العسيلات الاشراف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العسيلات الاشراف

منتدى العسيلات ملتقى ثقافى اجتماعى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:12 pm

قبَل سامي رأس أم أمل ثم جلس قبالتها قائلا: أرجو أن تكوني قد تحسنتِ خالتي..ما أخبرتني به والدتي عنك أقلقني جدا..

كانت عيون أم أمل ممتلئة بالدموع و تتفحص ملامح سامي بلهفة، مسحت دمعة سالت على خدها ثم قالت : قد تحسنت الآن فقط ..بعد أن رأيتك..

قام سامي من مكانه و جلس بجانبها ثم لفها بذراعه وهو يقول مبتسما: مادامت رؤيتي تجعل صحتك أحسن..فستجدينني عندك هنا دائما..

أطرقت أم أمل برأسها قائلة: سامحني يا بني..

ورفعت رأسها لتنظر لعينيه مباشرة وهي تضيف بحزن: أم أنه يجب علي أتوقف عن مناداتك بني؟

كان الحزن باديا بعيون سامي أيضا..
لكنه رد محاولا رسم ابتسامة على وجهه: ما هذا الذي تقولينه يا خالتي..كنت ابنك وسأظل ابنك دائما..لن يتغير هذا مهما حدث..وأنا آسف إن كنت قد رفعت صوتي بوجهك آخر مرة حدثتك فيها..وآسف إن كنت تفوهت بحماقات..تعلمين أني لم أعني ما قلت..قد كانت نوبة غضب..أنت من عليها أن تسامحني..

انفجرت أم أمل باكية فلفها سامي بذراعيه و أخذ يحاول تهدئتها وهو يقول ضاحكا: ما هذا..يبدو أني سأرجع عن كلامي..ولن آتي لزيارتك كثيرا..ما دمت أجعلك تبكين هكذا..

ابتعدت أم سامي عنه و أخذت تمسح دموعها ثم قالت بوهن : ظلمناك يا سامي..ظلمناك..

أطرق سامي برأسه صامتا..فعلا ظلموه..أعز الناس و أقربهم إليه هم من ظلموه..لكنه لا يستطيع مصارحتها بهذا..

قام متجها للمطبخ ثم عاد وفي يده كوب ماء قدمه لأم أمل..أمسكته هذه الأخيرة و ابتسمت لسامي بامتنان..ثم أخذت ترشف منه وقد هدأ روعها..

ظل سامي يراقبها..ما حدث يسبب له حيرة كبيرة..كل أفعال أم أمل تدل على أنها تحبه..فلماذا رفضت زواجه من أمل..بل مجرد تفكيره فيها..حتى إن كان زوجها هو من يرفض..كان بإمكانها إقناعه..

في كل مرة يقرر أنه سيتوقف عن التفكير بهذا الموضوع..ثم يعود ليجد نفسه تائها بين حلقات مفرغة..وأسئلة كثيرة..لا يجد لها جوابا..لكنه يحاول أن ينسى..عليه أن ينسى..

قال سامي قاطعا الصمت الذي خيم بينه وبين أم أمل: أنا قد نسيت ما حدث..وقررت أن أواصل حياتي وكأنه لم يحدث شيء..أما أمل..

رفعت أم أمل عينيها في انتظار لما سيقوله فأطرق برأسه مكملا:أمل أختي..

وصمت قليلا قبل أن يردف: لي أختين..سلمى و أمل..

كان سامي يتحدث ببطء شديد.. و كأن لسانه يأبى أن ينطق بما نطق به..

لكن أم أمل لم تلاحظ هذا..وتهللت أساريرها..قد ارتاحت بعد أن سمعت هذا الكلام من سامي نفسه..الآن فقط..تحس براحة شديدة..

- أخيرا سامي بمنزلنا !

استدار سامي بحدة ليجد أمل واقفة خلفه..
ملامحها متجهمة..لازالت غاضبة منه..هذا واضح..
معذورة ..فقد حاولت أن تتحدث إليه بشتى الطرق..وهو يتهرب من مواجهتها..

لكن رغم ملامحها المتجهمة هذه ..تبدو جميلة..كم يناسبها اللون الوردي !

مهلا..منذ متى وهي واقفة هناك..ما الذي سمعته يا ترى !

شعر سامي بتوتر شديد..

أم أمل أيضا كانت تفكر في نفس الشيء فقد قالت بنبرة قلقة: لم أسمعك و أنت تفتحين الباب..متى دخلت..


مطت أمل شفتيها ثم وضعت كتابا على الطاولة و جلست على الأريكة قائلة : دخلت لتوي..الباب كان مفتوحا..

و رفعت عينيها متأملة سامي ثم قالت : كيف حالك؟

أشاح سامي بوجهه هربا من نظراتها وقال : بخير..أنا بخير..

هزت أمل رأسها قائلة : جيد..ظننتُ أنك نسيت أننا لا نزال نسكن بهذا الحي..في الحقيقة أدهشني وجودك بمنزلنا اليوم..

التفتت والدتها إليها قائلة بحدة : أمل..سامي مشغول..لم يكن يعلم أني مريضة..وفور أن علم جاء لزيارتي..

عادت أمل تهز رأسها ثم قامت و التقطت كتابها من على الطاولة، و قالت وهي تنظر لسامي بلوم: جاء لزيارتك أنتِ يا أمي..أما أنا..فقد أصبحت أشكل إزعاجا بالنسبة إليه..يحاول التهرب مني دائما..وكما يبدو يفضل عدم رؤيتي على الإطلاق..

ثم أكملت بنبرة حزينة : أليس كذلك يا سامي؟

ظل سامي يتطلع إليها دون أن يرد..كان يحس بغصة في حلقه..كلماتها تؤلمه..

ابتسمت أمل ثم قالت وهي تتجه للدرج: لا عليك..لا تبحث عن رد..سأنصرف و أتركك مع والدتي.. ما دمت جئت من أجلها فقط..

نظر سامي لوالدة أمل ثم قال بصوت مخنوق : أنا من كان سينصرف..أراك لاحقا خالتي..

ثم أسرع خارجا من المنزل،
ركب سيارته و انطلق بها..

كلمات أمل اللاذعة تتردد بذهنه..كلماتها تزيده ألما على ألمه..

تفتح جروحا كثيرة..جروحا يجاهد ليجعلها تطيب..

ما يشعر به يجعله يود الهرب منها..من نفسه..الهرب من العالم كله..

أخذ يضغط بقدمه على دواسة الوقود بقوة أكبر..وسرعة السيارة تزداد أكثر و أكثر..

***********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:13 pm

- هل العشاء جاهز ؟
قالها خالد ثم أمسك يد والدته وقبلها قبل أن يضيف: أنا أتضور جوعا..

ضحكت أم خالد ثم قالت له : قد حضرت على الغذاء وجبتك المفضلة.. لكنك لم تأت..

خالد وهو يتذوق من الطبق التي تعده والدته : تناولت وجبة الغذاء مع عادل بالخارج..

ضربت والدته يده بخفة لكي يبعده عن الطبق ثم قالت بابتسامة: سيكون الطعام جاهزا بعد دقائق..لا تستعجل..

هز خالد رأسه ثم اتجه خارجا من المطبخ وتوقف فجأة متذكرا شيئا..
ثم التفتت لوالدته قائلا: هل ليلى بغرفتها؟

اتسعت ابتسامة أم خالد ثم قالت : أظن ذلك..ماذا ..هل اشتقت إليها ..لأنك لم ترها اليوم؟

ضحك خالد و قال مازحا: أجل..لا تتصورين كم اشتقت إليها..

رفعت والدته حاجبيها وأخذت تتطلع إليه لوهلة قبل أن تقول: لم أعد أميز جدك من مزاحك..لكن أنت تعلم يا خالد..بالنسبة لي و لوالدك نحن مستعدون في أي وقت ل..

قاطعها خالد وهو يقول ضاحكا: أمي..أرجوك..قد كنت أمزح..

ثم غمز لها بعينه وهو يضيف: لكن أتعلمين..هناك شيء أريد منك أن تقومي به من أجلي..غدا..

نظرت له والدته باهتمام في انتظار لما سيقوله فأكمل خالد: هناك فتاة ستأتي عندنا غدا..وأريد منك أن تبادليها أطراف الحديث..وتتعرفي عليها..

كانت ملامح الدهشة تبدو على ملامحها فقال خالد ضاحكا: ماذا هناك..

ردت أم خالد باستغراب: ولماذا تريدني أن أتعرف عليها..

ثم عقدت حاجبيها وأضافت: أسمع يا خالد..صحيح أني لا أتدخل في علاقاتك مع كل الفتيات الطائشات التي تعرفهن..لكن أن تأتي بإحداهن للمنزل..وتطلب مني التعرف عليها أيضا..فهذا فيه تجاوز للمقبول بالنسبة إلي..هل هذا مفهوم؟

رد خالد بهدوء: أمي..أنا لست على معرفة بفتيات طائشات..قد قلت لك هذا ألف مرة..

أخذت والدته تحرك يدها بعصبية وهي تقول: لست أرميك بتهم يا خالد..بم تبرر عشرات الإتصالات التي تصلك كل يوم..

أطرق خالد برأسه فأكملت والدته وهي تتأمله بحنان: بني..أنا فقط أريد مصلحتك..لا أريد لإحداهن أن تشغلك عن دراستك ومستقبلك..

رفع خالد رأسه مبتسما ثم قال : لا تقلقي..أنا أعرف جيدا ما أفعله..

تنهدت والدته قائلة: أتمنى هذا..أخبرني إذن من هاته الفتاة التي تريدني أن أتعرف عليها..

رد خالد : إنها صديقة ليلى..

عقدت والدته حاجبيها وهي تقول بضيق: صديقة ليلى..أرجو أن لا تكون كمروى !

ضحك خالد قائلا: وما بها مروى..

زفرت والدته بحدة وهي تقول: لا أدري..لكني لا أستلطفها أبدا..إحساسي يخبرني أنها فتاة لعوب..

ابتسم خالد ..إحساس والدته صادق..مروى فتاة لعوب فعلا..وهو يعرف هذا جيدا..

سألته والدته باهتمام : ما اسم الفتاة التي ستزورنا غدا..

كان خالد يسترجع ما حدث له مع أمل بالمكتبة..
دائما ما كان يعتبر كل الفتيات متشابهات..لكن كل ما اقترب من أمل أكثر..كل ما شعر أنها تختلف عن كل من عرفهن..

غمغم خالد بصوت منخفض و ذاكرته لازالت تستعيد كل ما دار بينه و بين أمل: أمل يا والدتي..اسمها أمل..

**************

استلقت أمل على سريرها ثم وضعت حاسوبها الشخصي على حجرها و وكتبت : لا أدري يا ساره..هو من عرض علي المساعدة..وأنا فعلا بحاجة لمساعدته..لكن..

ظهرت كلمات ساره بعد ثواني على شاشة أمل..

ضحكت أمل وهي تقرأ : لكنك كعادتك تشكين في نواياه..وتتسائلين لمَ يا ترى يعرض علي المساعدة..وهل له أهداف خفية وراء عرضه هذا..أليس كذلك؟

كتبت أمل : أنت تفهمينني جيدا..

ساره: قد لزمني وقت طويل لأفهم شخصيتك المعقدة الغامضة هذه..

ابتسمت أمل وهي تكتب: يبدو أني مخطأة..ما دمت تقولين أني معقدة و غامضة..فأنت لا تفهمينني..

ساره : أمل..هو ابن عم صديقتك..وعرض عليك مساعدة..لا أرى في هذا ما يدعو للشك بتصرفاته..

عقدت أمل حاجبيها وهي تفكر في كلمات ساره..تبدو وجهة نظرها سليمة..لكن ساره لا تعرف كل شيء..

لم تخبرها أمل..أنا خالد يحولها لطفلة مرتبكة وخجولة..فقط.. إن وقعت نظراته عليها..

لم تخبرها أنها أصبحت تخشى الاقتراب منه أكثر..

لم تخبر أحدا بهذا..
فضلت الاحتفاظ بما تشعر به لنفسها..

في الحقيقة..حتى بينها وبين نفسها تُكذب هذه المشاعر..وتحاول أن تنفيها..

انتفضت أمل على وقع صوت هاتفها النقال..ألقت نظرة خاطفة على اسم المتصل ثم كتبت لساره بخفة: ساره سأخرج الآن..

أقفلت الجهاز ثم التقطت هاتفها وردت : كيف حالك يا ليلى..

ليلى بمرح كعادتها: بخير.. و أنت كيف حال؟

ردت أمل : الحمد لله بخير..

ليلى : خالد اخبرني أنك ستتصلين بي..لكنك لم تفعلي فبادرت أنا بالاتصال..

ابتسمت أمل ثم قالت : كنت سأتصل بك الآن..

ليلى: لا بأس.. خالد قال أيضا أنك ستأتين غدا عندنا..من أجل بعض الكتب..

صمتت أمل لوهلة ..عليها أن تقرر الآن..هل ستذهب أم لا !

طال انتظار ليلى لجواب فقالت : أمل..هل ما زلت معي؟

ردت أمل بسرعة : أجل..

ليلى: ماذا إذا..هل أنتظرك غدا..

قطبت أمل حاجبيها ثم قالت بهدوء: أجل..سأزورك صباحا..هل هذا يناسبك؟

ردت ليلى بنبرة سعيدة: طبعا يناسبني..

أمل وهي تقوم متجهة للشرفة : جيد إذا..

ليلى: علي أن أنهي الاتصال الآن يا أمل..أراك غدا..

قالت امل قبل أن تنهي الاتصال: أراك غدا..ليلة سعيدة..

ثم فتحت البوابة الزجاجية و اتجهت للحائط الفاصل بين شرفتها وشرفة غرفة سامي ..أخذت تطل وراءه..غرفة سامي مظلمة..يبدو أنه لم يعد بعد..

مرت نسمة هواء باردة جعلتها ترتعش..فعادت بسرعة لداخل الغرفة وأغلقت الباب ثم أسدلت الستائر..

رغم غضبها الشديد من سامي..إلا أنها قلقة عليه..قلبها يخبرها أنه ليس على ما يرام..

في هذه الأثناء بمنزل خالد وليلى..
كانت هذه الأخيرة ممسكة بهاتفها وتلوح به قائلة بفخر: ما رأيك بي..

عقد خالد ذراعيه على صدره قائلا ببرود : لا بأس..

رفعت ليلى حاجبيها ثم قالت بضيق: لا تجعلني أتصل بها لأخبرها أني لن أكون بالمنزل غدا..

ابتسم خالد بسخرية قائلا : لا تستطعين..

عقدت ليلى حاجبيها للحظة، ثم قالت : لا تجربني !

وابتسمت بخبث وهي تكمل: ما يهم الآن..أن كل شيء يسري وفق ما خططنا له !

********
فتحت أمل عينيها ببطء، نظرت للساعة على الحائط، إنها الثامنة و النصف، عليها أن تقوم الآن وتُجهز نفسها إن أرادت الوصول لمنزل ليلى بالموعد الذي حددته معها..

اعتدلت جالسة وهي تتثائب، لا زالت متعبة ..
تود لو أنها ظلت نائمة لساعة أو ساعتين إضافيتين..
قد قضت الليلة الماضية في إعداد بحثها..ولم تنم إلا بعد منتصف الليل..

أبعدت أمل الغطاء عنها ثم وقفت أمام المرآة ولفت شعرها الطويل بسرعة..
ابتسمت حين لاحظت تلك الهالات السوداء الخفيفة التي تحيط بعينيها وتمتمت قائلة: ها هي علامات الدراسة بدأت تظهر علي !


سيكون من الجيد فعلا إن وجدت بمكتبة خالد مراجع أخرى..

ابتسمت حين تذكرت ما حدث معه أمس..ثم رفعت يدها أمامها تتأملها..
وكأنها لازالت تشعر بقبضته القوية على معصمها..

هل ستراه اليوم بمنزله؟
أم أنه كما أخبرها لن يكون متواجدا هناك..

لا تدري هل تريد أن تراه أم لا..
شيء بداخلها يود أن يراه..ويجذبها نحوه..
وشيء آخر يود الهروب منه..ويخشى الاقتراب منه..

حركت أمل رأسها لتطرد عن ذهنها هذه الأفكار ..

ثم اتجهت للحمام ..

بعد نصف ساعة كانت تنزل الدرج بنشاط وحيوية .
ابتسمت لوالدتها الجالسة على المائدة، ثم قبلت رأسها حين اقتربت منها.. و جلست على كرسي قبالتها قائلة: أذهب والدي؟

ردت والدتها بابتسامة: أجل..هل تريدين قهوة؟

هزت أمل رأسها قائلة: القليل فقط..لا أريد أن أتأخر على ليلى..

أعطتها والدتها كوبا فأخذت ترشف منه بسرعة..

رن جرس الباب.. همت أمل أن تضع كوبها على المائدة و تنهض.. لكن والدتها أشارت لها أن تعود للجلوس و تكمل فطورها..

ثم قامت هي واتجهت نحو الباب وحين فتحته صدرت عنها شهقة..
كانت والدة سامي واقفة هناك....دموعها قد بللت وجهها كله..وجسمها ينتفض..كان مظهرها مرعبا..ينبئ بكارثة قد حدثت..

قالت أم أمل وهي تمسك ذراع أم سامي وتهزها: ما بك..ماذا هناك !؟

ردت أم سامي وهي تشهق بالبكاء: ابني..سامي..سامي.. يا أم أمل..

اتسعت عيون أم أمل ..تسارعت ضربات قلبها..بلعت ريقها بصعوبة.. ثم قالت بصوت مرعوب: ما به سامي..

تعالى صوت شهيق أم سامي وردت بصعوبة: سامي..تعرض لحادث بالسيارة..سأفقد ابني يا أم أمل !

في هذه اللحظة سمعت الاثنتين صوت شيء يرتطم بالأرض وينكسر..

كانت أمل واقفة خلفهما ..لم تكد تسمع عبارة أم سامي الأخيرة..حتى هوى كوب القهوة الذي كان بيدها على الأرض..

بدت على وجهها علامات الرعب الشديد ولسانها يردد : سامي..سامي..

************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:14 pm

الجزء الثــاني عــشر
-12-

ولــو مــر العمــر..
**********

جلست ليلى خلف المكتب، تفرك أصابعها بتوتر، نظرت لساعة يدها، قد تأخرت أمل عن موعدها كثيرا..

أخذت تتأمل ما حولها بملل، الغرفة مليئة بالكتب.. رفوف من الكتب يتوسطها هذا المكتب التي تجلس خلفه..

خالد لا يسمح لأحد بالاقتراب من غرفته هذه، وكأنه يحتفظ فيها بكنز ثمين..

كانت تشعر أحيانا بالفضول..فتتوسل إليه ليدعها تنظر ولو لثانية لما يوجد داخل هذه الغرفة، لكنه كان يرفض..

ابتسمت ليلى بسخرية، هاهي الآن داخلها، لكن لم تجد فيها ما يثيرها،وتشعر بالملل الشديد، بالإضافة إلى أنها تكره منظر الكتب، فقط النظر لهذا الكم الهائل منها يصيبها بالصداع..

زفرت بحدة ثم تمتمت: أين أنت يا أمل..

وعادت تنظر لساعة يدها قبل أن تمسك هاتفها النقال وهي تقول: لا أظنها ستأتي..الأفضل أن أخبر خالد..

ثم طلبت رقم خالد وقالت حين سمعت صوته : لدي أخبار لن تعجبك..

خالد: هاتي ما عندك ..

مطت ليلى شفتيها وقالت : أمل لم تحضر..

صمت خالد قليلا قبل أن يقول بصوت هادئ: هل اتصلت بك لتعتذر عن الحضور..؟

قامت ليلى من خلف المكتب ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب وراءها قائلة: أبدا..

عاد خالد لصمته فقالت ليلى : هل تريد مني أن أتصل بها..وأعرف سبب عدم مجيئها؟

رد خالد ببرود: لا..إياك أن تفعلي هذا..

شعرت ليلى بالضيق في صوت خالد فقالت بمرح : عموما..لا أعتقد أن أي فتاة قد ترفض دعوتك لها..إلا إذا كانت غبية..

وصمتت قبل أن تضيف: أو أن لها عذرا ..وبما أن أمل ليست غبية..فمن المؤكد أن لها عذرا مقنعا..فلا تتضايق يا خالد..

ضحك خالد، لكن ضحكته كانت باردة كنبرة صوته وهو يقول: لست متضايقا..لكن من التهذيب أن تعلمك بأنها لن تحضر..كل ما أردناه هو مساعدتها..وليس من اللائق أن تعاملنا بهذا الشكل..

ابتسمت ليلى بخبث ثم قالت : خالد..هل أنت واثق من أن كل ما أردته كان مساعدتها فقط!؟

رد خالد بهدوء: .حتى و إن كان هناك أكثر من رغبتي في مجرد مساعدتها..لم يعد هذا مهما..قد أضاعت صديقتك الفرصة بتصرفها هذا..و أنا لست مِن مَن يمنحون فرصا كثيرة !

**************

ابتسمت أمل وهي تقول لوالد سامي: بإمكانك الذهاب الآن يا عمي.. أنت متعب.... سأظل أنا هنا..

كان يبدو على والد سامي التعب و الإنهاك فعلا.. إلا أنه أجاب أمل وهو يسترق النظر لداخل الغرفة المغلقة من نافذة صغيرة على الباب: أريد أن أكون موجودا حين يستيقظ..

التفتت أمل هي الأخرى متطلعة لداخل الغرفة..سامي مستلق على السرير دون حراك..الضمادات البيضاء تلتف حول رأسه..لولا أنهم أخبروها بأنه حي..لظنت أن الحياة قد فارقت هذا الجسد القوي..

كان يوما عاديا..لا تدري كيف انقلب إلى كابوس..ولا تدري كيف وصلت برفقة والديها و والدة سامي إلى المستشفى..
كل ما تعرفه هو أنها كانت تشعر بأنفاسها تختنق..لا تتصور أن يتركها سامي..لا تتصور حياة من دونه..كيف سيعيشون جميعا من دونه..

بالطريق إلى المستشفى..لم تنفك ذكرياتها معه تمر من أمام عينيها..
سامي الفتى الذي علمها أن تخشاه منذ رآها أول مرة..
ومن علمها أيضا أن لا تخشى شيئا بهذه الدنيا إن كانت بقربه !

الفتى الذي كان يفعل المستحيل ليرى عينيها الدامعتين..فقط ليخبرها كم هي جميلة حتى وهي تبكي..وفقط ليفعل المستحيل من أجل أن يجعلها ترضى عنه و تسامحه ثانية !

لَمْ تصدق حين سمعت والدته تقول بأنهم سيفقدونه..حتى وهي ترى رد فعل والدتها الهستيري..حتى وهي ترى نحيب والدته..وعيون والدها الدامعة وهو ينتظرهم بالخارج ليوصلهم للمستشفى..لم تصدق..

كانت تردد مع نفسها بأن ما يحدث..لا يعدو أن يكون مجرد كابوس..وستستيقظ منه..لن يفقدوا سامي..لا تستطيع تصديق هذا..

حين وصلوا للمستشفى..تركت والديها ووالدة سامي يهرعان للطبيب..كان هذا الأخير واقفا برفقة والد سامي..ظلت بعيدة عنهم ..وكأنها تخشى سماع شيء يؤكد لها بان ما يحدث واقع..وبأنها لن ترى سامي ثانية..

إلا أن صوت شهيق والدتها العالي المختلط بعبارة : الحمد لله..

جعلها تسرع الخطى نحوهم ..الطبيب يقول بأن حالة سامي مستقرة..سامي سيعيش..

أجل سامي سيعيش..ضربات قلبها المتسارعة كانت تخبرها بهذا..

انتفضت أمل حين أخذ والد سامي يهزها من ذراعها وهو يقول: أمل..أمل..ما بك؟

تنهدت أمل ثم قالت: لا شيء عمي..

