجد منهم : الطيب ود ضحوية، الحاردلو أبو سن، يوسف الشوبلي، محمد عوض الكريم، وآخرون.