زفر والد سامي بحدة وقال: أنت من عليها العودة للمنزل..كان عليك الذهاب مع والدتك وخالتك حين ذهبتا..

عادت أمل تتنهد بعمق قبل أن تقول: لا يا عمي..أنا لن أتحرك من هنا..اذهب أنت و استرح..

أخذ والد سامي يمسح قطرات عرق تتصبب على جبينه قائلا: لم توافق خالتك على الذهاب إلا بعد أن أكدت علي بأن أظل هنا..

ابتسمت أمل قائلة: أخبرها بأن الطبيب هو من طلب منك المغادرة..كما طلبها منهما..

بادلها والد سامي الابتسامة قائلا: طلب منهما هذا..لحدة صراخهما..

هزت أمل كتفيها وقالت : أخبرها أنك كنت تصرخ أيضا !

اتسعت ابتسامة والد سامي و ظل يتطلع لأمل..ثم فجأة ..اغرورقت عيناه بالدموع..فأطرق برأسه و مرر يديه على عينيه بسرعة قبل أن يرفع رأسه قائلا : أتعلمين..أنت تشبهين سامي ..

قطبت أمل حاجبيها ثم قالت مازحة : عمي..هل ما حدث سبب لك صدمة..والصدمة أثرت على سلامة عينيك..أي شبه هذا بيني و بين سامي !

ضحك والد سامي قائلا: تشبهينه في هذا مثلا !
ثم توقف عن الضحك ..و تغيرت ملامحه وهو يردف بحزن : سامي كان يحب المزاح..حتى في أحلك الظروف..كان يحب أن يرسم ابتسامة على وجوه الجميع..

تجمدت ملامح أمل ثم قالت بتوتر: لا تقل.. كان..
وابتسمت بصعوبة وهي تكمل: سامي بخير..وسيعود كما كان..وأفضل من ما كان أيضا !

هز والد سامي رأسه قائلا: إن شاء الله يا ابنتي..إن شاء الله..

ثم صمت قليلا قبل أن يردف: يبدو أني سأذهب للمنزل فعلا..على الأقل لأطمئن على حال خالتك ووالدتك..لم تكونا بخير حين غادرتا..لكني سأعود سريعا..

عادت أمل تتطلع لداخل الغرفة وهي تقول: حسنا يا عمي..

ثم التفتت إلية قائلة: أطلب من والدتي أن تعطيك هاتفي النقال وأنت عائد..تركته بالمنزل..

هز والد سامي رأسه موافقا ثم ابتعد بخطى متثاقلة..

فتحت أمل باب الغرفة بهدوء ثم دخلت و أغلقتها وراءها..ظلت واقفة بمكانها للحظات..تتطلع لسامي..ثم اقتربت من سريره وجلست على كرسي بجانبه..

من الصعب أن ترى شابا بنشاط ومرح سامي..خائر القوى..لا حول له ولا قوة ..راقدا على هذا السرير..محاطا بكل هذه الأجهزة والأنابيب..

سامي يبدو كالميت..
قامت أمل من مكانها بتوتر.. اقتربت من سامي أكثر.. قربت أذنها من وجهه..تنهدت بارتياح حين شعرت بأنفاسه..

عادت للكرسي..وعيونها تتأمله..أتراه يحلم الآن؟

أمسكت يده ووضعتها بحنان بين يديها..ثم عادت تتأمله..بم يحلم يا ترى؟

بهذه اللحظة ..انتفضت أمل .. رفعت حاجبيها بدهشة وهي تتطلع لأصابع سامي.. التي تضغط بوهن شديد على يدها..

***********

لم تتوقف سلمى عن البكاء منذ أنهت ذاك الاتصال مع والدتها..

سامي تعرض لحادث..وهو راقد بالمستشفى الآن..والدتها أخبرتها بأن حالته مستقرة، و بأن الأطباء طمئنوهم عليه..إلا أنها لم تصدقها..ماذا لو كانت حالته خطيرة..ماذا لو كانت والدتها تخفي عنها شيئا !

رفعت سلمى عينيها وقالت بصوت مخنوق مخاطبة زوجها الجالس بجانبها : أحمد..علي أن أرى سامي..لا أستطيع أن أضل هنا و أنا لا أدري ما يحدث هناك..

قطب أحمد حاجبيه قائلا: عليك أن تري سامي..ماذا تقصدين؟

ظلت سلمى تتطلع إليه بعينيها المحمرتين دون أن ترد..

فأردف أحمد بهدوء: سلمى..تعلمين أن ظروف عملي صعبة ..لن أستطيع السفر..

أخذت سلمى تلوح بكفيها وهي تقول بعصبية: لا تهمني ظروف عملك الآن..ما يهمني هو أخي..

وصمتت قليلا قبل أن تكمل بعبارات مخنوقة : أخي الذي لا أعلم إن كان يحتضر الآن أم ماذا !

ثم أجهشت ثانية بالبكاء..فاقترب منها احمد وضمها إليه ثم أخذ يمسح على شعرها بحنان وهو يقول: ما كان على والدتك أن تخبرك بأي شيء..لا تقلقي يا سلمى..سامي سيكون بخير..

أخرجت سلمى نفسها من بين ذراعي أحمد وهي تقول: من يدري..ربما تكون أمي لم تخبرني بالحقيقة..من يدري ..

أطرق أحمد رأسه ثم رفعه ثانية قائلا: لكني لن أستطيع السفر يا سلمى..هل تفهمين..

قامت سلمى واقفة بحدة ثم قالت بعصبية شديدة: لا ..لا أفهم..لا أفهم يا أحمد..كل ما أفهمه هو أنه علي أن أكون بجانب أخي..هل تفهم أنت هذا !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:14 pm

توقف عادل بالسيارة أمام الإشارة الحمراء ..ثم التفتت إلى خالد الجالس بجانبه قائلا بسخرية: أخيرا..جاء اليوم الذي أرى فيه خالد محتارا بسبب فتاة..اعترف يا صديقي..هذه الفتاة هزمتك..

أجابه خالد ببرود دون أن يلتفت إليه : هزمتني..لمَ..هل أخوض معها حربا؟

ضحك عادل و انطلق بسيارته ثانية ثم أجابه: أجل..حرب..وللآن أرى أنك المنهزم فيها..فلم لا تعترف..

تطلع إليه خالد بنظرات باردة ثم عاد يتأمل الطريق أمامه قائلا : ليس لدي ما أعترف به..على عكسك..فلم لا تعترف أنت..

رفع عادل حاجبيه ثم قال ضاحكا: أعترف أنا..وبم يا ترى؟

أجابه خالد بابتسامة هادئة: بأنك هناك فتاة هزمتك..

قطب عادل حاجبيه ثم ابتسم بسخرية قائلا: هل تقصد ذلك اليوم الذي ذهبت فيه للحديث مع أمل..في محاولة للتعرف إليها.. و صدتني..أظن أنني قد اعترفت بفشلي معها..

وتنحنح قبل أن يضيف: رغم أن اعترافي هذا كان تواضعا مني..لو تركتني ..لكنت كررت المحاولة..ولكنت وصلت لما أريد..

حرك خالد رأسه في عدم موافقة على كلام عادل ثم قال بهدوء: أنت مخطئ..حتى لو أنك ظللت تكرر المحاولة تلو الأخرى..لم تكن لتصل لأي شيء مع أمل..تأكد من هذا..

ثم ابتسم قبل أن يضيف : ثم أنا لم أقصد أمل ولا ذاك اليوم..حين قلت أن هناك فتاة هزمتك و لم تعترف بهذا للآن..

رمقه عادل بنظرات متسائلة فأكمل خالد : ليلى..

عقد عادل حاجبيه..ثم قال بضيق: قلت لك ألف مرة..ليس هناك أي شيء بيني و بين ليلى..ولم يكن هناك يوما أي شيء..

ابتسم خالد بسخرية ثم قال: أعلم هذا..هي ابنة عمي و أنت صديقي..لو كان هناك شيء لعرفته..وهذا هو المشكل..أنه ليس هناك أي شيء..لذا أقول أنها هزمتك..وإن كنت أنت لا تريد الاعتراف..

قال عادل بتوتر: خالد..ما هذا الكلام الذي تقوله..أنا لم أحاول يوما الاقتراب من ابنة عمك يا صديقي..لتقول أنها هزمتني..ثم أنا لا أستطيع حتى التفكير في محاولة الاقتراب منها..أولا احتراما لك..ثانيا.. ليلى ليست مجرد فتاة بالنسبة إلي..أنا أعرفها منذ كانت طفلة..

ظل خالد يتطلع لعادل للحظات قبل أن يقول: و أنا أعلم هذا أيضا..

رد عادل باقتضاب: جيد أنك تعلم..

ساد الصمت لثوان بين الاثنين إلى أن قطعه عادل قائلا: لم أكن أتوقع من ليلى الموافقة على مساعدتك في التقرب من أمل..

التفتت إليه خالد متسائلا: ولمَ لمْ تتوقع هذا؟

رد عادل بابتسامة: لأن والدتها إن علمت..ستقيم الدنيا فوق رأسها ولن تقعدها..

ضحك خالد قائلا: أنت محق..

زفر عادل ثم قال بنبرة متوترة حاول أن يخفيها قدر المستطاع: إذن ليلى غير موافقة على ما يدور بذهن كل من والديها ووالديك..أليس كذلك؟

ابتسم خالد قائلا: وهل يهمك إن كانت موافقة أم لا..

تزايد توتر عادل..قال وهو يشد قبضة يده أكثر على مقود السيارة: لا..أبدا..قد كان مجرد سؤال..
ضحك خالد فرمقه عادل بنظرات متضايقة قائلا: لمَ تضحك..

هز خالد كتفيه قائلا: لا شيء..

وأخذ يتطلع للطريق من خلال نافذة السيارة ..ثم التفتت لعادل قائلا بهدوء: هذه هي مشكلتك..أنك لا تريد الاعتراف..أنا أقرب أصدقاءك.. لذا أنا أقدر الناس على فهم تصرفاتك..لكني لا أظن أن ليلى ستفهم أو تعرف شيئا ما دمت لم تخبرها..ما دمت لم تعترف حتى لنفسك..

كانت هذه الكلمات تنزل كالصاعقة على عادل..الذي تجمدت ملامحه و هو يركز ناظريه على الطريق أمامه..

صمت خالد للحظة ثم أردف: أنت يا صديقي في حالة إنكار..وكل ما أخشاه هو أن تستفيق من حالة إنكارك هذه لتجد أن الأوان قد فات للاعتراف بأي شيء..

*****************

لوحت ليلى بيدها لكل من مروى و وفاء وهي تدخل باب المقهى، ثم ضربت مروى بخفة على ذراعها وانضمت إلى طاولتهما قائلة : هل تأخرت عليكن يا فتيات؟

نظرت وفاء للساعة بيدها ثم رفع عينيها لليلى وهي تجيب: لا..لم تتأخري..
والتفتت لمروى وهي تردف: أليس كذلك؟

لم تبالي مروى بسؤال وفاء ونظرت لليلى ثم قالت بلهجة جافة: ألم تقولي أنك تنتظرين شخصا سيزورك اليوم بالمنزل..وبأنك لن تستطيعي مرافقتنا؟

هزت ليلى رأسها موافقة وردت : أجل..لكن من كنت أنتظره لم يحضر..

زمت وفاء شفتيها وهي تقول بفضول: لم تخبرينا.. من يكون؟

نظرت أمل لمروى وأجابت بخبث: ألم أخبركما حقا..إنها أمل..أمل كانت ستزورني اليوم..

عقدت مروى حاجبيها وهي تقول بحدة: وما الذي كانت ستفعله عندك..

التفتت وفاء لليلى وأعادت بلهجة آلية: صحيح..ما الذي كانت ستفعله عندك..

ضحكت ليلى ورفعت حاجبيها قائلة: ماذا هناك..إنها صديقتي..يمكن أن تزورني في أي وقت..ودون أي سبب محدد..

ثم عادت تتطلع لمروى وهي تضيف: لأقول الحقيقة فقط..اليوم كان هناك سبب من وراء مجيئها..فخالد..عرض عليها المساعدة في إعداد أحد بحوثها..

رفعت مروى حاجبيها بدهشة ..ثم قالت في عدم تصديق لما سمعته: خالد..يساعدها في بحث..

حركت ليلى رأسها دون أن تجيب..

فقالت مروى بغضب: كنت أعلم هذا منذ البداية..أنت تساعدينه ليتقرب منها.. أليس كذلك..

وفاء انكمشت في مقعدها..ترعبها مروى عندما تغضب..بينما أخذت هذه الأخيرة تلوح بسبابتها أمام وجه ليلى وهي تضيف : وتقولين بأنك صديقتي..كيف تتجرئين على فعل هذا بي !

أمسكت ليلى يد مروى و أبعدته من أمام وجهها قائلة بهدوء وكأنها لم تتأثر بغضب مروى: لم افعل بك شيئا..ليس هناك أي شيء يربطك بخالد..فلا أظنني قد خنت صداقتك..فكفاك تشدقا بكلام لا تعرفين معناه..

كان صدر مروى يعلو و ينزل من شدة غضبها..مررت أصابعها بتوتر على شعرها القصير..ثم قالت : أنت التي تتشدق بما لا تعرفه..خالد على علم بمشاعري إتاجهه..قد اعترفت له..ولم يقم بأي رد فعل سلبي يبين رفضه لهذه المشاعر..

ابتسمت ليلى بسخرية قائلة: كما أنه لم يقم بأي رد فعل إجابي يبين ترحيبه بها..

قطبت مروى حاجبيها بضيق فأكملت ليلى: ما لا تفهمينه هو أن خالد..لا يفكر فيك و لن يفكر فيك يوما..لكنه رغم ذلك لن يصارحك بهذا..لا أدري لم..

ورفعت حاجبيها بسخرية قبل أن تضيف: ربما شفقة عليك و خوفا على مشاعرك..

كانت مروى تتمعن ليلى بحقد..فهي أدرى الناس بصدق هذا الكلام..لكنها لا تريد سماعه من أحد..

أطرقت برأسها قائلة: لا يهم..إن كان يشفق علي فقط..المهم أني كنت أعلم بأن قلبه خال من أية مشاعر لفتاة أخرى..

وعادت ترفع رأسها قائلة بغل: لكن أمل هذه..أصبح اهتمامه بها كبيرا..وكل ما أخشاه..

قاطعت وفاء مروى و وخرجت أخيرا من صمتها قائلة: ما تخشاه هو أن يكون خالد واقعا بحب أمل !

التفتت إليها مروى بحدة ورمقتها بنظرات جعلتها تعود لتنكمش بمقعدها..بينما صدرت عن ليلى ضحكة خافتة..وفاء تصمت و تصمت..لكن حين تتحدث..يتلفظ لسانها بكلام تندم عليه..

قالت مروى بثقة غريبة: لن يحدث هذا أبدا يا وفاء..أنا قادرة على منعه..تأكدي من هذا..

أخذت ليلى تتطلع لمروى مستغربة هذه الثقة بنبرة صوتها ..ثم لوحت بيدها قائلة لتغير دفة الحديث: هل طلبتن شيئا من النادل..أم أطلب لنا جميعا..

ردت مروى بهدوء: لا..لم نطلب شيئا..كنا ننتظرك..

و صمتت للحظة قبل أن تكمل: وننتظر خالد و عادل أيضا..أتصل خالد بي منذ قليل..هما في الطريق إلى هنا..

بدا الضيق على ملامح ليلى وهي تقول: عادل ثانية..يا الهي ألا يمكنني الذهاب لأي مكان دون أن أراه..

ابتسمت وفاء قائلة: من يسمعك قد يصدق أنك لا تريدين رؤيته !

نظرت إليها ليلى قائلة بحدة : ما الذي تقصدينه !؟

اتسعت عيون وفاء بخوف من ردة فعل ليلى .. فأجابتها مروى بابتسامة : ما تقصده واضح يا ليلى..تصرفاتك لا تخدع أحدا..كلنا يعلم أن..

قاطعتها ليلى قائلة : مروى..إياك و الحديث في هذا الموضوع..تعلمين كيف أصبح إن غضبت..فلا تجعليني أغضب ولا تفسدي علي يومي..

اتسعت ابتسامة مروى وهزت كتفيها قائلة: حسنا..كما تريدين..

ثم اعتدلت بجلستها قبل أن تردف: أخبريني لمَ لمْ تحضر أمل لمنزلك..

مطت ليلى شفتيها قائلة: لا أدري..خالد طلب مني أن لا أتصل بها لأعرف السبب..لكني قلقت عليها وحاولت الاتصال بها..

ابتسمت مروى بسعادة قائلة: جيد انه لا يريد أن يعرف سبب عدم مجيئها..

نظرت ليلى أليها بسخرية فقالت مروى بضيق: ما بك..من حقي أن أفرح لهذا..

حركت ليلى رأسها بيأس ..مروى هي مروى..لن تتغير..

ثم ابتسمت ملوحة بيدها لخالد الذي يدخل برفقة عادل من باب المقهى..

التفتت وفاء للمكان الذي تلوح إليه ليلى ثم قالت بسرعة: أخبرينا قبل أن يصل خالد..ماذا قالت لك أمل حين اتصلت بها..ما سبب عدم مجيئها؟

ردت ليلى عاقدة حاجبيها وهي تتطلع لعادل الذي كان يلوح لها بطريقة مستفزة: لم ترد على اتصالي..لا أدري ما بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:17 pm

فتح والد سامي باب الغرفة بهدوء، ثم دخل و ابتسم لأمل قائلا: ألم يستيقظ بعد؟

حركت أمل رأسها نفيا وهي تقول: لا..

ثم تطلعت لسامي وهي تضيف: لكنه حرك أصابعه..

اتسعت ابتسامة والد سامي ووقف أمام ابنه يتطلع إليه للحظات..ثم أخرج الهاتف النقال من جيبه قائلا لأمل : ها هو هاتفك..

أمسكته أمل قائلة: شكرا عمي..كيف حال والدتي و خالتي..

زفر والد سامي قائلا: هما بخير..لكنا تعبنا مع والدتك لنجعلها تكف عن البكاء..لم أرى أرق ولا أطيب من قلب والدتك..

ابتسمت أمل ثم قالت: إنها تحب سامي كثيرا..
و اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لسامي مردفة: أتعلم يا عمي..كنت أغار من سامي و أنا صغيرة..كنت أظنها تحبه أكثر من ما تحبني..

ابتسم والد سامي قائلا: أعلم..لكن كلكم أولادنا جميعا..ومحبتكم عندنا واحدة..أنت وسامي و سلمى..

ثم استدار خارجا من الغرفة وهو يقول: سأذهب لأتحدث للطبيب..حاولي أن ترتاحي أنت أيضا..اذهبي لمقهى المستشفى و تناولي شيئا..لم تأكلي منذ الصباح..

ردت أمل بهدوء: لن أترك سامي وحده..ولست أحس بجوع أو تعب..فلا تقلق علي..

هز والد سامي كتفيه باستسلام قائلا : كما تريدين يا ابنتي..كما تريدين..
ثم خرج..

لم يكد باب الغرفة يغلق حتى فُتح ثانية..ودخلت ممرضة وعلى وجهها ابتسامة عريضة..نظرت لأمل وحيتها قبل أن تقول: هل أنت أخته..

ردت أمل: لا..لست أخته..

زاد ابتسامة الممرضة اتساعا وهي تهز رأسها بتفهم..ثم أخذت تعاين سامي..

ظلت أمل تراقبها للحظات قبل أن تقول: متى سيستيقظ..

ردت عليها الممرضة دون أن تنظر إليها: في أية لحظة..

ثم تطلعت لأمل وهي تضيف: سيكون بخير..اطمئني..

ابتسمت أمل بارتياح..فبادرتها الممرضة قائلة: هل أنت أمل؟

تطلعت أمل للممرضة بدهشة وقالت: كيف عرفت اسمي..

أشارت الممرضة لسامي ثم قالت بابتسامة: منه..

زادت علامات الدهشة على وجه أمل وهي تقول: لست أفهم..كيف.. منه..

ابتعدت الممرضة عن السرير بعد أن أنهت عملها، ثم وقفت أمام أمل قائلة: قد كنتُ متواجدة حين أتى المسعفون بصديقك..كان غائبا عن الوعي..قالوا أنه نجا بأعجوبة..لقد تعرض لحادث ليلا..لكن الطريق الذي وقعت فيه الحادث طريق ناء على حدود المدينة..تقل فيه السيارات المارة..لذا لم يجدوه إلا صباحا..كان قد نزف كثيرا..إذ أنه كما يبدو قفز من السيارة قبل أن تنقلب وتهوي في تلك المنحدرات الجبلية..واصطدم رأسه بصخرة..المسعفون قالوا أنه محظوظ لأنه نجا من حادث كهذا..

كانت أمل تستمتع لكلام الممرضة وهي تتأمل سامي بحزن..

لاحظت الممرضة هذا فقالت لتطمئنها: لا تقلقي عليه..الإصابة برأسه ليست خطيرة..كذلك الردود على جسده..سيتعافى بسرعة..

ثم ابتسمت لأمل وهي تردف: المهم..قد توقعت أنك أمل..لأن أحد المسعفين أخبرني أنهم حين عثروا على صديقك..لم يكن فاقدا للوعي تماما.. و أنه كان يردد اسم أمل..

رفعت أمل حاجبيها بدهشة وهي تتمتم: كان يردد اسمي !

هزت الممرضة رأسها و ابتسمت بجدل قائلة: أجل..كان يردد اسمك..

ثم اتجهت خارجة من الغرفة وهي تضيف: أراك لاحقا يا أمل..

حولت أمل نظراتها المندهشة من الباب إلى سامي..ثم أمسكت بيده..وأخذت الابتسامة ترسم على شفتيها وتتسع شيئا فشيئا..

ظلت ممسكة يده وقد ابتعدت بها أفكارها بعيدا..
وفجأة.. شعرت بأنامله التي تضغط على يدها..رفعت عينيها متطلعة لوجهه فإذا بها تجده ينظر إليها..و يبتسم قائلا بضعف شديد: هل أنا أحلم؟

ضحكت أمل وهي تتطلع إليه بسعادة..

رمق سامي يدها التي تمسك يده بقوة وهو يقول: يبدو أنني فعلا أحلم..

ابتسمت أمل برقة قائلة: لا..لست تحلم..الحمد لله على سلامتك..

حاول سامي أن يرفع رأسه لينظر للمكان حوله.. إلا أنه تأوه بألم..فأخذ يتحسس رأسه بيده ثم قال: ما الذي حدث؟

ردت أمل وهي تنظر إليه بلوم: ما حدث هو أنك جعلتنا جميعا نكاد نموت خوفا عليك..أنت بالمستشفى الآن..تعرضت لحادث..

نظر سامي إليها باستغراب..ثم بدا عليه أنه تذكر ما حدث..فابتسم قائلا: وما دمت بالمستشفى..ولم أكد أستيقظ..ألا ترين أنه ليس بالوقت المناسب للومك لي !

هزت أمل رأسها ثم قالت : أجل..أنت محق..

حاول سامي أن يقوم من السرير فتأوه ثانية من الألم..كل ذرة من جسده تألمه الآن..
سحبت أمل يدها من يده بسرعة و قامت مانعة إياه من الحراك وقالت: ما الذي تظن أنك تفعله !؟

رد سامي بوهن : أريد أن أجلس فقط..

عقدت أمل حاجبيها قائلة: لا..ممنوع..عليك أن تظل مستلقيا..فجسدك يحتاج للراحة..

ظل سامي يتطلع إليها قليلا قبل أن يقول: سأعود لأستلقي إن أعطيتني يدك ثانية و تركتها كما كانت حين فتحت عيني..

نظرت أمل إليه بدهشة..ثم عادت للجلوس على الكرسي و ابتسمت قائلة: الآن أنت تحلم يا سامي !

لم يستطع سامي منع نفسه من الضحك..أخذ يزم شفتيه من الألم الذي يسببه له ضحكه..وقال : هل والداي هنا؟

ردت أمل بهدوء: عمي هنا..أما خالتي فقد منعها الطبيب من البقاء بالمستشفى..و منع والدتي من البقاء أيضا..

كان سامي يتأمل ملامح أمل..لكن ذهنه كان قد سافر بعيدا..

أمل شعرت بغرابة في نظراته إليها فقالت : لم تنظر إلي هكذا؟

أجاب سامي وهو لم يبعد نظراته عنها: هل أخبرك بشيء؟

قالت أمل : أخبرني طبعا..

صمت سامي قليلا ثم قال وهو ينظر لعينيها مباشرة: قد كنت معي منذ قليل..

نظرت أمل إليه غير فاهمة..فأضاف سامي: كنت معي..برفقتي..بالحلم..

قطبت أمل حاجبيها قائلة: لا أفهم..

أبعد سامي عينيه عنها للحظة..ثم أعادهما وهو يقول بنظرات ثابتة: أمل..أريد أن أعترف لك بشيء مهم..شيء كان يجب علي أن أعترف لك به منذ زمن..

قالت أمل بتوتر: بدأت تقلقني يا سامي..تكلم..ماذا هناك..

في هذه اللحظة فتحت باب الغرفة..
ودخل منها حسام..وابتهجت ملامح وجهه حين رأى أن سامي مستيقظ ويتحدث أيضا.. فقال بسعادة: ولمَ إذا أخبروني بأني لربما لا أراك ثانية !


ضحك كل من سامي و أمل وقالت هذه الأخيرة : لا بد أنها خالتي من تحدثت إليك..

ثم قامت واقفة و نظرت لسامي قائلة: سأتركك مع صديقك الآن..وأذهب لأخبر عمي بأنك استيقظت..

ثم استدارت لتنصرف إلا أن سامي أمسك بيدها ..و حين التفتت إليه قال : عودي بسرعة..أريدك معي هنا..

ابتسمت أمل برقة ثم قالت : لا تخف..لن أتركك..أحمد الله لأنك بخير..قد دعوت الله ألا يجعلني أفقدك يا سامي ..أنت أخي الوحيد..

ثم أفلتت يده و خرجت من الغرفة..تاركة سامي.. الذي ابتسم بسخرية على نفسه..

جلس حسام على الكرسي وهو يقول: الحمد لله على سلامتك يا صديقي..قد كدت أفقد صوابي حين حدثتني والدتك على الهاتف..حتى أني كنت سأتسبب لنفسي بحادث في الطريق للمستشفى..وكنت سأنضم إليك على أحد هذه الأسرة..

ابتسم سامي قائلا: لا تقل هذا..وأنا بخير الآن..لا تقلق..

بادله حسام الابتسامة ثم قال: الحمد لله..لكن أخبرني..شعرت و كأني قطعت عليك حديثا مهما حين دخلت..أعتذر إن كنت قد فعلت هذا..

ضحك سامي بصعوبة ثم قال: بل قل أنقذتني من ارتكاب خطأ جسيم..

عقد حسام حاجبيه متسائلا: كيف؟

رد سامي بهدوء: كنت سأعترف لها بمشاعري اتجاهها يا حسام..في اللحظة الذي دخلت فيها..

حسام : ولمَ تقول أنه خطأ جسيم..

تنهد سامي وقال : أولا لأني كنت سأخلف الوعد الذي قطعته للجميع..لوالدي..ولوالديها..كنت سأخون ثقتهم جميعا..ثانيا..

وابتسم بألم قبل أن يكمل: ألم تسمعها وهي تقول أخي الوحيد..

أطرق حسام برأسه قائلا: ظننتك قد تجاوزت هذا الموضوع..

عاد سامي يتنهد بعمق قائلا: وهذا ما ظننته أنا أيضا..لكني الآن أعلم أني لن أستطيع تجاوز ما أكنه لأمل أبدا..

وأغلق عينيه وهو يضيف: كانت معي يا حسام..بمكان لا يوجد فيه سوانا..ابتسامتها وهي تهمس لي أنها لن تكون يوما لغيري لازالت عالقة بذهني..لازالت تترائى أمامي ..أعلم الآن أن كل ذاك كان مجرد حلم..لكني لم أشعر يوما بالسعادة التي شعرت بها وهي بجانبي..ذلك الشعور ليس حلما..لا زلت أستطيع الشعور به للآن..

ثم فتح عينيه بغتة وهو يضيف: أعلم أنه مجرد حلم..لكني سأعيش عمري على أمل أن يتحقق ذلك الحلم يوما..على أمل أن تكون أمل..لي !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:18 pm

الجـزء الثـالـث عـشـر..
-13-
العودة للماضي..
****************

دخلت أم أمل المنزل، واتجهت للدرج صاعدة لغرفتها..إلا أن صوتا من ورائها أوقفها قائلا: كيف حال سامي؟

استدارت أم أمل و ابتسمت لزوجها قائلة: الحمد لله..أفضل بكثير..أحمد الله و أشكره..

اتجه والد أمل نحوها ثم أمسك يدها وهو يقول: الحمد لله..هل أمل لازالت هناك؟

هزت أم أمل رأسها قائلة: أجل.. أتعلم..لم أكن أتوقع من أمل أن تتصرف معه هكذا..جاءت أمس للمنزل لأقل من ساعة..ثم عادت للمستشفى ثانية..ترفض أن تتركه..

قال والد أمل : ولم لم تتوقعي هذا..أظن أن ما تفعله شيء طبيعي..

نظرت إليه أم أمل بقلق فأردف قائلا: أعلم ما تخشينه..لكني أرى أنها تتصرف انطلاقا من مشاعر أخوية تحسها تجاه سامي..أما بالنسبة إليه..فأنا أثق بكلمته..وقد قال أنه لن يفكر فيها يوما إلا كأخت..

وأخذ يربت على يدها مكملا: أرجو منك أن تتوقفي عن قلقك هذا..فقد انتهينا من هذا الموضوع..وللأبد..
تنهدت والدة أمل قائلة: أتمنى هذا..المهم الآن أن سامي بخير..

وصمتت قليلا قبل أن تستطرد: متى سنسافر لمدينتنا؟

أطرق والد أمل برأسه لثوان ثم رفعه قائلا: لا أرى بدا من سفرنا هذا..قد تركنا خلفنا هناك كل الماضي..وفتحنا صفحة جديدة هنا..بهذه المدينة.. بالإضافة إلى أنك مريضة..أخشى عليك الذهاب ومواجهة ذكريات عشت كل سنوات عمرك الماضية في محاولة نسيانها..لا أرى أي نفع من العودة و إيقاظ أشياء قد ماتت منذ زمن..

قالت والدة أمل برجاء: لكني نذرت أني سأعود إلى هناك..وأصلح من أخطاء الماضي ما يمكن إصلاحه..إن شفي سامي..وسامي بخير..علي الوفاء بالنذر الذي نذرته..

أخذ والد أمل يتمعنها فأردفت بسرعة: ولا تقلق علي..سأكون بخير..ما حدث قد طوته السنوات..قد نسينا نحن ما حدث..وأظن أن من تركناهم هناك قد نسوا أيضا..

قال والد أمل وهو يهز رأسه بيأس: كما تريدين..سنذهب..لكن ماذا سنقول لأمل..

ابتسمت أم أمل بسعادة وهي تقول: سنخبرها أن هناك صفقة بعملك تستدعي سفرك لأيام..وأني سأرافقك..


ظل والد أمل يتطلع لملامح السعادة على وجهها للحظات قبل أن يقول: قلبي ينبئني بأن عودتنا هذه لن تجلب خيرا..لست أرى خيرا في نبش ماض لم نرى فيه إلا التعاسة و الألم..

**************

اجتازت ليلى الحديقة بخطوات سريعة، وما كادت تدلف لداخل المنزل حتى بدأت تصرخ قائلة: خالد..خالد !

بعد ثوان ظهر خالد أعلى الدرج وأخذ يضرب كفا بكف وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله..ما بك تصرخين كالمجنونة !

وضعت ليلى يدها على خصرها وعقدت حاجبيها قائلة: مجنونة لأني أحمل أخبارا ستفرحك؟

رد خالد ببرود: لا أدري يا ابنة عمي..لم اعتد أن تأتيني منك أخبار تفرح !

ثم استدار عائدا إلى غرفته وهو يردف: تعالي لنتحدث بغرفتي..



صعدت ليلى الدرج مسرعة ثم تبعته لداخل الغرفة و ارتمت على أقرب مقعد وجدته لاهثة وهي تقول: قد التقيت بصديقة أمل اليوم بالجامعة..سارة..

جلس خالد قبالتها ثم قال : وما يهمني من هذا؟

ابتسمت ليلى و ردت: ما يهمك..هو أني علمت منها السبب الذي جعل أمل لا تحضر ذاك اليوم..

نظر إليها خالد باهتمام فأكملت: ساره تقول بأن ابن جيران أمل تعرض لحادث..وما فهمته منها أن هذا الشاب يعتبر بمثابة فرد من عائلة أمل.. العائلتين تجمعهما علاقة وطيدة..

بدا الجمود على ملامح خالد وهو يقول: أتعتبرين هذه أخبارا مفرحة؟

قطبت ليلى حاجبيها قائلة: لا أقصد أن نفرح لكون ذلك الشاب قد تعرض لحادث..ما أقصده هو أن ما قلته لك يومها كان صحيحا..ألم أقل لك لربما أمل تملك عذرا مقنعا لعدم مجيئها؟

عقد خالد ذراعيه على صدره، وبدا عليه أنه يفكر بكلام ليلى التي استطردت : ساره تقول أيضا أن أمل تلازم المستشفى منذ ذاك اليوم..حتى أنها لم تأت للجامعة اليوم..

ابتسم خالد قائلا : ابن الجيران..وتربط العائلتين علاقة وطيدة..وهي تلازم المستشفى منذ ذاك اليوم؟ !

بادلته ليلى الابتسامة وهي تقول: لا تجعل أفكارك تذهب بك بعيدا..بإمكاني أن أؤكد لك أن أمل تعامله معاملة الأخ..

ثم أخرجت هاتفها من حقيبة يدها قائلة: سأتصل بها..

قال خالد بهدوء: و لمَ؟

ردت ليلى بابتسامة خبيثة وهي تطلب رقم أمل: سأرى إن كان بإمكاني زيارتها المستشفى..

قال خالد مستغربا: ولم تريدين زيارتها بالمستشفى !؟

ابتسمت ليلى دون أن ترد عليه..وظلت تنتظر أن تجيبها أمل لبرهة ثم قالت حين سمعت صوتها: أمل..كيف حالك؟

نظرت ليلى لخالد الذي يتطلع إليها باستغراب وقالت: الحمد لله..أنا بخير..ساره أخبرتني بأن سامي جارك قد تعرض لحادث.. و بأنك معه بالمستشفى..

رفع خالد حاجبيه بدهشة و قال: وتعرفين اسمه أيضا !

أشارت ليلى إليه بيدها كي يصمت وهي تقول:حمدا لله أنه بخير الآن.. كنت أفكر بزيارته..
وصمتت قليلا ثم صدرت عنها ضحكة وهي تقول: لا تسيئي فهمي..أنا أريد أن أراك..ولا بأس أن انتهزها فرصة و أطمئن عليه هو أيضا..

كان خالد يراقب ليلى وهو مستغرب طريقة حديثها هذه.. يبدو عليها أنها مهتمة بسامي هذا..

وفجأة تذكر شيئا.. فقال: اسأليها ماذا فعلت بخصوص البحث الذي كانت تعده..

وضعت ليلى يدها على الهاتف كي لا تسمعها أمل ثم قالت بصوت منخفض: ألم تقل أنك لا تمنح فرصا كثيرة..لم تسأل إذا !

عقد خالد حاجبيه وقال بلهجة آمرة: قلت لك اسأليها !

ضحكت ليلى ثم قالت مخاطبة أمل على الهاتف: خالد يسألك ما الذي فعلته بخصوص بحثك ؟

أخذت تهز رأسها بتفهم ثم التفتت لخالد قائلة: تقول أنه كان عليها تسليمه لأستاذها اليوم..لكنها لم تنتهي من إعداده بعد..طلبتْ من ساره أن تتحدث مع الأستاذ كي يمنحها وقتا إضافيا لكنه رفض..

قام خالد من المقعد الذي كان جالسا عليه وخطف الهاتف من يد ليلى ثم قال : أمل..أنا خالد..ما اسم أستاذك؟

قامت ليلى هي الأخرى في محاولة لإرجاع هاتفها وهي تقول بعصبية: خالد..من أين تعلمت هذا الأدب..أعد لي الهاتف..

لكن خالد دفعها لتعود للمقعد وابتعد عنها قليلا وهو يقول: ألا تستطيعين المرور اليوم بمنزلنا..بإمكانك أخذ الكتب التي تحتاجينها..وسأساعدك في إعداده..لن يؤخذ منا وقتا طويلا..

التفت خالد لليلى و ابتسم حين رأى ملامحها الغاضبة ثم اطرق برأسه قائلا: ليس هناك أي إزعاج يا أمل لا تقولي هذا..فكري بالموضوع ..إلى اللقاء الآن..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:18 pm

أسرعت أمل الخطى نحو أم سامي قائلة: نعم خالتي..

تطلعت إليها أم أمل بعنين فاحصتين وقالت: قد كنت أناديك..لمَ ذهبت لآخر الممر..و ما به وجهك محمر هكذا..إلى من كنت تتحدثين على الهاتف؟

أجابت أمل بتوتر: ماذا..وجهي أنا محمر؟

وهزت كتفيها قائلة: قد كنت أتحدث لصديقتي..آسفة لم أسمعك و أنت تنادين..


نظرت إليها أم سامي بشك فقالت أمل وهي تتظاهر بالهدوء: فيم كنت تحتاجينني خالتي؟

ردت أم سامي: لاشيء..تأخرتِ بالخارج..لم أعلم إلى أين ذهبت..

قالت أمل : جاءني اتصال.. ولم أود الحديث داخل الغرفة و إزعاج سامي وهو نائم..

قالت أم سامي بحزن : ابني المسكين..الإصابة برأسه تألمه و تسبب له صداعا عنيفا..من الجيد أنه استطاع النوم أخيرا..

ابتسمت أمل قائلة: لا تقلقي خالتي..الطبيب أكد أن هذه الآلام ستختفي قريبا..وكذلك الصداع..سيكون سامي بخير..

ظلت أم سامي تتطلع لأمل للحظات قبل أن تقول: أنت تهتمين لأمر سامي..وتريدين سعادته أليس كذلك يا أمل؟

ردت أمل باستغراب: ما هذا السؤل يا خالتي..بالطبع أهتم لأمره و أريده أن يكون سعيدا !

ابتسمت أم سامي وقالت : وهل أنت مستعدة لفعل أي شيء من أجل سعادته..

وصمتت قبل أن تكمل بتردد: حتى..حتى إن تَطلَب هذا الوقوف بوجه أشخاصا تحبينهم أيضا..

نظرت إليها أمل بحيرة و هي تقول: خالتي..أوضحي كلامك..ماذا تقصدين؟

همت أم سامي أن تجيبها إلا أن صوتا صارما من الخلف أوقفها قائلا: ليست تقصد أي شيء يا أمل !

التفتت الاثنتان لوالد سامي وهو يضيف: أمل..اذهبي لسامي..

ظلت أمل تنظر لأم سامي للحظات ثم قالت: حسنا عمي..

وابتعدت عائدة للغرفة..
التفت والد سامي لزوجته قائلا بغضب: ما الذي كنت ستقولينه !

أجابته أم سامي بتوتر: أبدا..لا شيء..

قال والد سامي وهو يلوح بيده بعصبية: قد أفهمتك أننا انتهينا من هذا الموضوع..وحذرتك من الخوض فيه..لكن يبدو أنك لا تفهمين !

بدأت الدموع تتجمع بعيون أم سامي وهي وتقول: أنتم من لا تفهمون..لا أحد يحس بسامي..لا أحد..قد أخبركم بما تريدون سماعه..لكن لا تظن أن شيئا قد تغير بقلبه..

وأضافت وهي تغالب دموعها كي لا تنزل: أنتم السبب فيما هو فيه الآن..تدَعون أنكم تهتمون لأمره..لكنكم كاذبون..وأم أمل تلك كاذبة..تدعي أنه كابنها..لو كان كابنها فعلا لما رضيت له هذا الألم..

أمسك والد سامي ساعدها بقوة وهو يقول: إياك أن تعيدي قول هذا الكلام مرة أخرى..أقسم إن وصل كلامك هذا لأم أمل..فسأجعلك تندمين أشد الندم !

وأفلت ساعدها وهو يضيف: أنتِ من ستُسبب الألم للجميع بعنادك هذا !

**************


توقف عادل بالسيارة أمام مبنى المستشفى، فاستدار خالد للمقعد الخلفي قائلا لليلى: لا تتأخري كثيرا..

التفت عادل هو الآخر لليلى قائلا :
إن تأخرتْ سيكون عليها العودة بسيارة أجرة..

رفعت ليلى سبابتها بوجه عادل قائلة بعصبية: لم يطلب أحد منك إيصالي أساسا..

ضحك عادل بسخرية قائلا: وكأني كنت سأوصلك إن طلبت مني ذلك !

همت ليلى أن ترد عليه إلا أن خالد أوقفها بإشارة من يده وهو يقول بهدوء: لست في مزاج يسمح لي بالاستماع لهذا الحوار الصبياني..

ونظر لعادل نظرات عاتبة قبل أن يردف مخاطبا ليلى: اذهبي الآن..وحاولي إقناع أمل بالنزول معك..

قالت ليلى وهي تفتح باب السيارة وتخرج: سأحاول..لكني لا أظنها ستوافق..

ما إن ابتعدت ليلى حتى عاد خالد ينظر لعادل بنفس النظرات العاتبة ..مما جعل هذا الأخير يضحك قائلا: ماذا هناك؟

رد خالد : تعبت من الحديث معك..ومحاولة إفهامك أن طريقة تصرفك المستفزة هذه ستفقدك ليلى..

هرب عادل بنظراته قائلا بتوتر: وأنا تعبت من إخبارك بأن ما يدور بذهنك هو محض خيال..

ابتسم خالد ثم قال بهدوء: هل تراهنني على أنك لا تحب ليلى؟

زاد توتر عادل وهو يقول: ليس هناك داع للرهان..قد قلت لك ما عندي..لك أن تصدقه..و لك أن لا تصدقه..أنت حر..

هز خالد كتفيه باستسلام..

و التزما الصمت للحظات قبل أن يقول عادل : هذا الشخص الذي تعرض لحادث..هو ابن جيران أمل؟

رد خالد باقتضاب: أجل..

تمتم عادل: غريب..

التفتت إليه خالد قائلا: وما الغريب؟

رد عادل : ابن الجيران فقط..وتظل بجانبه طول هذه المدة؟

أجابه خالد بهدوء: يبدو أن علاقات قوية تربط عائلتيهما..لكن ليلى لاحظت بأن أمل تعتبره كأخ ليس إلا..

هز عادل كتفيه قائلا: وما أدراك..لربما تكون ليلى مخطئة !

عقد خالد حاجبيه..وأخذ يتطلع للمبنى أمامه..
صحيح..وما أدراه..
ربما تكون ليلى مخطئة..وربما هذا الشخص يمثل أكثر بالنسبة لأمل من مجرد ابن جيران..


*************

أمسكت أمل بيد ليلى تحثها على الدخول للغرفة ثم قالت لسامي: سامي..أقدم لك ليلى..صديقتي..

تطلع سامي لليلى باهتمام..قد رأى هذه الفتاة من قبل..لكن لا تسعفه ذاكرته ليتذكر أين..

قالت ليلى بابتسامة عريضة: الحمد لله على سلامتك سامي..

أجابها سامي بهدوء: أشكرك..

ثم التفت لأمل قائلا: هل تدرسان سويا؟

ردت ليلى بسرعة: في الحقيقة أدرس بنفس الجامعة لكن ليس معها..نحن صديقات منذ أيام الطفولة..

رفع سامي حاجبيه بدهشة قائلة: منذ أيام الطفولة ! و كيف هذا؟

ضحكت ليلى وقالت بابتسامة رقيقة: هل لديك وقت..يسعدني أن أسرد لك الحكاية من أولها لآخرها..

عقدت أمل ساعديها على صدرها قائلة بضيق: لا..لا أظنه يملك وقتا..

التفت سامي لأمل مستغربا لهجتها المتضايقة..
ووقعت عينيه على عينيها..كان يبدو بداخلها الضيق فعلا..ظلا يتبدلان النظرات لوهلة..

لكنه أشاح بوجهه سريعا وقال بابتسامة:
في الحقيقة أملك الوقت طبعا..يسعدني أن أستمع لهذه الحكاية !

بادلته ليلى الابتسامة ثم قالت وهي تجذب أمل لخارج الغرفة: لحظة فقط و سأعود..

أفلتت أمل من قبضة ليلى و قالت : ماذا هناك؟

ردت ليلى بصوت خفيض : خالد ينتظرنا بباب المستشفى..إن أردتِ ذهبتِ معنا للمنزل.. هو على استعداد ليساعدك ببحثك و بإمكانك إعطائه لأستاذك غدا..

قالت أمل بابتسامة: وما بك تتحدثين بصوت منخفض هكذا..

ثم صمتت قبل أن تضيف: لن أستطيع ترك سامي اليوم..

قطبت ليلى حاجبيها وقالت: اذهبي إليه إذا و أخبريه هذا بنفسك..

أطرقت أمل برأسها ثم رفعته قائلة بهدوء: أنت محقة..على الأقل لأشكره و أعتذر عن عدم حضوري ذاك اليوم..سأذهب إليه..هل تذهبين معي؟

حركت ليلى رأسها نفيا وابتسمت قائلة: لا ..أنا سأعود لجارك الوسيم كي أحكي له حكايتنا !

عقدت أمل حاجبيها وقالت بضيق شديد: لن أتركك معه !

اتسعت عيون ليلى بدهشة ثم قالت ضاحكة: أنظري للضيق على ملامحك ..لم إذن تقولين أنه بمثابة الأخ؟

أجابتها أمل بتوتر: تضايقني تصرفاتك..ولا يهم إن كانت مع سامي أو غيره..

لوحت ليلى بيدها وهي تقول: حسنا..حسنا..اذهبي الآن لخالد كي لا ينتظر كثيرا..

واستدارت عائدة للغرفة ثم توقفت قبل أن تدخل قائلة: أخبريه أني سأعود وحدي..وقولي لعادل..ليلى تقول لك أنها تفضل العودة على قدميها ..على العودة معك !

ضحكت أمل على عبارة ليلى واتجهت للمصعد..
ليلى فتاة مرحة و تحب الضحك..مرحها هذا يذكرها بسلمى..تتشابهان في هذا كثيرا..
لكن تصرفات ليلى و حديثها عن سامي يثير أعصاب أمل..

ضغطت أمل على زر المصعد وحين فُتح الباب أمامها وهمت بالدخول مسرعة ..
استضم كتفها بكتف شخص يخرج منه..التفتت إليه لتعتذر..لكنها قالت حين رأت وجهه:

خالد.. كنت سأنزل لأتحدث إليك !

ابتسم خالد قائلا: ليلى قالت أنها ستكلمك و تنزل ..لكنها تأخرت..

بادلته أمل الابتسامة قائلة: لن تذهب ليلى الآن..ستضل معي قليلا..

قال خالد بهدوء: إذا لن تذهبي معنا للمنزل؟

أطرقت أمل برأسها وهي تقول: لا..لن أستطيع اليوم..لكني أشكرك جدا على تفكيرك بمساعدتي..

هز خالد كتفيه قائلا : لا داعي للشكر..كنت أود لو أني استطعت مساعدتك فعلا..

ثم صمت قبل أن يضيف: بالنسبة لأستاذك..قد اتصلت به و تحدثت إليه ..وقد وافق على منحك يومين إضافيين لتعدي بحثك..

تطلعت إليه أمل بدهشة قائلة: اتصلت به وتحدثت إليه..كيف ..كيف استطعت إقناعه !

ابتسم خالد قائلا:أخبرته أن لك ظروفا طارئة..في الحقيقة هو صديقي..أساتذة كثر بالجامعة أصدقائي..

ظلت أمل تتطلع إليه مندهشة وقالت ببطء: لا ادري ما أقوله لك..شكرا..

هز خالد كتفيه بلامبالاة و قال: بالنسبة للمراجع..بإمكانك المرور بالمنزل متى أردت..أما إن احتجت مساعدتي فرقمي ستجدينه عند ليلى..اتصلي بي بأي وقت..

وقبل أن ترد أمل كان خالد يعود لداخل المصعد و هو يقول: أراك لاحقا..

ظلت أمل تنظر للباب..

يا له من شخص غريب..اهتمامه هذا بها يسعدها لا تستطيع الإنكار..

لكنه يحيرها أيضا !

تود لو تعلم سبب اهتمامه هذا..
و تود لو تعلم السبب الذي يجعله يشغل حيزا كبيرا من تفكيرها في الآونة الأخيرة..

استدارت أمل وهي تخطو خطوات بطيئة..ستذهب لمنزله غدا..هي بحاجة لتلك المراجع..ستخبر ليلى الآن بأنها ستزورها غدا..

لم تكن أمل قد وصلت للمر الذي توجد فيه غرفة سامي..حين سمعت من يناديها..

تجمدت بمكانها غير مصدقة لما تسمعه..هذا الصوت هو صوت..

لا يمكن أن تكون هي..

استدارت أمل ووضعت يدها على فمها من وقع المفاجأة.. ثم أبعدته وهي تتمتم: سلمى !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:21 pm

الجــزء الرابــع عــشر
-14-
خطيبها !
*************

كانت سلمى واقفة أمام النافذة بغرفة سامي بالمستشفى، لا تستطيع تصديق ما تسمعه، لم تتوقع أن تكون الأمور قد تطورت إلى هذا الحد، لمَ قد يرفض والدي أم ارتباط سامي بابنتهما..
بل ويرفضان مجرد تفكيره فيها !
كيف لها أن تصدق وهي أدرى الناس بحب أم أمل الشديد لسامي، كيف لأم أمل أن تكون هي بالذات من يقف بوجه سعادة سامي..

كان قلب سلمى ينبئها أن هناك شيئا ما حدث له، أسلوبه في الحديث كان قد تغير، منذ علمتْ بذهابه برفقة حسام لقضاء بضعة أيام بعيدا عن المدينة..
قلبها أخبرها أن سامي يهرب من شيء،حتى أنها شكت بأنه صارح أمل بمشاعره، ورفضُها له هو ما جعله يبتعد، لم يخطر ببالها أن من رفض هم والدي أمل..لم يكن هذا ليخطر ببال أحد !

استدارت سلمى وقالت لسامي : لمَ لمْ تخبرني عن كل هذا..قد سألتك أكثر من مرة عن ما بك ..كنت تقول أنك بخير..

ابتسم سامي وقال: لم أرد أن أقلقك يا سلمى..ثم ماذا كنت ستفعلين إن علمت ..لا شيء !

سلمى بحزن : صحيح..أصبحت بعيدة عن الجميع..لا أفيد أحدا منكم..

اتسعت ابتسامة سامي و أشار لها أن تقترب..جلست سلمى على السرير بجانبه فأحاطها سامي بذراعه وهو يقول:
لا تقولي هذا..أنت لست بعيدة عنا أبدا..لأنك بقلوبنا..أتعلمين في الأيام الأولى بعد سفرك..كنا أنا و أمل نسهر طول الليل سويا..

قاطعته سلمى بنظرات متسائلة : تسهران سويا طول الليل؟

سامي وهو يتنحنح: في الواقع نسيت أن أخبرك..لقد استحوذت على غرفتك..كنا أنا و أمل نسهر سويا..كل على شرفة غرفته..

رفعت سلمى حاجبيها بدهشة وقبل أن تنطق بكلمة أردف سامي : كل ليلة..نتذكر ذكرياتنا الجميلة معا..كنا نحب أن نتحدث عنك كثيرا وعن شقاوتك و أنت صغيرة..كنا نشعر حينها انك معنا..

سلمى بانزعاج طفولي: أولا استحوذت على غرفتي..ثانيا كنتم تتحدثون عني بالأيام الأولى فقط..بعد ذلك نسيتم سلمى أليس كذلك؟

ابتسم سامي وهو يقول: كنت أعلم أنك لن تمانعي انتقالي لغرفتك..ولا تحزني نحن لم ننساك..كل ما في الأمر أن..

وصمت قليلا قبل أن يردف : أننا لم نعد نسهر بالشرفة..لم أكن أستطيع مواجهتها و الحديث معها بعد الذي حصل..كنت أحاول الهروب منها قدر المستطاع..أمل لم تعلم شيئا من الذي حدث..لذا لم تفهم سبب تغيري الذي كان مفاجئا بالنسبة اليها..

قامت سلمى واقفة وقالت : سامي..دعني أتحدث لأمل..أنا قادرة على حل هذه المشكلة..

ابتسم سامي وهو يقول بيأس: لا تفهمين يا سلمى..أتمنى لو كانت المشكلة متعلقة بأمل..فقد كنت بدأت أولى الخطوات لكسب قلبها..لكن المشكلة هي بوالديها اللذين يرفضان أي نقاش بهذا الموضوع..حتى أنهما هدداني بإبعادها عني للأبد إن لم أرجع عن ما أفكر فيه..وأكثر ما يجعلني غير قادر على فعل أي شيء ..أم أمل..حالتها الصحية سيئة.. أي حوار معها بهذا الموضوع يتعبها أكثر..قد قطعت لهم وعدا أني لن أفكر بأمل إلا كأخت..

كانت سلمى تتطلع لأخيها بحزن، تشفق عليه، يفكر بالجميع و لا يفكر بنفسه، لو أراد .. لتحدث لأمل وارتبط بها رغما عن أنف الجميع..

لكن سامي لن يتغير يفكر بمصلحة الجميع قبل التفكير بمصلحته..

ابتسمت سلمى قائلة: وقلبك..هل أفهمته أنك قطعت لهم وعدا ؟

أشاح سامي بوجهه دون أن يرد ..فأكملت سلمى: يحزنني حالك يا سامي..كنت أتمنى أن تكون أمل لك..في الحقيقة لم أتصور يوما أن تكون أمل لغيرك..أو أن تكون أنت لغيرها..لكن يبدو أن للكبار رأيا آخر..

شعرت سلمى أن الحزن قد خيم على الغرفة فقالت بمرح مفتعل: لكن أخبرني..كيف تعرفت على ليلى صديقة أمل..كان يبدو عليك الاستمتاع بحديثها حين دخلت مع أمل..

رد سامي: لا أعرفها..قد جاءت اليوم لترى أمل لا لتراني..في الحقيقة لم أرتح لتلك الفتاة..

رفعت سلمى حاجبيها قائلة: لم ترتح لها..كيف..وحين دخلنا كنتما تضحكان و كأنكما من أقدم الأصدقاء !

ضحك سامي وقال: قد لاحظت على أمل انزعاجها من حديثي مع ليلى..فأردت أن أزعجها أكثر..هذا كل شيء..

ضحكت سلمى هي الأخرى ثم قالت بلهجة جدية: إن أردت رأيي..تلك الفتاة لم تعجبني أنا أيضا..

غمز سامي بعينه لها وهو يقول: غيرة؟

ردت سلمى باستنكار: أنا أغار منها !

قال سامي كي يضايقها : أجل..فهي صديقة أمل الآن..وتقضي معها معظم أوقاتها..

قطبت سلمى حاجبيها قائلة: أعلم..ستذهب إليها اليوم لمنزلها..

وصمتت لبرهة قبل أن تضيف بلهجة غامضة: هل تعرف ابن عم ليلى؟

حرك سامي رأسه نفيا فأضافت سلمى بنفس اللهجة الغامضة: حين وصلت للمستشفى..رأيت أمل تتحدث إليه..حين سألتها عن من يكون قالت انه ابن عم ليلى وجاء ليوصلها..لكن من طريقة حديثها معه كان يبدو عليها أنها تعرفه جيدا..

سأل سامي باهتمام: كيف يبدو؟

ردت سلمى وهي تلوح بيدها : طويل..قوي البنية..عريض المنكبين..ذو شعر أسود فاحم..وملامحه تحمل برودا غريبا..

عقد سامي حاجبيه وهو يتذكر..يبدو أنه نفس الشاب الذي رآها تتحدث إليه بالمكتبة..يذكر أنه شعر بعدم الارتياح له..
كما شعر بعدم ارتياح تجاه ليلى..
فإذا به ابن عمها..
يا لها من صدفة غريبة !
*****************
بأحد المقاهي الراقية بالمدينة، كان خالد ومروى جالسين يتحدثان فيما يبدو أنه حديث مهم و مصيري..على الأقل بالنسبة لأحدهما..

رشفت مروى من كأسها ثم أعادت وضعه على الطاولة قائلة : إذن أنت تريد مساعدتها لأنها صديقة ليلى فقط ؟

حرك خالد رأسه فأردفت مروى : أخشى يا خالد أن..أن..

ابتسم خالد قائلا:تخشين ماذا..قولي..أن أحبها مثلا؟

نظرت إليه مروى بجزع فأكمل : لا أنكر أنها فتاة مميزة..فريدة من نوعها..ولم أقابل مثلها الكثير..لكن هذا لا يجعلني أقع بحبها بهذه السرعة..

كانت ملامح الانزعاج تبدو على وجه مروى التي زفرت قائلة بحدة: طريقة كلامك هذه تؤكد لي أنك على الأقل معجب بها..

هز خالد كتفيه وقال ببرود: ربما..هذا شيء يخصني !

مروى وقد ارتفعت نبرة صوتها قليلا: ويخصني أنا أيضا !

رفع خالد حاجبيه بدهشة مصطنعة وهو يقول: يخصك..أحقا؟ وكيف هذا !؟

بدا التوتر على مروى التي أخذت تفرك أصابع يدها بعصبية و أحنت رأسها قليلا وهي تقول بصوت لا يكاد يُسمع: لأني..أنت تعلم..أنا أحبك يا خالد..

أطرق خالد برأسه فقالت مروى : خالد..أنظر إلي..

رفع خالد رأسه ليواجه عيونها..وكأنه لمح بها دموعا..

قالت مروى بصوت مخنوق: خالد..حين صارحتك بمشاعري أول مرة..ولم أسمع منك ما كنت أود أن أسمعه..لم أحزن كثيرا..ظننت أني سأكسب قلبك مع الوقت..كنت أعلم أن حياتك خالية من تلك الفتاة التي قد تكسب قلبك قبلي..كنت مطمئنة..لكن منذ ظهرت هذه الأمل..انقلب كل شيء..لم أعد أفهمك..وازداد خوفي من فقدانك..

ظهر التأثر على خالد للحظة، إلا أن ملامحه سرعان ما عادت لبرودها و هو يقول: مروى..باستطاعتي أن أخبرك باني أبادلك نفس المشاعر..باستطاعتي أن أسمعك كل ما تريدين سماعه..لكنني بهذا سأخدعك..وأنا لا أريد خداعك..أنا لستُ مسئولا عن مشاعرك تجاهي..أما عن مشاعري الخاصة..فأنا حر بها..أنا حر في أن أحب من أشاء..

عاد صوت مروى يرتفع وهي تقول بغضب : إذن أنت تحبها..تحبها يا خالد !

ثم انهارت فجأة و استسلمت للبكاء و هي تقول بين دموعها: سأجعلها تكرهك يا خالد..تعلم أني أستطيع هذا..سأجعلها تكرهك !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:22 pm

وضعت أم أمل أكواب القهوة على الطاولة، ثم جلست على المقعد قائلة: لن نسافر يا أب سامي إلا بعد أن يخرج سامي من المستشفى..ويتعافى تماما..

أمسك والد سامي كوبه وهو يحرك رأسه بتفهم قائلا: سامي سيعود اليوم للمنزل..

تنهدت أم أمل قائلة: أحمد الله لأنه بخير..لا أدري ما الذي كان سيحصل لي لو فقدناه..

التفت والد أمل إليها قائلا : الحمد لله لأنه بخير..لكن عليك يا أب سامي أن تتحدث إليه ..عليه أن يتعلم الدرس..ويبتعد عن تهوره في قيادته للسيارة..وعن السرعة الجنونية التي يمر فيها بالشوارع كالبرق...كاد يفقد حياته نتيجة لجنونه هذا..

ابتسم والد سامي قائلا: لا تقلقوا أظنه قد تعلم الدرس جيدا..

واعتدل في جلسته قبل أن يضيف: ماذا ستقولون لأمل بخصوص سفركم ؟

ردت أم أمل: سنخبرها بأن لدى والدها صفقة تستدعي سفره لإتمامها و بأني سأرافقه..

ثم أخذت تنظر لزوجها وهي تردف: وفي الحقيقة كان لدينا طلب نطمع في أن تلبيه لنا يا أب سامي..

تطلع إليها والد سامي بنظرات متسائلة فقال والد أمل: نود أن تظل أمل عندكم بالمنزل..طول مدة سفرنا..لا أريد تركها وحدها هنا..

ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي والد سامي وهو يقول: كنت سأقترح عليكم نفس الشيء..الأفضل أن تظل معنا..بالإضافة إلى أن سلمى ستقضي بضعة أيام معنا قبل أن تسافر..ستفرح إذا علمت أن أمل ستكون معها ..

وصمت قليلا قبل أن يردف: لكن أخبراني هل سيطول غيابكم ؟

أجابه والد أمل: لا أظن..في الحقيقة أنا لا أود الذهاب..لكن أم أمل تقول بأنها نذرت أن تعود..ولا بد أن تعود..

قال والد سامي وهو يرشف من كوبه ببطء: لكن هل تعتقدون أن من تركتموهم هناك قد نسوا كل ما حدث بالماضي..ألا تخشون ردة فعلهم إن رأوكم بعد كل هذه السنوات؟

أخذت أم أمل ووالد أمل يتبادلان النظرات دون أن ينبسا ببنت شفة فاستطرد والد سامي: صحيح أن مرور الزمن يمحي أشياء كثيرة..لكن قلوب بعض الناس لا تتغير ..مهما مر من الزمن..وأنتِ لا زلت مريضة يا أم أمل..لن يكون بمقدارك مواجهة المشاكل التي قد تجدونها في انتظاركم هناك..

**************

كانت أمل تمرر أناملها على الكتب وتقرأ عناوينها بسرعة، وتخرج كتابا من بين الرفوف من آن لآخر، أدهشها هذا الكم من الكتب الذي يملكه خالد..وما أدهشها أكثر..هو أنها كلما أخرجت كتابا و قلبت صفحاته وجدت ملاحظات دونت بخط اليد على الجوانب..
نفس الخط على الكتب كلها..
تدل على أنها لشخص واحد..وهذا الشخص قد اضطلع على جل الكتب الموجودة هنا..ليلى أخبرتها أن لا أحد يطأ أرضية هذه الغرفة غير خالد..إذن فهذه الملاحظات له..

خالد حول هذه الغرفة لمكتبة كبيرة..وواضح أنه يعتني بها جيدا..ويزودها بكل الكتب القيمة..

في الواقع فكرتها عنه قد تغيرت كثيرا..قد كانت تعتبره شابا مغرورا يحب نفسه فقط، فإذا به يحاول مساعدتها بشتى الطرق..

كانت تظنه تافها..محدود التفكير..لا يهتم إلا بالفتيات المحيطات به..فإذا بها تكتشف فيه شابا مثقفا واعيا..ذو عقلية نادرة وناضجة..

تحيرها التناقضات التي تجتمع بغرابة في شخصيته..لكنها لا زالت تعتبر نفسها لا تعرفه جيدا..ربما إن اقتربت منه أكثر..ستكتشف فيه أشياء أكثر !

تقترب منه أكثر؟ !
أفزعتها هذه الفكرة..لا..
لا تريد الاقتراب منه..تكفي حالة الحيرة التي هي فيها الآن..ويكفي أن تواجدها أمامه يشل تفكيرها..

لا تريد الاقتراب منه..الاقتراب من هذا الشخص ..خطر !

- أمل ألم تشعرك هذه الكتب بالملل بعد؟

انتفضت أمل واستدارت بحدة ..فضحكت ليلة قائلة: آسفة..هل أخفتك..

زفرت أمل ثم قالت: لا ..أبدا..ذهني كان مشغولا فقط..

غمزت ليلى بعينها وهي تقول: وبمن كان ذهنك مشغولا..هيا اعترفي الآن !

ابتسمت أمل ورفعت الكتب التي بيدها أمام وجهها وهي تقول: مشغولة بهذه؟

أبعدت ليلى تلك الكتب من أمامها وعادت تغمزها قائلة: هل أنت متأكدة..أما من شيء آخر يشغل تفكيرك؟

قطبت أمل حاجبيها وكأنها تفكر بجدية ثم ابتسمت وقالت: بعد تفكير عميق..أقول..لا..

ابتسمت ليلى بخبث قائلة: هل ما زلت مصرة أن جارك الوسيم سامي..هو جارك الوسيم فقط..ولا شيء أكثر؟

ردت أمل بملل متعمد: أجل هو جاري فقط وبدون وسيم هذه.. تثيرين أعصابي بها..

لوحت ليلى بيدها قائلة: أرأيت كيف تنزعجين..أنا لم أقل عيبا..لا أقول غير الواقع..أتنكرين أنه وسيم؟

نظرت إليها أمل بإنزعاج كي تصمت.. لكن ليلى أخذت تلوح بسبابتها مستطردة: لا يا أمل..لا أنصحك بأن تخفي مشاعرك هذه كثيرا..هذا ليس لصالحك..فربما..

واقتربت من أمل أكثر وهي تردف بدلال: ربما يقابل فتاة شقراء رائعة الجمال..تجعله يقع بحبها..حينها ستكونين قد ضيعت فرصتك يا صديقتي..

نظرت إليها أمل بيأس ثم قالت بابتسامة: صدقيني يا ليلى ليس هناك أي شيء بيني وبينه..

هزت ليلى كتفيها باستسلام و ابتعدت عن أمل ثم جلست على كرسي و ظلت تراقبها قليلا قبل أن تقول: وأخته سلمى..هي صديقتك المقربة أليس كذلك؟

ردت أمل دون أن تنظر إليها: أكثر من صديقة..نحن كالأختين..لكنها تزوجت وسافرت كما أخبرتك..

هزت ليلى رأسها بتفهم و أكملت أمل: لا تتصورين سعادتي برؤيتها..اشتقت إليها كثيرا..ستمضي بضعة أيام معنا قبل أن تسافر..

أنهت أمل عبارتها و اقتربت من ليلى ثم قالت : قد أخذت ما أحتاجه من كتب..علي أن أغادر الآن..

رفعت ليلى حاجبيها بدهشة قائلة: بهذه السرعة؟ لم لا نذهب لغرفتي ونتحدث قليلا؟

ابتسمت أمل قائلة: اعذريني يا ليلى..لكن علي فعلا أن أنهي هذا البحث سريعا..لست أصدق أن خالد استطاع إقناع أستاذي بمنحي هذه المدة الإضافية لإتمام البحث..

ضحكت ليلى قائلة: خالد من المتفوقين بالجامعة..تفوقه هذا جعله يتقرب من جُل أساتذة الجامعة..حتى أنهم أصبحوا كأصدقائه..بالإضافة إلى أنه يتحلى بقدرة إقناع كبيرة..

بدت الجدية على ملامح أمل وهي تقول: في الحقيقة استغربت أن تكون هذه هي آخر سنة له بالجامعة..لم أره من قبل..رغم أنه يدرس بنفس تخصصي..هل انتقل من جامعة أخرى؟

حركت ليلى رأسها نفيا و أجابت : لا..خالد انقطع عن الدراسة لسنتين..لهذا لم تريه من قبل بالجامعة..كان من المفروض أن يتخرج في نفس السنة مع ذلك التافه عادل..فقد كانا يدرسان سويا..

أمل باستغراب: ولم انقطع عن الدراسة لسنتين؟ !

خرجت ليلى من الغرفة ..فتبعتها أمل وهي تنتظر منها جوابا..إلا أن ليلى قالت بهدوء: مشاكل.. حدثت مشاكل جعلته ينقطع عن الدراسة طول هذه المدة..أفضل أن تسأليه عن هذا بنفسك..

ظهر الاستغراب على أمل من جوابها الغامض..لاحظت ليلى هذا فقالت متعمدة تغيير الموضوع: ألا تستطيعين البقاء معي ولو قليلا فقط؟

ابتسمت أمل قائلة: لا أستطيع..سأذهب للمكتبة الآن..لدي عدة كتب علي إعادتها..ثم أعود للمنزل و أنكب على كتب خالد..

قالت ليلى باستسلام: حسنا كما تريدين..

و اتجهت لباب المنزل إلا أن أمل أوقفتها قائلة: لا تتعبي نفسك أعرف الطريق للخارج..أراك لاحقا..

هزت ليلى كتفيها قائلة:حسنا..أراك لاحقا..

وظلت تراقب أمل إلى أن خرجت من المنزل فأمسكت هاتفها النقال و ضغطت على أزراره بسرعة ثم قالت بعد ثوان: خالد..أين أنت..اسمع..أمل خرجت للتو من المنزل..وستذهب للمكتبة الآن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:22 pm

كانت أمل تعبر حديقة منزل خالد حين رأت تلك المرأة تلوح لها بيدها من سيارة فخمة متوقفة أمام الباب الخارجي للمنزل..

كانت امرأة في أواخر الأربعينيات من عمرها..لكنها لازالت تحتفظ في ملامحها بجمال باهر..ابتسمت حين اقتربت منها أمل وقالت : أنت أمل صديقة ليلى.. أليس كذلك؟

ردت أمل : أجل..

اتسعت ابتسامة المرأة وقالت : أنا والدة خالد..قد حدثني عنك ابني كثيرا !

ابتسمت أمل بارتباك وهي تقول: تشرفت بمعرفتك يا خالة..

نظرت أم خالد للكتب الكثيرة التي تحملها أمل بيدها وهي تقول: الشرف لي يا أمل..يبدو أنك تشاطرين ابني هوسه بالكتب..

ضحكت أمل بارتباك واضح فأردفت أم خالد: إلى أين أنت ذاهبة؟

ردت أمل : للمكتبة العامة..

فتحت أم خالد باب السيارة أمام أمل وهي تقول: اصعدي إذن لأوصلك..أنت تحملين ثقلا كبيرا بين يديك الصغيرتين..ستتعبين هكذا في انتظار سيارة أجرة..

نظرت لها أمل بتردد ثم قالت: لا يا خالة..أشكرك..

قالت أم خالد بعتاب: هل ترفضين كلاما قالته لك أمك يا أمل؟

ردت أمل بسرعة : لا طبعا..

قالت أم خالد بابتسامة عريضة: اعتبريني كوالدتك منذ الآن ..اصعدي هيا..

ابتسمت لها أمل ثم صعدت السيارة فانطلقت بها أم خالد وهي تقول: ليلى أيضا لا تكف عن الحديث عنك..أنا سعيدة لأني تعرفت عليك أخيرا..

التفتت إليها أمل قائلة: أنا الأسعد يا خالة..

ساد الصمت بينهما لفترة..قطعته أم خالد وهي تنظر بثبات للطريق أمامها قائلة: أخبريني..هل تدرسين مع ليلى؟

ردت أمل: لا..أنا أدرس بالسنة الثانية..لكننا ندرس بنفس التخصص..

نظرت إليها أم خالد و الابتسامة على وجهها ثم عادت تنظر للطريق وهي تقول: تبدين أصغر من أن تكوني بسنتك الثانية في الجامعة..واضح أنك متفوقة..

ثم ابتسمت لأمل مرة أخرى وهي تكمل: شيء آخر تشبهين فيه خالد..خالد يحب التفوق في كل شيء..

وتوقفت بالسيارة على جانب الشارع التي توجد به المكتبة ثم التفتت لأمل قائلة: لربما تجدينه هناك..هو يقضي أغلب أوقاته بالمكتبة..

ابتسمت أمل وهي تفكر..والدته لا تعرف طبعا أنه يقضي أغلب أوقاته بالمكتبة..محاطا بالفتيات قبل أن يكون محاطا بالكتب !

ثم قالت : أجل ..أعلم..

وفتحت باب السيارة وهي تردف بامتنان : شكرا لك يا خالة على إيصالي..

ابتسمت أم خالد وهي تقول: لم أقم بما يستحق الشكر..اهتمي بنفسك و إلى اللقاء..

بادلتها أمل الابتسامة قائلة: إلى اللقاء..

ثم اتجهت لداخل المكتبة..
صحيح..قد يكون خالد هنا..لمْ تفكر في هذا..
أمامه تصبح متوترة ومرتكبة..لا تعرف لمَ..لكن لهذا الشخص تأثير عجيب عليها..
لذا لا تعرف إن كانت تريد أن تراه..أو لا تريد أن تراه..

لم تطل حيرتها كثيرا..فبمجرد أن وصلت لساحة المكتبة لمحته بمكانه المعهود..لكنه كان لوحده..أجالت أمل نظرها في المكان..فلم تجد لا عادل و لا مروى و لا وفاء..

لوح لها خالد بيده و أشار إليها أن تنضم إليه..تسارعت دقات قلب أمل..هذا ما كانت تخشاه..

حاولت أن تهدئ من نفسها وهي تقترب منه.. حين وصلت وضعت الكتب التي بيدها على الطاولة وقالت مازحة في محاولة للتخفيف من حدة توترها: كنتُ على وشك أن آخذ كل الكتب بمكتبك..كنتَ ستعود لتجد تلك الرفوف خاوية..

تطلع إليها خالد بنظرات فاحصة ثم قال: مكتبتي الصغيرة رهن إشارتك..

وارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية وهو يضيف بهدوء: وصاحبها أيضا رهن إشارتك..

ثم أردف وهو يشير لكرسي : تفضلي بالجلوس..

جلست أمل و أبعدت خصلات شعر عن وجهها بتوتر وهي تقول: شكرا..كيف حالك؟

خالد : بخير..وأنت؟

أمل : الحمد لله بخير حال..

ظل خالد ينظر إليها للحظات و الابتسامة لم تفارق شفتيه، وحين أشاحت أمل بوجهها قال: أرجو أن تكوني قد وجدت كتبا تفيدك..

ردت أمل وهي تحاول تحاشي نظراته إليها : أجل..في الحقيقة ..أنت تملك كتبا قيمة بتلك الغرفة ..

أخذ خالد يقلب في صفحات الكتب الذي أحضرتها أمل ثم قال: اختيارك في محله أيضا..هذه الكتب ستفيدك ببحثك..

ابتسمت قائلة: أجل..بالإضافة إلى أني وجدت أنك تدون ملاحظات على جوانب كل صفحة..وهي ملاحظات مهمة جدا..ستثري بحثي..إن سمحت لي باستعمالها..

ظل خالد يقلب الصفحات ..ثم أغلق الكتاب بيده..وأعاده لمكانه قائلا: ولم تهتمين لتلك الملاحظات..مادام من كتبها يجلس معك؟

نظرت له أمل بارتباك فأضاف خالد بهدوء: أقصد أني سأساعدك في استخلاص ما هو مهم من هذه الكتب كلها..فقد قرأتها جميعا..بهذا أوفر عليك الوقت..سننتهي من بحثك هذا اليوم..موافقة؟

هزت أمل رأسها ففتح خالد كتابا وهو يقول : أفضل أن نبدأ بهذا..

كانت أمل تنظر إليه بثبات ويبدو أنها سرحت بأفكارها و لم تنتبه لنفسها إلى أن قال خالد بابتسامة بعد أن انتبه لنظراتها: أمل..ما بك؟

أبعدت أمل نظراتها عنه ثم قالت بتوتر: أعتذر..سرحت قليلا فقط..

اتسعت ابتسامة خالد وهو يقول: وفيم يا ترى؟

ردت أمل بعفوية: سامي..لا أدري كيف حاله الآن..قال الأطباء أنه سيخرج اليوم من المستشفى..لكني لازلت قلقة عليه..لم يكن علي تركه..

عقد خالد حاجبيه وأشاح بوجهه..ثم التفتت إليها وسألها: سامي.. جارك؟

حركت أمل رأسها فأغلق خالد الكتاب بيده قائلا: أمل..أظنك قد فعلت الواجب و أكثر..وكنت في منتهى اللطف معه..إلى درجة أنك لم تغادري المستشفى إلا اليوم..وتسببت بغضب أحد أساتذتك عليك..أظن أن ما فعلته يفوق ما قد يفعله أي شخص آخر بمكانك لابن جيرانه..

ثم أطرق برأسه وهو يضيف ببطء: إلا إن كنت تعتبرينه أكثر من ابن جيران؟

بدت الدهشة على ملامح أمل لوهلة..لكنها سرعان ما ابتسمت قائلة بهدوء: أجل..في الواقع هو بالنسبة لي أكثر بكثير من ابن جيران عادي..

رفع خالد رأسه وقد تجهمت ملامحه..فأردفت أمل بابتسامة: سامي هو بمثابة أخ لي..

ظل خالد ينظر إليها للحظات بجمود..ثم ابتسم قائلا: حسنا إذا..لا تقلقي ..سيكون بخير..

وعاد يفتح الكتاب بيده قائلا: هل لنا أن نبدأ الآن؟

هزت أمل كتفيها..ثم قالت بسرعة متذكرة شيئا: قبل أن نبدأ..أريد أن أسألك سؤالا..إن سمحت طبعا..

ابتسمت خالد قائلا: تفضلي..

قالت أمل: ليلى أخبرتني أنك انقطعت عن الدراسة لسنتين..فما السبب؟

رد عليها خالد ببرود: أمل..أفضل عدم الحديث بهذا الموضوع..

أمل بارتباك: أعتذر..يبدو أني سألت عن أشياء لا تخصني..

شعر خالد أنه أحرجها برده البارد فقال بابتسامة: لا أبدا..كل ما في الأمر أن هذا الموضوع ليس مهما..ولا يستحق أن نضيع وقتنا في الحديث فيه..

ابتسمت أمل ثم قالت:لا يهم.. نسيت أن أخبرك..تعرفت على والدتك اليوم..

خالد: حقا؟

هزت أمل رأسها وهي تقول: أجل وهي التي قامت بإيصالي إلى هنا..


ابتسم خالد وقال : وما رأيك بها؟

ردت أمل : طيبة جدا..حفظ الله لك..

رمقها خال بنظرات جعلتها تبعد عينيها عنه وهو يقول: وحفظك الله لكل من يحبك..

ثم أردف بجدية: حسنا..كفانا مضيعة للوقت..ولنبدأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:23 pm

نزلت أم سامي من الطابق العلوي و ابتسمت حين رأت أمل و سلمى جالستين بالصالة، تتحدثان بصوت منخفض..تماما كما كانتا تفعلان قبل زواج سلمى وسفرها..
حتى أنهما لم تحسا باقترابها منهما.. إلى أن قالت بصوت منخفض أيضا: عن ماذا تتحدثان وتخشيان أن يسمعكما أحد؟

انتفضت كل من أمل و سلمى وقالت هذه الأخيرة بارتباك واضح: أمي منذ متى و أنت هنا؟

ردت أم سامي: نزلت للتو من عند أخيك..

سألتها أمل: هل نام؟

أجابتها أم سامي: ذاك الفتى عنيد..حملناه أنا وعمك غصبا على الاستلقاء على السرير..كان يريد النزول و السهر معكما..

ضحكت كل من أمل و سلمى وقالت هذه الأخيرة بفخر: طبعا..قد اشتاق لأخته..

ابتسمت أم سامي قائلة: لازالت الأيام أمامكما لتسهرا سويا..عليه أن يرتاح الآن..و أنت أيضا عليك أن ترتاحي من تعب السفر..

ابتسمت سلمى قائلة: أي تعب يا أمي..الرحلة لم تتعدى ثلاث ساعات بالطائرة..لا أحس بأي تعب..

هزت أم سامي كتفيها باستسلام ثم قالت: كما تشائين..تصبحان على خير..

لم تكد أم سامي تبتعد حتى أمسكت أمل هاتفها النقال و وضعته بيد سلمى قائلة: اتصلي به..

وضعت سلمى الهاتف فوق المنضدة وهي تقول: لا لن أتصل..لم لم يتصل هو؟ !

ردت أمل: لأنك أنت من تسبب بهذه المشكلة بينكما..هو أخبرك أن تنتظري قليلا حتى يستطيع أخذ أجازة من عمله و السفر معك..لكنك ضربت بكلامه عرض الحائط و أصررت على السفر وحدك..

عقدت سلمى يديها على صدرها قائلة بغضب: هو لم يهتم بقلقي على سامي..كدت أموت قلقا عليه..وهو يقول لي انتظري ..لا أستطيع السفر الآن ..ماذا كان يريد..أن أعود لأودع جثة أخي !

رفعت أمل حاجبيها بدهشة ثم ضربت سلمى على ذراعها قائلة :جثة .. أعوذ بالله ..ما هذه الكلمات التي تستعملين..أخوك بخير..عن أية جثة تتحدثين..ونحن طمأناك عليه و أخبرانك أن لا داعي لمجيئك..

بدأت العبرات تتجمع بعيون سلمى وهي تقول: ظننتكم تحاولون تهدئتي فقط..تكذبون علي..أنت لا تستطيعين تخيل حالي هناك يا أمل..أنا وحيدة هناك..لا أم لا أب لا أخ..لا صديقة..لا أحد..ودائما ما أتصور أن هناك أشياء تحدث لكم و أنا بعيدة عنكم..إن أخبرتني أمي أن أبي مصاب بسعال بسيط..أكاد أجن..و أتصور أنه مصاب بما هو أخطر..لكنها تحاول إخفاء الحقيقة عني كي لا أقلق..تهاجمني ظنون مخيفة لا أستطيع السيطرة عليها..

اقتربت أمل من سلمى وأخذت تربت على كتفها قائلة: كيف تقولين أنك وحيدة..وأحمد..ألا يعوضك عن تواجدنا جميعا..أنت كنت تقولين هذا..كنت تقولين أن وجود أحمد بجانبك ينسيك عدم وجود الكون بأسره..

ردت سلمى وهي تغالب نفسها كي لا تبكي: كنت مخطئة يا أمل..مخطئة..لا أحد يعوض حنان الأم و الأب..لا أحد يعوض الأخ..ولا أحد يعوض الأصدقاء..لكل مكانه..لا تسيئي فهمي..أنا أحب أحمد..وحبي له ازداد بعد أن جمعنا سقف بيت واحد..هو يعاملني كالأميرة..ولا يبخل بأي شيء ليراني سعيدة..لكني تعبت..

وارتمت بحضن أمل وقد أطلقت عنان دموعها مكملة: اشتقت إليكم يا أمل..كنت أظنني قادرة على الابتعاد عنكم..لكني لم أعد قادرة على الاحتمال..تعبت..

******************

طرقت أم ليلى على باب غرفة ابنتها ثم قالت: ليلى..هل نمت؟

قامت ليلى مسرعة وفتحت الباب ثم عادت لتستلقي على سريرها وأمسكت مجلة كانت بيدها قائلة: لا..لم أشعر بالنعاس بعد..ماذا تريدين؟

اقتربت والدتها منها ثم قالت: أليست لديك جامعة غدا صباحا..لم لم تنامي بعد..

رمت ليلى بالمجلة بعيدا وقالت بملل: كما قلت..لا أشعر بالنعاس بعد..ماذا تريدين مني؟

جلست والدتها على جانب السرير قائلة: أم خالد التقت بأمل اليوم..

نظرت إليها ليلى بلامبالاة.. فأكملت : تقول أن خالد طلب منها أن تتعرف إليها..وقالت لي.. لأول مرة ليلى تُحسن اختيار صديقتها..قد أثارت الفتاة إعجابها كثيرا..

قالت ليلى بضيق: أمي لا أفهم..أجئت إلي بهذه الساعة لتخبريني هذا؟

ردت والدتها بغضب: أجل جئت لأرى إن كنت قد جننت أم ماذا..

رفعت ليلى عينيها لسقف الغرفة وهي تتمتم : صبرك يا الله..

ثم تطلعت لوالدتها قائلة : ولم تظنين أني جننت؟

علا صوت والدتها وهي تقول : أنت تعلمين أن خالد معجب بهذه الفتاة..أنا متأكدة من أنك كنت تعلمين قبل أن تقومي بإدخالها لمنزلنا..أريد أن أفهم.. لمَ تقومين بما هو ضد مصلحتك؟

قالت ليلى بضيق: عن أي مصلحة تتحدثين..

صرخت والدتها بوجهها هذه المرة قائلة: هل تريدين أن تفقديني عقلي..أنسيت أن خالد يعتبر خطيبك !

************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:23 pm

الجـزء الخــامس عــشر
-15-
القلب لا ينتظر..قرار الحب !
*****************

كانت أم سامي تراقب ابنتها التي يبدو أنها انتقلت بأفكارها لعالم آخر،سلمى ظلت اليوم كله تقريبا جالسة بالقرب من هاتف المنزل..و ممسكة بهاتفها النقال ..وكأنها تنتظر اتصالا مهما من شخص ما..

تشعر أن هناك خطبا بابنتها..فسلمى لا تبدو بخير أبدا.. تخشى أن تكون هناك مشاكل قد حدثت بينها وبين أحمد..تعلم أنها إن سألتها فستراوغ كعادتها ولن ترد ..لكنها لن تخسر شيئا إن سألت..ليت سلمى تصارحها بما بها..لتستطيع مساعدتها..

- سلمى..هل اتصل بك أحمد؟

انتفضت سلمى قائلة : ماذا؟

أم سلمى وهي تدقق نظراتها بملامح ابنتها لعلها تستشف منها ما تخفيه عنها: أقول..هل اتصل بك أحمد؟

ردت سلمى بتوتر : أجل..

رفعت والدتها حاجبيها في عدم تصديق قائلة: متى؟

زاد توتر سلمى وهي تقول: أمس..أمس ليلا..

ظلت والدتها تنظر إليها بشك..

فقالت سلمى في محاولة للهروب من هذه النظرات التي تخبرها أن والدتها لم تصدق كذبتها: أ ما زال حسام فوق مع سامي؟

أم سامي: أجل..

قامت سلمى واقفة وهي تقول: سأحضر لهما وجبة العشاء إذا..

أشارت لها والدتها بيدها كي تعود للجلوس ثم قالت بابتسامة : لا تتعبي نفسك..قد سبق وفعلت ذلك..

عادت سلمى للجلوس..كانت تريد فقط أن تهرب من نظرات والدتها هذه..

تنحنحت قبل أن تقول: أمي..أريد أن أسألك سؤالا..بخصوص والدي أمل..

ابتسمت والدتها.. وإن كان قلقها و شكها أن هناك مشكلة بين ابنتها وأحمد ازداد..وإلا فما الذي يجعل سلمى تبحث عن مخرج يجعلها لا تتحدث عنه..

- اسألي يا سلمى ..اسألي..

اقتربت سلمى من أمها وهي تقول: ألسنا كالعائلة الواحدة..نحن وعائلة أمل..وسامي..ألم يترعرع أمام عينيهما..ويعلمان أي نوع من الشباب هو..فلماذا يرفضان أن نصبح عائلة واحدة بالفعل..لم يرفضان ارتباط أمل بسامي؟

بدا الضيق على ملامح أم سامي وهي تقول: هل أخبرك؟

أجابتها سلمى : بالطبع..تعلمين أنه لا يخفي عني شيئا..

قالت أم سامي بارتباك: لا أدري..لا أدري يا سلمى..

سلمى بعصبية: كيف..هل رفضوه هكذا من دون أي سبب..من المؤكد أن هناك سببا.. على الأقل لا بد أن يكونا قد أخبراك أنت وأبي به..

أشاحت أم سامي بوجهها ..يا الهي..لم تحسب حسابا لهذا..
بالطبع سلمى لن تسكت..سلمى ليست كسامي..ولا تمر عليها الأشياء بهذه السهولة..ستظل تنبش بهذا الموضوع إلى أن تجد سببا مقنعا لتصرف والدي أمل..

لكن إن ظلت تنبش كثيرا ستسبب الأذى لأخيها دون أن تقصد..و الأذى لها أيضا..

كيف ستتصرف أن علمت أن سامي ليس أخا لها حقا..أنه أخوها بالرضاعة فقط !

عليها أن تتأكد بأنها ستكف عن أسئلتها..لا يجب أن تعلم بالحقيقة..

وسامي..لا يجب أن يعلم بالحقيقة..أن يتألم لأنه حرم من الفتاة التي يحب..خير له من أن يتألم وهو يعرف سبب حرمانه منها !

قالت أم سامي بحدة: هي ابنتهما..ومن حقهما أن يرفضا..حتى دون ذكر أية أسباب..

أطرقت سلمى برأسها قائلة بحزن: لكن سامي يحبها يا أمي..وأنت تعلمين هذا..وكنت أظن أن الجميع يعلم..وأن الجميع سيبارك هذا الحب..

ثم فجأة رفعت رأسها وبعيونها بريق فكرة خطرت لها.. وقالت : أمي..وماذا سيحدث إن وقعت أمل بحب سامي..هل سيصر والديها على الرفض..حتى إن رفضا..هل تظنين أن أمل ستترك غيرها يحدد مصير حياتها؟

لم تكد تنهي سلمى عبارتها حتى فُتح باب المنزل، ودخل والدها ثم ابتسم حين رآها جالسة مع والدتها وقال: لوجودك بالمنزل طعم خاص يا سلمى..كم أحسد أحمد..

ضحكت سلمى..ثم رمت بنظرة خاطفة على هاتفها..

فقال والدها: ماذا.. هل تنتظرين اتصالا منه؟

ردت سلمى بسرعة: لا..قد تحدثت مع أحمد أمس..أنتظر اتصالا من أمل..

هز والدها رأسه بتفهم ثم قال وهو يتجه للدرج: سأصعد لأرى سامي..

قالت أم سامي: ستجد حسام برفقته..
ثم ظلت تراقبه إلا أن اختفى و التفتت لسلمى قائلة: وكيف ستقع أمل بحب سامي وتبادله المشاعر..لو كان هذا سيحدث لحدث منذ زمن..لكنها لا تحس به..وتردد دائما أنه بمثابة الأخ لها..

سلمى: كان ليحدث منذ زمن لو أن سامي كان يتصرف معها بما يدل على حبه..لكنه كان يهوى أن يعاندها في كل شيء..منذ أن كنا صغارا..لطالما أحب استفزازها و مضايقتها..صحيح أنه تغير في الآونة الأخيرة..لكن هذا التغيير جاء متأخرا جدا..

وصمتت قليلا قبل أن تضيف: أتعلمين يا أمي..أنا أفهم أمل جيدا..وأفهم شعورها نحوه..منذ أن رأيناها أول مرة و الجميع يخبرها بأن تعتبر سامي كأخ..قد غرست هذه الفكرة بذهنها على مرور السنوات..حتى جعلتها لا تستطيع التفكير فيه إلا كأخ فعلا !

ابتسمت والدتها وهي تقول: والديها ووالدك هم من كانوا يعيدون على مسمعها دائما عبارة..أخوك سامي..أخوك سامي..أما أنا فقد كنت أرى في أمل شيئا آخر..كنت أراها و أعتبرها دائما زوجة ابني بالمستقبل..ربما لأني كنت أعلم بمشاعر سامي نحوها..حتى قبل أن ينتبه هو بنفسه لمشاعره هذه..

وتنهدت بعمق وهي تضيف: كيف سنجعلها الآن تغير رأيها به..كيف سنفهمها أن سامي ليس أخا لها !

ابتسمت سلمى بخبث قائلة: لدي خطة صغيرة..والديها سيسافران..وستظل بمنزلنا طول مدة سفرهما..أمامنا فرصة لا تعوض.. نحن سنغير رأيها به..

أخذت أم سامي تنظر لابنتها بدهشة..ثم قالت بتردد : لا يا سلمى..هما لن يتركا أمل برفقتنا إلا لأنهما أخذا عهدا من سامي بأن ينسى موضوع اقترانه بها..ثم لا أحب أن نستغل غيابهما بهذا الشكل..

ضحكت سلمى قائلة: أمي..نحن لن نستغل غيابهما لنؤذي أمل..بالعكس..نحن سنفعل ما فيه الخير لها و لسامي..ولا تخافي..نحن حتى لن نخبر سامي بخطتنا الصغيرة هذه..لأني أعلم أنه سيرفض..أتركي هذا الأمر لي ..

وابتعدت نظراتها للبعيد و كأنها تدرس خطتها للأيام القادمة جيدا مستطردة : إن لم يقترب سامي و أمل من بعضهما البعض خلال هذه المدة..فلا أمل في اقترابهما بعد ذلك أبدا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:24 pm

- أقسِم لي أنك لم تكن تفكر فيها حين تعرضت لذلك الحادث..

ضحك سامي ولم يرد..

أضاف حسام: أرأيت..هي السبب في أنك كنت ستفقد حياتك..

انزعج سامي من عبارة حسام هذه وقال بعصبية: لا تقل هذا يا حسام..ليس الذنب ذنبها..

ضرب حسام كفا بكف وقال: أتعلم ..تذكرني بمجنون ليلى..أنت مجنون أمل !

ثم أضاف مازحا: على الأقل ليلى كانت تحب قيس كما يقال..أما أنت فليلاك لا تشعر بك..

ابتسم سامي قائلا: بل قل على الأقل قيس قال شعرا في ليلى..فحرمه أهلها من الزواج بها..كان يعلم سبب حرمانه هذا..أما أنا فلا أعلم سبب حرماني من ليلاي..

غمزه حسام وقال: أمتأكد أنك لم تقل شعرا بأمل؟

ضحك الاثنان ..ثم قال سامي : دعك مني الآن..وأخبرني أنت..هل وجدت لك والدتك الزوجة المناسبة؟

رد عليه حسام وهو يمثل الحزن: لا يا صديقي..للآن لم أقتنع بأية فتاة من الفتيات التي اقترحتهن والدتي علي..

قال سامي ضاحكا: بل قل لم تقبل بك أية فتاة للآن..

رفع حسام حاجبيه قائلا: ولم قد لا تقبل بي أية فتاة؟

سكت سامي و كأنه يفكر ثم قال : هناك أسباب كثيرا..لسخافتك مثلا؟

زم حسام شفتيه ثم قال: لو لم تكن مريضا لكان لي معك حساب آخر على كلامك هذا..

ثم اعتدل وهو يضيف بفخر: حتى إن كنت سخيفا..وهو شيء لا أوافقك عليه..فمالي ونجاحي بمجال عملي يجعل أية فتاة ترى سخافتي هذه من أجمل الصفات بي !

ابتسم سامي قائلا : أرأيت أنت سخيف..أخبرني لم لم تقتنع للآن بأية فتاة؟

قال حسام: في الواقع..من أجدها جميلة..بعد كلمتين يتبين لي أنها تملك عقل عصفور..ومن تشيد والدتي بذكائها..حين أراها تجعلني أعيد التفكير في قراري بالزواج من الأساس !

ضحك سامي وقال: أنت لن تجد فتاة كاملة الصفات مهما بحثت..

قال حسام بجدية: ومن قال أني أبحث عن فتاة كاملة الصفات..كل ما في الأمر..أني أريد فتاة تجمع ثلاث صفات لن أتنازل عنها..

سامي: وما هي هذه الصفات الثلاث؟

رد حسام وهو يعدها بأصابعه: أولا..ذكية..لا أعرف كيف أتعامل مع محدودي الذكاء..ثانيا..مرحة..فالذكاء لا يهمني إن كانت صاحبته متجهمة طول الوقت .. ثالثا..رائعة الجمال طبعا !
**************

فتحت ليلى باب المنزل بملامح عابسة ثم أشارت للداخل قائلة: تفضل..خالد سينزل في الحال..

دخل عادل المنزل ثم ارتمى على أحد المقاعد بالصالة الواسعة قائلا بتهكم : ماذا ..هل أصبحت تقومين بدور الخادمة وتفتحين الباب عوضها؟

احمر وجه ليلى وعقدت حاجبيها قائلة: كنت أتحدث مع خالد فوق..وهو من طلب مني أن أفتح لك الباب..ومن الواضح أنه ما كان علي أن ألبي طلبه..

نظر لها عادل وقال: أتعلمين تبدين جميلة حتى و أنت غاضبة..يناسبك هذا الاحمرار كثيرا !

زفرت ليلى بحدة و اتجهت للدرج صاعدة إلا أنها توقفت فجأة و استدارت قائلة: أنت قليل الذوق..من يأتي بهذه الساعة المتأخرة من الليل قليل ذوق..

ضحك عادل قائلا : هذا ليس شأنك ..هذا منزل صديقي و أنا أحضر إلى هنا متى شئت..لو كنت لا تريدين رؤيتي لذهبت لغرفتك حين أخبرك خالد بمجيئي..لكنك لم تفعلي هذا..وفتحت لي الباب بنفسك..وأنا أفسر هذا بأنك كنت تودين رؤيتي..فكفاك تعاليا وغرورا و اعترفي..

كانت ليلى تستمع لكلماته والدماء تغلي بعروقها..غضبا..وحرجا في نفس الوقت..قالت بتوتر شديد: أعترف بماذا أيها السخيف؟

ابتسم عادل بخبث قائلا : أنك فتحت الباب بنفسك.. لتريني..

همت ليلى أن تقول شيئا لكنها عدلت عن ذلك وظلت تبادله نظراته المستفزة بنظرات كلها غضب ..

واستدار الاثنان حين سمعا صوت خطوات خالد وهو ينزل الدرج..انتقل عينا خالد بينهما بسرعة ثم قال: ماذا..هل فاتني حواركما الممتع هذه المرة؟

أشاحت ليلى بوجهها وقال عادل بابتسامة: لم أرى فتاة بلطف و لباقة ابنة عمك..قد رحبت بي ترحيبا كبيرا..

التفتت إليه ليلى قائلة: وأنا لم أرى بحياتي شخصا أسخف منك..أود لو أنك تختفي من هذا العالم و لا أراك أبدا !

وأكملت طريقها صاعدة الدرج بخطوات سريعة ..فقال عادل ضاحكا: ليلى..أعلم أنك لا تقصدين هذا الكلام فعلا..إن اختفيت ..فأنا أعلم أنك ستكونين أول من يبحث عني..

ضربه خالد على ذراعه قائلا: ألن تترك ابنة عمي العزيزة و شأنها..

حرك عادل رأسه نفيا ثم قال: لا..هي من ..

وقطع كلامه حين رن هاتف خالد..
أخرج هذا الأخير هاتفه من جيب سرواله و نظر لشاشته ثم قال بهدوء: إنها مروى..

هز عادل كتفيه قائلا: لا ترد عليها..

قال خالد: إن لم أرد ستظل تتصل طول الليل..

ثم ابتعد بضعة خطوات ..لم يستغرق حديثه معها إلا بضعة ثوان..عاد بعدها وجلس قبالة عادل قائلا: مروى تشك بأني أحب أمل..

سأله عادل بخبث: وهل هي محقة..

ظل خالد ينظر إليه بهدوء دون أن يرد..

ثم قال بعد للحظات من الصمت: تهددني بأنها ستجعل أمل تكرهني..

تحولت ملامح عادل إلى الجدية وهو يقول: وماذا قلت لها؟

رد خالد : طبعا أخبرتها أني لا أخشى تهديداتها ..و أن تفعل ما تريد..

وعاد لصمته ..وكأنه يفكر في الأمر بإمعان..ثم قال: لكن أنت تعلم..مروى فعلا قادرة على تنفيذ تهديدها هذا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:24 pm

كانت أمل مستلقية على سريرها، تطالع كتابا من كتب خالد..لكنها تحاول التركيز فيما تقرأ منذ نصف ساعة ولم تقدر..

لا تستطيع التوقف عن التفكير به..بخالد..

عليها أن تواجه نفسها بهذه الحقيقة..خالد يشغل تفكيرها كثيرا بالآونة الأخيرة..

ماذا يعني هذا..
هل يعني أنها..
لا..لا يمكن..

وضعت أمل الكتاب على المنضدة وقامت من السرير ثم جلست أمام مرآتها..

هل هي معجبة به؟ !

أجل..معجبة به..على الأقل لتعترف بهذا..لكن لماذا هو بالذات..
لم تشعر من قبل بهذه المشاعر تجاه أي شخص..
لم هو بالذات..

لأنه غامض..و تصرفاته غريبة..يجمع بشخصيته صفات من الصعب أن تجتمع بشخصية واحدة..
هذا ما يعجبها فيه ويشدها نحوه؟
لا تدري..ربما..

لكن ماذا إن كان ما تشعر به يفوق الإعجاب..ماذا إن كانت تحبه؟

انتفضت أمل من وقع هذه الفكرة عليها..وتمتمت لنفسها: ما هذا لذي أقول..عن أي حب أتكلم..

أمل لم تعط لنفسها الفرصة من قبل لتقع بالحب..

رأت كل صديقتها يقعن فيه..سمعتهن وهن يحكين عن روعته..وعن آلامه أيضا..

أما هي..فكانت تخشاه..هي ترى الحب ضعفا..لا تريد أن تكون ضعيفة..لذا قررت أن لا تحب أبدا..

ابتسمت أمل..وهل القلب ينتظر قرارات..هل ستستطيع التحكم بقلبها للأبد..

قامت متجهة للشرفة..لا تشعر بالنعاس الآن..
فتحت الباب..الجو بارد..
أفضل..لعل البرد يجمد هذه الأفكار التي تدور بذهنها الآن..

تطلعت لشرفة سامي..لمحت خيالا متكئا على الجانب الآخر منها..اقتربت أكثر..هذا سامي..

ما الذي يفعله بالشرفة..لازال مريضا !

- سامي !

التفت سامي لمصدر الصوت..ثم اقترب من أمل وقال بابتسامة: ماذا ..ألم تستطيعي النوم أنت أيضا؟

ردت أمل وهي تتطلع إليه بدهشة: ما الذي تظن أنك تفعله..لم قمت من سريرك..أنت لازلت مريضا..والجو بالشرفة بارد..

وأشارت لملابسه.. وهي تكمل: وحتى لا ترتدي شيئا يقيك هذا البرد..

ضحك سامي قائلا: دعك من ملابسي ..لا أشعر بالبرد..من الواضح انك لم تستطيعي النوم مثلي..ما رأيك أن نسهر هنا سويا؟

عقدت أمل يديها على صدرها قائلة بعصبية: لا..عد للداخل..لا زلت مريضا..تتصرف كالأطفال يا سامي..

نظر إليها سامي..ثم أخذ يتطلع للسماء وهو يقول: أنا بخير الآن..ولن أعود للداخل..إن أردت أنت عودي لغرفتك..

ظلت أمل تنظر إليه للحظات ..ثم اتكأت على جانب الشرفة قائلة باستسلام: كما تريد..لكن إن أردت أن أظل معك..عد وارتدي شيئا يقيك هذا البرد..

رفع سامي حاجبيه قائلا: لكني لا أشعر ببرد !

أمل : أرحني فقط..اذهب و ارتدي شيئا..

زفر سامي ودلف لداخل الغرفة ثم عاد و قد ارتدى سترة جلدية و وقال بضيق: هل هذا أفضل بالنسبة إليك؟

هزت أمل رأسها والابتسامة على وجهها..

أخذ سامي يتطلع لملامحها البريئة..والجميلة..اهتمامها به يسعده..يسعده جدا...

لكن عليه أن لا يدع أفكاره تذهب به بعيدا..تهتم به كأخ..لا أكثر و لا أقل..

التفتت إليها سامي مبتسما ثم قال: هل أخبرك بشيء؟

أمل : قل..

عاد سامي يتطلع للسماء قائلا: حين كنت بالمستشفى..سألتني إحدى الممرضات عن من تكونين..

ضمت أمل نفسها من برودة الجو وقالت: ولم سألتك..

رد سامي وعيونه تحلق في السماء..وكأنه يحصي عدد النجوم: قالت لي.. تلك الفتاة رفضت أن تفارقك للحظة..

ثم تطلع لأمل..ونظر لعينيها مباشرة وهو يضيف:.. واضح أنها تحبكَ جدا..

أشاحت أمل بوجهها قائلة وهي تضم نفسها أكثر: وهل كان لديك شك في هذا..

وصمتت قبل أن تضيف: هل أخبرك أنا أيضا بشيء؟

هز سامي رأسه فأكملت أمل: أظنها نفس الممرضة..أخبرتني بأن المسعفين حين وجدوك سمعوك تردد اسم أمل ..قد كنت نصف غائب عن الوعي..

وأنهت عبارتها..ثم التفتت إليه..
بدا على سامي انه تفاجئ من كلامها..

قالت أمل وقد بدأ جسدها يرتعش من البرد : ما بك..لا أظن أن الممرضة كانت تكذب..فمن أين لها أن تعرف اسمي..

اكتفى سامي بالنظر إليها دون أن يجيب..ثم أزاح السترة الجلدية عنه..ورماها على كتفيها..

أمل: ماذا تفعل؟

أمسك سامي بكتفي أمل وقربها منه قليلا..ثم أغلق أول زرار بالسترة وهو يقول: قلت لك..لا أشعر بالبرد !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:25 pm

قطعت ليلى الخطوات التي كانت تفصلها عن أمل بسرعة ثم وضعت يديها على عينيها قائلة: خمني من أكون..

ضحكت ساره ..
وابتسمت أمل مزيلة يدي ليلى عن عينيها ثم قالت : من ستكونين غير ليلى..

- ولم هذه الثقة؟

اتسعت ابتسامة أمل وهي ترد عليها: لا أعرف أحدا يقوم بهذه التصرفات الصبيانية مثلك..

شهقت ليلى قائلة: أنا يا أمل صبيانية..حسنا..سنتحاسب على كلامك هذا في ما بعد..الآن جئت لأرى إن كنت قد انتهيت من محاضراتك..

نظرت أمل لساره ثم قالت : أجل أنهينا آخر محاضرة للتو..

صفقت ليلى بيدها بطريقة طفولية قائلة: رائع..ستأتين معي للمنزل..

أمل : لم..هل تحتاجينني في شيء؟

هزت ليلى رأسها قائلة: أجل..والدي وعمي سينظمان حفلا بالمنزل بعد بضعة أيام..بمناسبة نجاح إحدى صفقاتهم..وأريدك أن تأتي وتحددي معي ما سأرتديه..موافقة؟

ردت أمل : لن أستطيع يا ليلى..قد وعدت سلمى بأن نخرج سويا اليوم..

رسمت ليلى على وجهها علامات خيبة الأمل وهي تقول: لكني فعلا بحاجة إليك..

ثم ابتسمت وهي تكمل: أمل..أرجوك..من أجلي..اتصلي بسلمى و أخبريها أنك لن تستطيعي الذهاب معها..

نظرت إليها أمل بتردد فاستطردت: أو أخبريها أنك ستتأخرين قليلا فقط..

التفتت أمل لساره فهزت هذه الأخيرة كتفيها قائلة: لا أظن سلمى ستغضب أن تأخرتي عليها قليلا فقط..

ظلت أمل تفكر للحظات ثم أخرجت هاتفها و اتصلت بسلمى..وأنهت الاتصال بعد دقيقتين قائلة لليلى بابتسامة : حسنا..لا بأس..سأذهب برفقتك..لكن لنسرع..



بعد نصف ساعة كانت أمل برفقة ليلى في غرفتها..تساعدها في تحديد ما سترتديه..

ليلى جعلت الأمر صعبا..فهي لم تقتنع بأي شيء من الملابس الكثيرة المتناثرة في كل ركن من غرفتها..وقالت أخيرا: لا تعجبني أي من هذه الأشياء..

رفعت أمل حاجبيها بدهشة : لكنها ملابس جميلة..وأظنك أنت من قمت بشرائها ..فكيف لا تعجبك..

ثم رفعت فستانا أزرق و أردفت: هذا سيناسبك جدا..

أمسكته ليلى و اتجهت للمرآة..ويبدو أن الصورة التي عكستها المرآة لم تعجبها فقد رمت به بعيدا وزفرت قائلة: لا..لا أحبه..

عقدت أمل حاجبيها..ثم قامت واقفة وقالت: ليلى..قد تأخرت على سلمى..اسمعي لنحدد يوما آخر نتسوق فيه..ما زال على هذا الحفل أيام..أليس كذلك؟

أمسكت ليلى بذراع أمل و جعلتها تجلس ثانية قائلة: لن أستطيع..أحب أن أحدد ملابسي بوقت مبكر..

ثم اتجهت خارجة من الغرفة قائلة: سأذهب لأحضر لنا شيئا نشربه..

همت أمل أن ترد عليها لكنها كانت قد خرجت وأقفلت الباب ورائها..

تنهدت وهي تحدث نفسها: بالتأكيد ستغضب..تأخرت عليها كثيرا..

ولم تكمل عبارتها حين سمعت طرقا خفيفا على الباب..

قامت أمل وفتحته.. فإذا بخالد واقفا أمامها..

تعودت على ضربات قلبها التي تتسارع كلما رأته..وأصبحت أكثر قدرة الآن على إخفاء التوتر الذي يكتفنها بوجوده ..
لكن نظراته الهادئة و العميقة هذه..تفقدها قدرتها على التفكير..حتى على الحركة..تجعلها تتجمد بمكانها..في انتظار كلمة قد يقولها..يخرجها بها من هذا العالم السحيق التي ترميها نظراته فيه..

ظل الاثنين صامتين للحظات..لغة العيون كانت سيدة الموقف..
لكن أمل لم تستطع مجاراته ..فكانت أول من أشاح بوجهه هربا..

أطرق خالد برأسه هو الآخر..ثم رفعه مبتسما وقال: لم أكن أعلم أنك هنا...

ردت أمل بهدوء لا يبين شيئا من ما يعتمل في داخلها : ليلى نزلت للتو..

اتسعت ابتسامة خالد وقال: قد جئت من اجلها فعلا..لكن لا أنكر سعادتي لأني رأيتك عوضها..

مررت أمل أناملها على شعرها بتوتر..خالد يقصد هذا..يقصد أن يجعلها ترتبك..لن تجعله يلاحظ ارتباكها..

قالت وهي تحاول إبعاد نظراتها عنه : ولم أنت سعيد برؤيتي؟

صمت خالد..وبدا أنه فضل أن لا يرد عليها غير بنظراته الهادئة تلك..

لكنه قال بعد لحظات : سؤال مهم..وربما تجدين جوابه عندك..

أشارت أمل لنفسها قائلة بارتباك : عندي أنا؟

ارتسمت على شفتي خالد ابتسامة جانبية..وقال: أجل..عندك يا أمل..

عادت أمل تمرر أناملها على شعرها بتوتر..ثم التفتت لداخل الغرفة و كأنها تبحث عن شيء..عن مهرب من الشخص الواقف أمامها ربما..ومن نظراته..

التفتت إليه بعد لحظة قائلة: هل أخبرتك..أستاذي كان سعيدا جدا بذلك البحث..قال أنه لم يندم على منحي وقتا إضافيا..مادمت قدمت عملا جيدا..

أشاح خالد بوجهه ضاحكا..

فقالت أمل بارتباك: لم تضحك؟

هز خالد كتفيه و أخذ ينظر للمر بابتسامة ثم قال: كيف حال خالتي؟

سمعت أمل صوت أم ليلى وهي تقول: بخير..ما الذي تفعله عندك..ألا تملان أنت وليلى الحديث أبدا..

ووصلت للغرفة بنهاية عبارتها..عقدت حاجبيها حين رأت أمل..ونظرت لخالد..ثم أعادت نظراتها لأمل قائلة: أهلا بك يا أمل..كيف حالك يا ابنتي..

شعرت أمل و كأن أم ليلى تضايقت حين رأت خالد واقفا برفقتها ..ردت: أنا بخير يا خالتي..وأنت كيف حالك؟

ردت أم ليلى وهي تنظر لخالد : أنا بخير..
والتفتت لأمل متسائلة: أين ليلى؟

تطلعت أمل لخالد..الابتسامة لم تفارق شفتيه بعد..ويبدو أنه شعر أيضا بضيق أم ليلى..ومستمتع به..

أمل بهدوء: ذهبت لتحضر شيئا..
قال خالد وهو يتطلع لأمل: خالتي..أيرضيك أن تترك ليلى صديقتها لوحدها هكذا؟

نظرت له أم ليلى بضيق وقالت بلهجة جافة : لا..لا.. يرضيني..والدتك كانت تسأل عنك يا خالد ..اذهب وانظر ما تريده منك..وأنا سأبقى مع أمل حتى تعود ليلى..

استغربت أمل لهجتها الجافة و نظرت لخالد بعينين متسائلتين..هز هذا الأخير كتفيه ..
ثم قال وهو يبتعد: المهم أن لا تتركيها لوحدها يا خالتي..أمل هذه ضيفة عزيزة علينا..

التفتت أم ليلى لأمل بحدة..جعلت هذه الأخيرة ترجع للوراء بضعة خطوات..

ابتسمت أمل وجلست على المقعد..تبعتها أم ليلى وجلست هي الأخرى ثم أخذت تتطلع لأمل قبل أن تقول: ما أخبار دراستك؟

أمل: جيدة..الحمد لله..

تنهدت أم ليلى قائلة: لو أن ليلى فقط تفعل مثلك و تهتم بدراستها..

ابتسمت أمل دون أن تتكلم..

أكملت أم ليلى : لكن سأقول لك شيئا..بيني وبينك..صحيح أن دراستها مهمة..لكن الأهم الآن بالنسبة لي كأم هي أن يتم زواجها على خير..

رفعت أمل حاجبيها مندهشة..لم تحدثها ليلى من قبل عن أي خطط للزواج..قالت: أي زواج؟

ابتسمت أم ليلى وهي تقول: ماذا ألا تعرفين..ليلى هي خطيبة خالد..

نزلت هذه الكلمات على أمل كالصاعقة..
خالد..خطيب ليلى..كيف؟

- علي أن أذهب الآن يا خالة..

قالتها أمل..وخرجت من الغرفة مسرعة..
***************

- سلمى..لا تغضبي هكذا..سنذهب غدا..

صرخت سلمى بحدة: اذهبي غدا مع صديقتك تلك..لن أذهب غدا لأي مكان..

ضحكت أمل..
وحين لمحت الغضب الذي ازداد بعيون سلمى توقفت عن الضحك قائلة: أنت تغارين منها أم ماذا؟

رفعت سلمى حاجبيها قائلة: أنا أغار منها..أنت تحلمين..

أمل: أقسم أني لم أجد سيارة أجرة..لهذا تأخرت..

أعطت سلمى ظهرها لأمل قائلة: كان عليك أن تحسبي حسابا لهذا..

التفت أمل حول سلمى لتواجهها قائلة: أتردين الصراحة..لا أعتقد انك غاضبة بخصوص هذا الموضوع..أعتقد أن غضبك سببه شيء آخر..

سلمى: ماذا تقصدين؟

ردت أمل : أقصد أحمد..أنت غاضبة لأنه لم يتصل بك للآن..

سلمى : ومن قال لك أنه لم يتصل..
وسكتت قليلا قبل أن تضيف: اتصل بي..لكني نسيت أن أخبرك..

نظرت أمل إليها بشك..فأبعدت سلمى نظراتها بعيدة..

أمل: دعيني أرى هاتفك..

شدة سلمى قبضتها على الهاتف قائلة: لماذا..ألا تصدقينني..

حركت أمل رأسها نفيا و مدت يدها مشيرة لسلمى أن تعطيها الهاتف..

ظلت سلمى تنظر إليها دون أن تتحرك فخطفت أمل الهاتف من يديها و ابتعدت عنها قليلا ثم أخذت تقلب فيه قليلا قبل أن تقول لسلمى بعتب: الخطأ خطأك يا سلمى..عليك أن تتصلي به..بإمكانك حل هذه المشكلة..لكن إن ظللت على عنادك فستكبر المشكلة أكثر..

ظلت أمل تتطلع لسلمى قليلا ثم رفعت الهاتف و طلبت رقما..

سلمى: بمن تتصلين..

نظرت إليها أمل دون أن تجيب..

قامت سلمى واقفة و حاولت خطف الهاتف من يد أمل وهي تردد: بمن تتصلين !

أفلتت أمل منها بخفة و ابتعدت قليلا..
ثم وضعت يدها على الهاتف و اقتربت من سلمى قائلة: خذي..هذا أحمد....إن أردت أن تغلقي الخط ..أغلقيه..لكن تأكدي انك لن تسمعي صوته بعد ذلك أبدا..

اتسعت عيون سلمى خوفا..وخطفت الهاتف ثم قالت بصوت مبحوح: أحمد..كيف حالك..

ضحكت أمل ثم قامت بإخراج سلمى من غرفتها وهي تقول لها بصوت منخفض: اذهبي إلى منزلك الآن..واستخدمي سحرك المعهود ليسامحك على غبائك..
ابتسمت لها سلمى بامتنان..ثم غادرت الغرفة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:26 pm

لم تكد أمل تغلق الباب ..حتى سمعت رنين هاتفها..التقطته من فوق المكتب..إنها ليلى..من المؤكد ستسألها لم غادرت دون أن تودعها..

لم تكد أمل ترد حتى جاءها صراخ ليلى مدويا: أمل..لم ذهبت دون حتى أن تخبريني..ماذا حدث؟

ردت أمل بهدوء: أخبرتك أني لا أريد أن أتأخر على سلمى..

ليلى: لا..هناك شيء آخر دفعك للرحيل..خالد أخبرني أنه تركك مع والدتي..قولي هل أزعجتك والدتي؟

ردت أمل بسرعة: لا ..أبدا..ما هذا الذي تقولينه..

ليلى: إذا ما الذي حدث؟

ترددت أمل للحظة قبل ان تقول: ليلى..أريد أن أسألك شيئا..

ليلى: تفضلي..

قالت أمل بسرعة قبل أن تعدل عن رأيها ولا تسألها: لم لم تخبريني أنك و خالد مخطوبين..

سمعت أمل صوت ضحكات ليلى فقالت : ليلى..أنا أتحدث بجدية..لم لم تخبريني..

ليلى وهي تحاول التوقف عن الضحك: اسمعيني جيدا..أنا وخالد كالأخ و الأخت..وأنا زيادة على هذا أعامله كصديق..وهو كذلك يعاملني كصديقة..لا أكثر من هذا ولا أقل..لسنا مخطوبين..تأكدي من هذا..

أمل باستغراب: لكن والدتك هي من أخبرتني أنك خطيبته..وأنك تستعدين للزواج منه..

ليلى: سأشرح لك هذا الموضوع حين أراك..

وعادت للضحك قبل أن تكمل: إذن هذا ما حدث..أخبريني ولم أنت مهتمة إن كنت خطيبة خالد أم لا؟

ردت أمل بهدوء : أزعجني كونك صديقتي ولم تخبريني بشيء كهذا..

ضحكت ليلى قائلة: أليس هناك ما أزعجك بهذا الموضوع غير كوني لم أخبرك به؟

أمل كانت تحاول المحافظة على هدوءها..لا تريد أن تعرف ليلى سبب انزعاجها الحقيقي..حتى إن كانت ليلى قد شعرت به..فهي لا تريد أن تأكد لها شعورها هذا..

أجابتها أمل بنفس الهدوء: وما الذي سيزعجني غير هذا !
********************

رشفت أم خالد من كوب العصير وقالت : يا أم ليلى..أنا وزوجي مستعدان لنعقد قرانهما بأية لحظة..لكن كما ترين..خالد يتهرب من هذا الموضوع كلما حدثته..

قالت أم ليلى بحدة : إن تركناه أكثر من هذا..فربما يتعرف على أخرى..وبكلمتين قد تخدعه..وتذهب ثروة العائلة كلها للغريب..

وضعت أم خالد كوب العصير على الطاولة وقالت وقد عقدت حاجبيها..كلام أم ليلى لم يعجبها : أخبريني..هل أنت تريدين خالد زوجا لابنتك..لأنه خالد..أم تريدينه زوجا لابنتك من أجل ثروة العائلة؟

ارتبكت أم ليلى..وتلعثمت..فأكملت أم خالد: ثم واضح أنك لا تعرفين خالد..خالد ليس من النوع الذي قد يخدع بكلام معسول من فتاة..

قالت أم ليلى بسرعة: وتلك الفتاة التي تأتي مؤخرا للمنزل..أنت بنفسك من أخبرتني بأنه طلب منك التعرف إليها..لماذا قد يطلب شيئا كهذا..تلك الفتاة لديها أهداف تخفيها من وراء صداقتها مع ليلى..

ضحكت أم خالد ثم قالت : من أمل..هذه الفتاة طيبة جدا..هذا رأيي فيها..وأنا لم أخطئ الرأي في أحد من قبل..تلك الفتاة لا يُخشى منها..في الواقع أنا أخشى عليها من ابنتك..

وعادت ترشف من كأسها قبل أن تضيف: وبصراحة..أخشى عليها من خالد أيضا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:28 pm

الجزء السادس عشر
-16-
من أجل الثروة..
*****************

مرت ساعتين تقريبا و سلمى تتحدث مع زوجها أحمد على الهاتف..تحس أن سنوات قد مرت منذ آخر مرة رأته فيها..رغم أنه لم يمض على سفرها إلا أيام قليلة..

تحمد الله لأن أحمد سامحها على تصرفها الأخرق..سفرها رغما عنه كان تصرفا أخرقا و أحمقا..
جعل أحمد يغضب منها أشد الغضب..والدليل أنه لم يتصل حتى ليسأل عن أحوالها..علمت من سامي أنه اتصل به ليطمأن عليه..لكنه لم يسأل عنها..
لولا أن أمل قامت بذلك الاتصال وجعلتها تتحدث للأحمد..لزاد عنادها..ولتفاقمت المشكلة أكثر..محظوظة لأنها تمتلك صديقة عاقلة كأمل..

قالت سلمى مخاطبة أحمد على الهاتف: أمل..قامت بالكثير من أجلي منذ أن كنا صغارا..لذا فأنا أريد سعادتها يا أحمد..

أحمد : وسعادتها هي باقترانها بسامي؟

سلمى: أجل..أنا متأكدة أنها ستكون سعيدة لو اختارت سامي شريكا لحياتها..كما سيكون هو سعيدا..

أحمد : لا يمكنك الحكم على مشاعر صديقتك بهذه الطريقة يا سلمى..من يدريك ربما تحب شخصا آخر..

تجهمت ملامح سلمى وهي تقول بانزعاج: لا يمكن..لو حدث و أحبت أحدا لأخبرتني..هي لا تخفي عني شيئا..

أحمد : أنا فقط أخشى من أن تأتي محاولاتك التي تنوين القيام بها للجمع بين أمل و سامي بنتائج تزيد الوضع سوءً..عموما أخبريني متى سيسافر والدي أمل ؟

ردت سلمى ببطء و هي لا تزال تفكر بكلام زوجها: أظن.. بعد غد..

أحمد: وأنت متى ستشتاقين لي و تعودين لمنزلك؟

سلمى بابتسامة: قد اشتقت إليك منذ أول يوم قضيته من دونك يا أحمد..لكن أنت تعلم.. هناك أشياء لا بد أن أنهيها قبل أن أسافر..

أحمد : أمل و سامي..

سلمى: أجل أمل و سامي

أحمد : لا أدري يا سلمى..ما رأيته من تصرفات أمل و ما سمعته من كلامها بخصوص سامي..يجعلني أشك في أن تبادله مشاعره يوما..

عقدت سلمى حاجبيها وهي تقول بثقة: وما رأيته طول السنوات التي قضيناها أنا و سامي و أمل معا..يجعلني متأكدة من أن كلا من هما قد وُجد بهذه الدنيا.. لكي يكون للآخر !

***************

رفعت أمل عينيها عن الكتاب الذي بيدها حين سمعت شخصا يتنحنح أمامها..وابتسمت حين جلس عادل على الكرسي قائلا: هل تسمحين لي بالانضمام إليك؟

هزت أمل كتفيها قائلة : كيف حالك؟

رد عادل بابتسامة: بخير حال و أنت ؟

أجابته أمل : الحمد لله بخير..

ثم عاد تركيزها ثانيا للكتاب..مرت بضع ثوان..بدا على أمل فيها أنها قد فقدت اتصالها بالعالم الذي حولها..وأنها لا تشعر بنظرات عادل المتفحصة أليها..

قال عادل وهو يقوم واقفا: كنت أود أن أتحدث إليك..لكن يبدو أنك مشغولة.. سأؤجل حديثي لوقت آخر..

أغلقت أمل الكتاب وأزاحته جانبا ثم قالت: لا أبدا..لست مشغولة..اجلس..

عاد عادل للجلوس ثم قال مبتسما: أتذكرين يوم جئت إليك لطاولتك هذه..وحاولت الحديث معك..لكنك لم تعطني الفرصة..

ردت أمل مستغربة: أجل..أذكر..لم تسأل؟

أجابها عادل بهدوء: تصرفك معي يومها..هو ما جعل خالد يحاول الاقتراب منك بأية طريقة كانت..

عقدت أمل حاجبيها..هي تعرف أن خالد كان يحاول الاقتراب منها..وشعرت بذلك من خلال تصرفاته..لكن أن تسمع هذا من صديقه المقرب..يعتبر شيئا غريبا..

قالت أمل والاستغراب واضح على صوتها: عادل..لم تقول لي هذا..

أشاح عادل بوجهه و أخد يتطلع للأشخاص الموجودين بالمكتبة ثم قال بعد لحظة: كل ما أريدك أن تعرفيه..هو أن هناك فارقا كبيرا..بين خالد بذاك اليوم وقبله..وخالد الذي تعرفينه الآن..

أخذت أمل تتطلع لعادل وهي تحاول استيعاب كلامه المبهم ثم قالت : لست أفهم ما تقصد يا عادل..أوضح كلامك..

نظر عادل لأمل قائلا: أمل..أنت معجبة بخالد أليس كذلك؟

تفاجأت أمل لسؤاله الجريء هذا..و همت أن تقول شيئا لكنها تلعثمت..
ابتسم عادل وهو يشير لها بيده أن لا ترد قائلا: كنت أريد أن أتأكد فقط..وقد تأكدت..

اتسعت عيون أمل وقالت بسرعة: تأكدت من ماذا..

رد عادل بابتسامة: تأكدت أن مشاعركما متبادلة..

توقف تفكير أمل عند الكلمتين الأخيرتين وردد لسانها دون أن تنتبه: مشاعرنا متبادلة !

أمسكت كتابها وأخذت تقلب صفحاته بتوتر ثم أعادت وضعه على الطاولة قائلة: ماذا تقصد بأن مشاعرنا متبادلة..هل تقصد أن خالد..

قاطعها عادل قائلا: أجل أقصد..

زاد توتر أمل وأمسكت أناملها ببضع خصلات من شعرها ظلت تتلاعب بها صامتة..

ثم قالت بعد برهة و قد تخلصت من توترها: لكن خالد هو خطيب ليلى..

انطلقت من عادل ضحكة قال بعدها متهكما: ليلى وخالد..تعلمين أن هذا غير ممكن..كل من يعرفهما سيعلم أن هذا غير ممكن..

قالت أمل : ليلى قالت لي نفس الكلام..لكنها لم تشرح..ما الذي يجعل والدتها تقول أنهما مخطوبين إذا..ويستعدان للزواج !

رد عادل بهدوء : الطمع بالثروة..

رفعت أمل حاجبيها قائلة بدهشة: ماذا؟

قال عادل: الطمع يا أمل..تريد أن تكون ثروة والد خالد..و التي ستصبح لخالد يوما..تريدها أن تكون لابنتها..

حركت أمل رأسها في عدم فهم لما تسمعه وقالت: ماذا تقول..ما أعرفه هو أن والد ليلى من الأثرياء أيضا..ربما أثرى من والد خالد..فلم ستطمع والدتها بثورة خالد !

ضحك عادل ثم قال بسخرية: ليلى من أخبرتك بهذا أليس كذلك..أفهمتك أنها من الأثرياء..هي تفعل هذا مع الجميع..تحاول إقناع الجميع بهذا..ما عداي طبعا لأني أعرف كل شيء..

كانت أمل تنظر لعادل مندهشة و غير فاهمة للكلام الذي يقوله..
قرأ عادل هذا في ملامحها فقال: إن سردت لك الحكاية كلها ستفهمين كل شيء..هل لديك الوقت لسماعها؟

ردت أمل : تفضل !

اتكأ عادل بمرفقيه على الطاولة ثم اعتدل في جلسته قبل أن يقول: أنت طبعا تعرفين عائلة السعدي..عائلة خالد وليلى..هي من العائلات الثرية بالمدينة..إن لم أقل بالبلد..

هزت أمل رأسها فأكمل عادل: جد خالد وليلى..ورث هذه الثروة عن والده..لكنه عمل على أن يجعلها تتضاعف..كان رجلا ذكيا جدا..وبالفعل استطاع أن يجعل ثروته تكبر مع مرور الأيام..حين مات..طبعا ورث والد خالد و والد ليلى هذه الثروة الضخمة..ما حدث بعد ذلك هو أن والد ليلى أضاع ثروته كلها بمشاريع خاسرة..وبدر أمواله..تثاقلت على كاهله الديون..لأنه كان يستعمل اسم عائلته المعروف ليجعل البنوك تقدم له قروضا..يضيعها في مشاريعه الخاسرة تلك..لكن طبعا لم يدم هذا كثيرا..إذ سرعان ما أعلن إفلاسه و أصبح أصحاب هذه القروض يطالبون باسترداد أموالهم..اضطر لبيع كل ممتلكاته ثم اشترى منزلا متواضعا لزوجته و ابنته..اضطر لبيعه أيضا بعد مدة..و رغم ذلكلم يستطع تسديد كل الديون التي عليه..وكان سيدخل السجن..

رفعت أمل حاجبيها بدهشة فقال عادل: ما بك هل ما أقوله فاجئك؟

ردت أمل : بالطبع..فليلى لم تخبرني بكل هذا من قبل..وهي صديقتي..

ابتسم عادل قائلا بسخرية: طبعا لن تخبرك..فهي تعيش دور الفتاة الثرية..ولن تخرج عن دورها بذكر تفاصيل تافهة كهذه..

وأكمل وقد عادت الجدية لنبرة صوته: أنا لم أكمل القصة بعد..فمازال فيها الكثير..بعد أن أصبح والد ليلى مهددا بدخول السجن..إن لم يسدد ديونه..تدخل والد خالد ..الذي أحسن استثمار نصيبه من الميراث..فيبدو أنه ورث مع أموال والده ذكائه في إدارة الأعمال..عكس والد ليلى..المهم..سدد والد خالد كل الديون التي على أخيه..وعرض عليه عملا في مجموعة شركاته..كما عرض عليه أن يشتري له منزلا خاصا به..أو أن ينتقل للسكن معه بمنزله..فمنزله ضخم كما تعرفين..وكان يسكنه وحده مع زوجته وابنه..فضل والد ليلى أن ينتقل للسكن مع أخيه..

قاطعته أمل قائلا: الآن فهمت سبب انتقالها من منزلها القديم..في الحقيقة استغربت الثراء المفرط الذي لاحظته على ليلى..فأنا أذكر أنها كانت تسكن بمنزل متواضع..أيام المدرسة..

حرك عادل رأسه وقال مبتسما : أنا أعرف ليلى منذ ذلك الحين..كانت تبلغ العشر سنوات ..طفلة مشاكسة..لكن طيبة القلب..للأسف مع مرور السنوات..تغيرت طباعها بسبب الثراء الذي أحيطت به..أصبحت مدللة إلى حد لا يطاق..مغرورة..تتعامل مع الناس بعنجهية و كأنها أحسن من الجميع...هذا لأن طلباتها دائما كانت بمثابة الأوامر..فوالد خالد يعاملها كما يعامل خالد نفسه..الغريب هو أن خالد ورغم أنه ترعرع في عائلة ثرية أيضا وأنه من سيرث كل شيء فيما بعد..فقد كون شخصية مغايرة لشخصية ليلى تماما..هو لا يحب أن يعامل بطريقة خاصة فقط لأنه من عائلة ثرية..يحب أن يعامل كجميع الناس..ولا يقيم وزنا للمستوى الاجتماعي..كما أنه يريد أن يكون نفسه بنفسه..لا يريد أن يكون مجرد محظوظ والده صاحب شركات ضخمة..لذا يرفض مساعدات كثيرة يقدمها له والده..يحاول الاعتماد على نفسه..حتى السيارة يرفض أن يشتريها له والده..ليلى ستجدينها عكسه في كل شيء ذكرته.. نسيت بمرور الزمن.. حقيقة أن كل شيء حولها هو ملك لعمها وليس لوالدها..

ثم ابتسم مكملا : لكن طبعا والدتها لم تنس هذا..استغلت فرصة سكنهم بمنزل واحد..لتقنع والدي خالد..أن خالد و ليلى سيكونان لبعضهما البعض حين يكبران..لم يعترض أحد على هذا الأمر..لكن لسوء حظها خالد لم يشعر يوما تجاه ليلى بأية مشاعر حب..يحبها طبعا..لكن لأنها ابنة عمه..كأخته..ليس إلا..

صمت عادل معطيا الفرصة لأمل كي تستوعب كل ما قاله..

فعقدت أمل يديها على صدرها وهي تفكر ثم قالت ببطء: وليلى..هل موقفها كموقف خالد؟

أبعد عادل نظراته وهو يقول: أجل..هذا ما أعرفه..

ثم عاد ينظر لأمل قائلا: لكن رغم رفض ليلى وخالد لفكرة ارتباطهما..فوالدة ليلى لم تستسلم للآن..فهي لا تريد أن تأتي فتاة أخرى في يوم من الأيام و تصبح صاحبة ثروة العائلة..بدل ابنتها..تعتقد أن ابنتها أحق بالطبع..

هزت أمل رأسها بتفهم..وظلت صامتة للحظة قبل أن تقول: عادل..لم تخبرني بكل هذا؟

ضحك عادل قائلا: أردت أن تكوني على علم بتفاصيل الموضوع فقط..

نظرت إليه أمل بشك قائلة: هل خالد من طلب منك أن تخبرني؟

لوح عادل بيده وقال: أبدا..ولا أريده أن يعلم أني تحدثت إليك ..

ظلت أمل تنظر إليه وشكها لم يفارقها بعد ثم قالت بعد لحظة: هناك شيء لا زلت لا أفهمه..ليلى لم ترد الحديث فيه..وحين سألت خالد رفض الحديث فيه هو أيضا..

قال عادل بابتسامة: ما هذا الشيء الذي لازلت لا تفهمينه.. أنا على علم بكل ما يخص خالد..وباستطاعتي أن أجيبك على كل تساؤلاتك..

سألته أمل بابتسامة: أنت كنت تدرس مع خالد بالجامعة..وتخرجت منذ سنتين أليس كذلك؟

حرك عادل رأسه موافقا فأردفت أمل: عرفت أن خالد انقطع عن الدراسة لسنتين..فلم؟

ضرب عادل جبهته بيده قائلا: نسيت أن أخبرك بهذا..

تطلعت إليه أمل بنظرات متسائلة فاستطرد: والد خالد كان مريضا جدا خلال تلك السنتين..قضاهما مع زوجته بالخارج للعلاج.. ترك مسؤولية إدارة شركاته لأخيه..والد ليلى..لأن خالد كان مشغولا بدراسته كانت تلك آخر سنة له بالجامعة..لكن هناك من أخبر خالد أن عمه ينتهز فرصة عدم وجود والده ليتلاعب بحسابات الشركة..ويستولي على المال بطرق غير مشروعة طبعا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:29 pm

رفعت أمل حاجبيها قائلة بدهشة: أخوه يحاول سرقته بعد كل ما فعله من أجله !

هز عادل كتفيه قائلا: هذا ما حدث..حين علم خالد بهذا..ذهب لمقر الشركة..بعد بحثه و استقصاءه في الموضوع..تأكد أن عمه فعلا يخون الأمانة..لم يستطع غير ترك الجامعة..والإشراف على أعمال والده بنفسه..بعد أن شفي والده وعاد للبلد..أخبره خالد بكل شيء..لكنه لم يكن يملك أي دليل ملموس يدين عمه..

سألته أمل باهتمام: ماذا..ألم يصدقه والده؟

ابتسم عادل قائلا: بالعكس..صدقه..لكنه قال له أنه حتى في حالة وجود أدلة تدين عمه..فلن يستطيع فعل شيء ضده..ماذا سيفعل..هل سيدخل أخاه السجن؟

قالت أمل : لا..لكن على الأقل يبعده عنه..مادام خائنا ويحاول سرقته.. لم تركه يعمل معه..ويسكن معه بنفس المنزل..

أجابها عادل: لم يستطع القيام بهذا بسبب ليلى..هو يحبها كثيرا..لم يستطع إبعاده..لأن إبعاده يعني إبعاد ليلى أيضا..لكنه حرمه من صلاحيات كثيرة كانت لديه بعمله..وأصبح يحتاط منه..

هزت أمل رأسها بتفهم ثم قالت بابتسامة: لا أفهم..لم لم يخبرني خالد بهذا حين سألته..

قال عادل وهو ينظر لمدخل المكتبة: لأنه لا يحب تذكر تلك الفترة ولا يحب الحديث عنها..

ونظر لأمل قبل أن يكمل: ها قد جاء خالد..كما أخبرتك..لا أريده أن يعرف أني أخبرتك بكل هذا..موافقة؟

التفتت أمل لمدخل المكتبة هي الأخرى..وابتسمت حين رأت خالد يدخل وعيونه مركزة عليها بنظراته الهادئة..
ثم قالت لعادل : كما تريد..لكنك ستفهمني في ما بعد عن السبب الذي جعلك تخبرني بكل هذا..ودون علم صديقك..

رد عادل بصوت منخفض لأن خالد كان قد اقترب منهما: سأصارحك يا أمل..السبب بسيط للغاية..أريدك أن تعرفي خالد كما أعرفه أنا..وأريد لإعجابك به..أن ينمو..فيصبح أكثر بكثير من مجرد إعجاب !

***********************

ما رأيك بتلك السيارة هناك ..هل ستعجبه؟
التفتت والد أمل إلى حيث تشير زوجته ثم اتجه نحو السيارة و أخذ يدور حولها متصفحا إياها وقال: جيدة..هل ستبتاعين مثلها لأمل؟

اقتربت أم أمل من السيارة و أخذت تتفحصها هي الأخرى ثم قالت: أجل..

و ابتسمت مكملة: متأكدة من أنهما سيسعدان بهذه الهدية..!

بادلها والد أمل الابتسامة قائلا: طبعا..من الجيد أنك فكرت في هذا الموضوع قبل أن نسافر..فقد كنت أود أن أشتري لأمل واحدة منذ مدة..وسامي سيعود لعمله قريبا..سيكون بحاجة لسيارة..

اتسعت ابتسامة أم أمل ثم تجمدت ملامحها فجأة وهي تقول بضيق: سأجعله يقطع لي وعدا بأنه سيغير طريقة سياقته تلك..التي كانت ستودي بحياته..

ضحك والد أمل ثم تمتم بينه و بين نفسه : سامي يهوى السرعة..ما باليد حيلة..

نظرت إليه أم أمل متسائلة: ماذا قلت؟

فحرك رأسه قائلا : لا شيء..لا شيء..

وفتح باب السيارة ثم دخل وجلس بمقعد السائق وهو يقول: بإمكانك الذهاب الآن..وأنا سأتفق مع صاحب المعرض..

قالت أم أمل وهي تطل برأسها لداخل السيارة: هل نستطيع استلامهما غدا؟

هز والد أمل رأسه قائلا: إن شاء الله.. لا تقلقي..ستكون عند كليهما قبل سفرنا..

أخرجت أم أمل رأسها ثم تنهدت بارتياح وقالت: جيد..سأعود للمنزل الآن..

ابتسم لها والد أمل وهي تبتعد..ثم وضع يده على مقود السيارة و أخذ يديره..

سيفرح سامي بالتأكيد بهذه الهدية..وأمل أيضا..

أمل..

يحس بقلق شديد على ابنته..لا يدري سببه بالضبط..فهو قد تأكد من أن مشكلة سامي قد انتهت..فما به قلق عليها هكذا..
ربما لأنه و لأول مرة سيسافر هو وزوجته و يتركانها وحيدة..

قلبه غير مطمئن لهذا السفر..
منذ سنوات..كان لا يزال يشعر بالحنين لمدينته..ولمن بها..
لكنه لم يطلب من أم أمل العودة..لأنه كان يعلم أنها أصبحت تكره تلك المدينة..وتكره كل ما يذكره بها..
والآن..بعد أن نضب حنينه لمسقط رأسه ..خرجت زوجته بفكرة العودة هذه..كيف خطر لها أن تنذر نذرا كهذا!

لو لم يكن القلق يجتاحه على أمل..لما همه الأمر..
خرج والد أمل من السيارة وهو يغمغم : لا داعي للقلق..لن نغيب إلا أياما..ستظل فيها تحت رعاية والدي سلمى..ثم أمل ليسن بالطفلة..تستطيع العناية بنفسها..

وصمت قليلا ثم أضاف و كأنه يطمأن نفسه: أجل..أمل تستطيع العناية بنفسها..

*****************
نظرت مروى لأمل بضيق واضح قبل أن تجلس بجانب وفاء..كلما زادت ثقتها بأن خالد مهتم بأمل ومعجب بها..كلما زاد حقدها عليها و كرهها لها..تتمنى لو أنها تختفي..كان خالد لها قبل أن تظهر أمل بحياتها..الآن خالد لا يعيرها اهتماما..ويحاول التخلص منها..


التفتت مروى لخالد فوجدته يتحدث لأمل بصوت منخفض..
وبعيون كليهما بريق مميز..

لم تستطع الصمت وهي ترى هذا أمام عينيها..خالد لها..لها فقط..ولن يكون لغيرها..

انفجر بركان الغضب بداخلها وقالت بصوت خرج مهزوما رغما عنها : خالد!

التفتت الجميع إليها فقالت بغضب: نحن لم نحضر إلى هنا كي تنزوي مع أمل في حديث خاص و تتركنا!

نظر إليها خالد ببرود شديد..أما أمل فأجابتها بضيق : ليس هناك أي حديث خاص..بإمكانك مشاركتنا الحديث إن أردت..

تطلع خالد لأمل ثم قال لها بابتسامة: لا..من قال أنه ليس حديثا خاصا..

ثم عاد ينظر لمروى ببرود وهو يقول: هو حديث خاص يا مروى ولا أريدك أن تكوني طرفا فيه..

قالت أمل مندهشة: خالد ماذا تقول!

مروى شعرت بالإهانة لكلماته..نظرت لعادل بغضب فقد كان يحاول أن يكتم ضحكه دون جدوى..
ثم التفتت لخالد قائلة: الآن يا خالد لا تريديني أن أكون طرفا فيه..بعد أن كنت كل شيء تريدني أن أصبح لا شيء!

زم خالد شفتيه وتطلع إليها بحدة قائلا: لا تتفوهي بكلام لا معنى له يا مروى..و إلا..
وقبل أن يتم جملته رن هاتفه باتصال..ظل ينظر لمروى بحدة للحظة..قبل أن يجيب..

بدا عليه أنه ينصت باهتمام لشخص ما..ثم قام واقفا قائلا : أعتذر منكم علي الذهاب الآن..

تطلع إليه عادل متسائلا: ماذا هناك؟

رد خالد وهو يحدج مروى بنظرات باردة كالثلج : والدي يرديني فقط..

قام عادل هو الآخر قائلا: سأوصلك إذن..هيا بنا..

التفت خالد لأمل قائلا بابتسامة هادئة: هل نوصلك في طريقنا يا أمل؟

هزت أمل رأسها نفيا واختلست النظر لمروى التي كانت ترمقها بغل واضح..ثم قالت: لا..سأظل هنا لبعض الوقت..

نظر خالد لكل من مروى ووفاء..وكأنه لا يريد أن يترك أمل معهما ثم قال: حسنا..كما تريدين يا أمل..

وابتسم لها وهو يردف: سنكمل حديثنا الخاص في ما بعد..أراك لاحقا..

ثم ابتعد برفقة عادل الذي لم يكتم ضحكه المجلجل هذه المرة..

لم يكد الاثنين يخرجان من المكتبة..حتى قامت أمل من مكانها وأخذت تجمع كتبها..

فقالت لها مروى ببطء : ما بك..ألا تحبين الجلوس و الحديث معنا؟
وابتسمت ابتسامة ساخرة وهي تكمل: أم أنك تحبين حديث خالد فقط..

تحدثت وفاء أخيرا قائلة: اجلسي معنا قليلا يا أمل..

ابتسمت أمل بهدوء لوفاء ثم تطلعت لمروى قائلة: لا أعرف سبب ضيقك الدائم مني..ولا يهمني أن أعرفه..لكن طبعا لن أجلس معك وأحتمل نظراتك هذه..

همت أمل أن تبتعد بعد أن أنهت جملتها..إلا أن مروى أمسكت بمعصمها فالتفتت إليها أمل مندهشة..

قالت مروى بهدوء وهي تبعد يدها عن معصم أمل: أريد أن أتحدث إليك..
ظلت أمل تنظر إليها دون أن تتحرك فأكملت مروى: لن أؤخذ من وقتك الكثير..

مررت أمل أناملها على شعرها بهدوء..ثم عادت للجلوس قائلة: تفضلي..كلي آذان صاغية..

نظرت مروى لوفاء..وكأن هذه الأخيرة على علم بما ستقوله ..ثم سألت أمل: هل تعلمين..أن صديقتك ليلى..هي خطيبة خالد؟

رفعت أمل حاجبيها بدهشة..ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة وقالت: أعلم..

عادت مروى تنظر لوفاء..لم تتوقع أن تكون أمل على علم بشيء كهذا..

ثم قالت لأمل بضيق: ألا يزعجك هذا؟

قالت أمل و الابتسامة الهادئة لم تفارق شفتيها: أبدا ..لا يزعجني..هل هذا يزعجك أنت؟

عقدت مروى حاجبيها..لا يمكن أن تكون هذه هي ردة فعل أمل تجاه خبر كهذا..إلا إذا..

قالت مروى ببطء: إذن خالد أخبرك بكل شيء؟

هزت أمل كتفيها قائلة: لا أدري عن ماذا تتحدثين..

ضحكة مروى ضحكة مصطنعة وقالت: لم أكن أظن أنك بهذا اللؤم يا أمل..

نظرت إليها أمل بحدة قائلة: من فضلك..لا أسمح لأحد بأن يتحدث إلي بهذه الطريقة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:30 pm

لوحت مروى بيدها وهي تقول غير عابئة بكلام أمل: حسنا..أظن أن خالد أو عادل هما من أخبراك..فلا أظن ليلى تمتلك الشجاعة لتخبرك بشيء كهذا..

تطلعت إليها أمل بنظرات متسائلة وقالت: لمَ..ليلى صديقتي ومن الجائز أن تكون هي من أخبرتني..

حركت مروى رأسها ببطء قائلة: لا..ليلى لا تعترف بشيء اسمه صداقة..عليك أن تتأكدي من هذا..ليلى تعترف بشيء اسمه مصلحة فقط..

كانت أمل ستعترض على هذا الكلام لولا أن مروى أضافت بسرعة: هي لن تخبرك..لأنها كانت تتمنى فعلا أن تكون خطيبة خالد..وزوجته فيما بعد..إلا أنها حين شعرت أن خالد يعاملها كأخت فقط..قررت أن تتقرب منه بطريقة أخرى..بطريقة الأخت..فتكسبه..وتكسب أخوته و صداقته أيضا..

تضايقت أمل من كلام مروى هذا..لم تدري لم شعرت بأنها صادقة فيما تقوله..لكنها لم تبين لمروى ضيقها وهي تسألها بهدوء: ماذا تقصدين..هل تقصدين أن ليلى تحب خالد؟

ضحكت كل من مروى ووفاء..ثم قالت مروى بسخرية: أنت لا تعرفين شيئا عن ليلى أبدا..قلت لك أنها لا تعترف بأي شيء غير المصلحة..ليلى تحب فعلا..لكنها لا تحب خالد..فخالد بالنسبة لليلى يمثل مصلحتها..أما قلبها فيملكه شخص آخر..

ونظرت لوفاء..فأكملت هذه الأخيرة بجدل: ليلى تحب عادل و عادل أيضا يحبها..

لم يظهر أي تعبير على وجه أمل..فهي كانت تشك بهذا من قبل..لذا لم تتفاجئ..قالت بهدوء: وما الذي يمنعهما من الارتباط..حالة عادل المادية جيدة كما لاحظت..يستطيع الزواج بالتأكيد..

نظرت وفاء لمروى وكأنها تلتمس منها الإذن لترد ثم قالت: أي زواج..هما للآن لم يعترفا بمشاعرهما هذه..وكل منهما ينتهز الفرص ليستفز الآخر بكلامه..منذ أن عرفناهما وهما في حالة حرب..ويظهران عكس ما يحسانه تماما..

أمل : ولم كل هذا؟

ردت مروى هذه المرة: ليلى لا تريد الاعتراف..لأنها تعلم بأن خالد شاب لعوب وعديم المسؤولية..لديه صداقات مع فتيات كثر..ومغامراته معروفة وكثيرة..ثم عادل قد تخرج منذ سنتين..والده حاول معه بكل الطرق كي يجعله يعمل معه..لكنه يرفض..كل ما يفعله هو الحصول على المال من والده..كي يبعثره هنا وهناك..لا يحب تحمل أي عبء ..يريد أن يستمتع بحياته ويلهو فقط..وليلى و إن كان قلبها منجرف نحو عادل..لكنها لم تتصرف يوما بناء على ما يمليه عليها قلبها..بل هي تعمل بناء على ما يستنتجه عقلها..وعقلها خلص إلى نتيجة واحدة..وهي أن عادل يعتبر مشروعا خاسرا..

عقدت أمل حاجبيها وهي تقول: لا أستطيع أن أصدق بأن ليلى تفكر بهذه الطريقة..

ابتسمت مروى بخبث قائلة: أنت لا تعرفينها يا أمل..نحن من يعرفها..وان لم تصدقيني اليوم..سيأتي اليوم الذي تكتشفين فيه صدق كلامي..

****************

كانت سلمى برفقة سامي على شرفة غرفته..تنظر للسيارة الجديدة الواقفة أمام بوابة المرأب..

اتكأت بمرفقها على الشرفة و وضعت يدها على خدها قائلة بنبرة طفولية: هذا ليس عدلا..هذه هي المرة الثانية التي تشتري فيها لك أم أمل سيارة..لم لم تهدني أنا أيضا واحدة..

ضحك سامي وقال: أطلبي من زوجك أن يهديك اياها !

نظرت إليه سلمى وقالت وهي تمثل الحزن: أم أمل تحبك أكثر من ما تحبني..

ابتسم سامي وظل صامتا للحظة قبل أن يقول بهدوء: أجل تحبني..لهذا لا تريدني أن أكون زوجا لابنتها..

بدا الحزن الحقيقي على ملامح سلمى هذه المرة وهي تقول لأخيها : تأكد يا سامي..أنها ان كانت لك..فلن يحول أي شيء بينكما..

قال سامي ساخرا: لا تجيدين دور المواساة يا سلمى..وأنا لا أحب من يواسيني..

ثم تنهد بعمق و أضاف: قد رضيت بواقعي..قلبي سيظل مع أمل..للأبد..

لم يكد سامي ينهي عباراته حتى سمع صوت شرفة أمل تفتح..وظهرت أمل بعد ثانية وهي تقول مبتسمة : كيف حالكما؟
نظر سامي لسلمى..فردت هذه الأخيرة بمرح : بخير..و أنت ما أخبارك..وما أخبار الجامعة؟

ابتسمت أمل قائلة: أنا بخير..وأحس بإرهاق شديد..كانت لدي امتحانات بالجامعة..لكنها انتهت على خير..والأسبوع القادم إجازة..لا دراسة ..لا جامعة..لا شيء!

سألها سامي بابتسامة: ولا مكتبة أيضا؟

وضعت أمل سبابتها على ذقنها وكأنها تفكر ثم قالت: أنا لا آخذ إجازة من المكتبة أبدا..

تطلعت إليها سلمى بتوسل قائلة: لكنني سأسافر يا أمل..أريد أن أستغل كل الوقت للحديث معك..من أجلي انسي المكتبة لأسبوع أيضا..

عادت امل تضع يدها على ذقنها تفكر..فضربته سلمى وهي تقول: أقول من أجلي..هل هذا يحتاج تفكيرا!؟

ضحكت أمل قائلة: لا طبعا..هي اجازة من المكتبة أيضا اذا..

نظر سامي لأمل ثم قال : أحسد سلمى..لأنك ستتخلين عن شيء تحبينه من أجلها..

ابتسمت له قائلة بمرح : من يدري يا سامي ربما أتخلى يوما عن شيء أحبه من أجلك أيضا!

ولم تعط الفرصة لسامي كي يرد عليها لأنها قالت : والدي ووالدتي بالأسفل عندكما بالمنزل..جاءا لتوديعكم..سأحضر بضعة أشياء معي مادمت سأنتقل للسكن بمنزلكم و آتي أنا أيضا..

قالت لها سلمى بسرعة : أحضري كل أشياءك يا أمل..

عادت أمل لداخل غرفتها وهي تقول: حسنا..

وما ان سمعت سلمى باب الشرفة يغلق حتى قالت لسامي بسعادة : أسمعت ما قالته..

هز سامي كتفيه بلامبالاة قائلا : ماذا؟

عقدت سلمى حاجبيها قائلة: لا عجب أنها لا تحس بك للآن..ما دمت لا تميز فرصا كهذه و لا تستغلها..

ظل سامي ينظر إليها بلاامبالاة فقالت: قد قالت ربما تتخلى يوما عن شيء تحبه من أجلك..

قال سامي مبتسما: قلت لك لا أحب أن يحاول أحد مواساتي..متأكد أنها لم تكن تعني حرفا من ما قالته..مجرد كلام تقوله وتنساه..

وصمت قليلا قبل أن يردف: هيا لننزل..

جلس سامي وسلمى مع والديهما ووالدي أمل بالصالة..وانضمت إليهم أمل أيضا بعد دقائق..

من يشاهدهم لن يظن بأن هناك مشاكل بينهم..فجو الفرح و الضحك يعم المكان..بدا وكأن كل المشاكل التي تسبب فيها سامي برغبته في الزواج من أمل قد انتهت..

لكن الجميع كان يعلم في قرارة نفسه أن شيئا لم ينته بعد..

سامي..حبه لأمل لن ينتهي يوما..يعرف هذا جيدا..وبدأ يحاول التعايش مع الإحساس المميت الذي يشعر به..حين يفكر بأن أمل لن تبادله مشاعره يوما..

سلمى..في ذهنها أفكار كثيرة..خطط ستحاول من خلالها جعل أمل تقع بحب أخيها..

أم سلمى ..تريد أن تحقق لسامي حلمه..لكنها تخشى أن يترتب عن هذا معرفته بحقيقته التي أخفوها عنه طول حياته..

والد سامي ووالدي أمل..ثقتهم بأن سامي لن يخلف وعده لهم كبيرة..لكنهم أيضا يخشون من أن تكشف الحقيقة..لا يريدون أن يتأذى أبنائهم بسبب خطأ لم يرتكبوه..

مرت ساعتين بسرعة.. قام بعدها والد أمل قائلا : هيا يا أم أمل..حان وقت ذهابنا..

قامت والدة أمل هي الأخرى و سلمت على والدي سامي وعلى سلمى

ثم اتجهت نحو أمل وعانقتها هامسة في أذنها: انتبهي لنفسك يا ابنتي..سأحاول أن أتصل بك يوميا لأطمئن عليك..

ابتسمت أمل لوالدتها ثم عانقت والدها أيضا وهي تقول: انتبه لأمي..

حرك والدها رأسه..

ثم اقترب من سامي..و ربت على كتفه قائلا: أراك على خير يا بني..

و قالت والدة أمل بصوت مبحوح: سامي...أمل اعتبرها مسؤولة منك حتى أعود..هل تفهمني بني؟

هز سامي رأسه قائلا: اطمئني خالتي..لا تقلقي على أمل مادامت معنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:31 pm

الجزء السابع عشر
-17-

بقلبها..شيء تخفيه
**************

كان والد أمل يقود سيارته على طريق الساحلي، لازالت تفصله ساعتين عن المدينة، ظن أن زوجته قد غلبها النعاس ونامت لكنه حين التفتت إليها وجدها تتمعن المناظر الرائعة التي يمرون بها، وبعيونها بريق يعرفه، لكنه لم يره بعينها منذ سنوات، ابتسم وقال بهدوء:
- أم أمل ..إلى أين سرحت بك أفكارك..

نظرت له وردت بذهن شارد: ماذا قلت؟

ضحك والد أمل قائلا: أنت لست معي أبدا..ما بك؟

ابتسمت أم أمل وعادت تتأمل الساحل، كم هو جميل البحر، اعتادت وهي صغيرة بناء قصور على رماله الذهبية، لتأتي الأمواج فيما بعد وتهدمها في ثواني، البحر جميل..وغادر..كالحياة..كانت قد بنت قصورا من أحلام بريئة..تشاطرها فيها أية فتاة في مقتبل العمر ..أحلام متواضعة هدمتها الحياة بغمضة عين..

شهد البحر على أجمل ذكريات حياتها.. وعلى أكثرها إيلاما أيضا، لازال بإمكانها أن ترى نفسها وهي تتمشى على شاطئه، ويدها تشتبك بيد زوجها، خطيبها بتلك الأيام،الأمواج الهادئة تداعب قدميهما بخجل ثم تنحسر، عيونهما يملأها الحب ..و روح الشباب بداخل كليهما تجعلهما يظنان أنهما قد ملكا العالم بأسره..

لازال بإمكانها أيضا أن تتذكر كيف انقلبت مدينتها الساحلية الصغيرة..من جنة عشقت العيش فيها..إلى جحيم أذاقها كل ألوان العذاب و المهانة و الذل..جحيم هربت منه في آخر المطاف..لكن بعد أن ترك بروحها وبحياتها بصمة عذاب لا يمحوها الزمن..

التفتت أم أمل لزوجها قائلة أخيرا: ألم تندم يا أب أمل يوما على ما فعلته من أجلي؟

نظر إليها والد أمل بدهشة ثم قال: أتسألينني بعد كل هذه السنوات..إن كنت قد ندمت؟

تنهدت أم أمل و أطرقت برأسها فأكمل زوجها : أترين..لهذا لم أوافقك على العودة..من الصعب أن تستعيدي هذه الذكريات المؤلمة..لا أدري ما الذي حدث لي لأنفذ طلبك هذا..

قالت أم أمل بشرود: ومن قال أني استطعت أن أنسى تلك الذكريات..لقد سكنتني للأبد..كل ما في الأمر..أني أشعر بشعور غريب كلما اقتربنا من المدينة..كيف لمكان بهذا الجمال..أن يكون المكان الذي شهد كابوس حياتي..

وصمتت قليلا قبل أن تستطرد: كم عشقت مدينتي الصغيرة..وكم كرهتها !
وعادت تلتفت لوالد أمل مكررة سؤالها: لم تجبني..هل ندمت يوما لأنك تخليت عن كل شيء من أجلي..

ظل والد أمل ينظر بثبات للطريق أمامه مجيبا: فعلت ما فعلت لأني أحبك..هذا هو الحب يا أم أمل..ليس مجرد كلمات رقيقة تقال في لحظة هناء وصفاء..الحب الصادق هو الذي يعاند الظروف و يصمد رغما عنها..بل ويزيد قوة كلما واجهته الصعاب..

ثم نظر إليها مبتسما و أكمل: وإن عادت الأيام للوراء مرة ثانية..لفعلت ما فعلت دون تردد..

ظلت أم أمل تتمعن ملامح وجهه قبل أن تقول : قد ورثت عنك أمل قلبك الطيب..وعواطفك السامية هذه..وإن كانت لا تظهر هذا كثيرا..

هز والد أمل كتفيه قائلا: ربما لم يحن الوقت بعد لتظهرها..

ابتعدت نظرات أم أمل للبعيد وقالت بعد برهة صمت: أحمد الله لأنه رزقني بأمل..كان اقتراحك بمحله..أن نسميها أمل..فهي فعلا من أعادت الأمل بحياتي..حين ولدت قررت أن لا تعرف الحزن يوما..كما عرفته أنا..

وعادت تنظر لزوجها وهي تستطرد: لو عادت الأيام للوراء يا أب أمل..لما تركتك تسافر..يوم تركتني وحيدة كان اليوم الذي بدأ فيه كابوسي..

عقد والد أمل حاجبيه قائلا : لا زلت ليومنا هذا أحس بالذنب..لو لم أسافر لما حدث لك كل ما حدث..

أم أمل بقلق: لكننا تركنا أمل لوحدها..ربما أنا مخطأة..لم يكن علينا السفر وتركها وحيدة..

قال والد أمل بثقة: أمل ستكون بخير..فهي ليست وحيدة..والدي سلمى سيعتنيان بها..

أغمضت أم أمل عينيها وهي تقول: ما يطمئنني قليلا هو أنها معه..

والد أمل: أكيد..مادام سامي معها فلا يجب عليك أن تخشي من أي شيء..سامي رجل بمعنى الكلمة..ويمكن الاعتماد عليه.
*************************


- سامي أنت تغش !
قالتها سلمى ورمت بحنق بطاقات اللعب التي بيدها...

ضحك سامي قائلا: أنا أغش !

قامت سلمى واقفة وقالت بغضب: أجل..لا يمكن أن تفور هكذا كل مرة..أنت تغش..لكني فقط لا أفهم للآن كيف..

ضحكت أمل هذه المرة ووضعت بطاقاتها هي الأخرى على الطاولة ثم قالت: سلمى..ربما يفوز كل مرة لأنه يجيد اللعب..لا تسيئي الظن به..

أشار سامي لأمل وقال : أنظري..أمل عاقلة..ليست لديها نوايا سيئة مثلك..

رفعت سلمى أحد حجابيها بطريقة مضحكة وقالت: ماذا تقصد بأمل عاقلة.. و هل أنا مجنونة؟

حرك سامي رأسه ايجابيا وهو يضحك فاستدارت سلمى و قبل أن تخرج من الغرفة قالت: إذن سأتركك مع العاقلة..

ونظرت لأمل وهي تضيف: ظلي معه يا خائنة..سيظل يسخر منك ويفوز عليك كل مرة..

خرجت سلمى وأغلقت الباب ورائها، فاستسلم كل من سامي و أمل للضحك..ثم أعاد سامي جمع البطاقات وهو يقول: ها..هل نكمل اللعب؟

حركت أمل رأسها نفيا قائلة: لا..أشعرتني هذه اللعبة بالملل..

قال سامي بهدوء: هل مللك سببه اللعبة..أم سببه تواجدك معي؟

ردت أمل باستغراب: أنا أمل من التواجد معك يا سامي.. بالعكس أنا..
لكنها لم تكمل الجملة..

فتوقفت يد سامي عن جمع البطاقات وقال هو ينظر مباشرة لعيون أمل: أنتي ماذا..أكملي..

أربكت هذه النظرات أمل فردت بتوتر: أحب التواجد معك طبعا..

عاد سامي يرتب البطاقات لكن عيونه ظلت متعلقة بأمل وكأنه يبحث عن شيء بداخلها يؤكد له ما قالته..

زاد توتر أمل بنظراته الثاقبة هذه وأخذت تتمعن الغرفة..إلى أو وقعت عيونها على الباب..

قالت بدهشة: لم أغلقت سلمى الباب..

قامت من مكانها وفتحته.. ثم عادت لمكانها ..وجدت نظرات سامي لزالت تتمعنها فقالت هذه المرة: وكأنك تراني لأول مرة..ما بك تنظر إلي هكذا؟

أشار سامي للباب وهو يقول بهدوء: لم فتحته؟

نظرت أمل للباب هي الأخرى قائلة: كيف لم فتحته.. هل كان يجب أن يظل مغلقا؟

هز سامي كتفيه بلامبالاة قائلا: لا لم أقل هذا..لكنك انزعجت لأنه كان مغلقا..فلم؟

ظلت أمل تتمتم بأشياء غير مفهومة فقاطعها سامي قائلا: هل تتضايقين إن كنت معي بمكان مغلق؟

رفعت أمل حاجبيها بدهشة قائلة: لم سأتضايق..

عاد سامي يهز كتفيه قائلا: لا أدري اسألي نفسك..

ردت أمل بتلعثم: أنت..أنت تعلق أهمية على شيء تافه..كل ما في الأمر أنه لا يجوز أن يظل مغلقا..

ابتسم سامي و كأنه وصل لما يرمي إليه من أسئلته وقال: أها..إذن لا يجوز أن يظل مغلقا..أعلم أنك تظنين الموضوع تافها..لكن جاريني فقط و أجيبي..ولم من غير الجائز أن يظل مغلقا؟

ردت أمل بثقة هذه المرة: كيف لم..نحن بالغرفة لوحدنا..الباب يجب أن يظل مفتوحا..

اتسعت ابتسامة سامي أكثر وقال: لكنك تقولين أنك تعتبرينني كأخ..وهذا ما لا يتناسب مع الانزعاج الذي بدا عليك حين لمحت أن الباب مغلق..

نظرت أمل لسامي مندهشة من كلامه وقالت : ماذا تقصد؟

رد سامي بهدوء: أقصد أن هناك جزءا بداخلك لا يؤمن بكوني أخاك كما ترددين دائما..

وصمت قليلا قبل أن يضيف: وأعترف أني لم ألحظ هذا الجزء من قبل..وأنك أجدت إخفاءه..لكن حركتك الصغيرة تلك كشفته..لسوء حظك..

وابتسم بثقة قبل أن يضيف: وحسن حظي..

قامت أمل من مكانها ونظرات سامي لا تفارقها مما زادها ارتباكا وهي تقول: كما قلت..أنت تعلق أهمية كبيرة على شيء لا يستحق..

ثم خرجت من الغرفة مسرعة وهي غاضبة أشد الغضب من سلمى..تلك الغبية لم أغلقت الباب..هي السبب..حين تجدها ستجعلها تدفع الثمن.

***********************
مضى على سلمى بعض الوقت وهي تساعد والدتها في المطبخ، ومن حين لآخر تنظر للدرج لتتأكد أن أمل لم تنزل بعد،
تمتمت لنفسها : يبدو أنهما مستمتعان معا..

سمعتها والدتها تتمتم فقالت: هل قلت شيئا؟

حركت سلمى رأسها نفيها وابتسامة مرحة على شفتيها، لن تسافر حتى تجعل أمل تفيق من الغيبوبة التي تعيشها، وتنتبه للفرصة التي ستضيعها من يدها..
سلمى مؤمنة أن سامي و أمل خلقا ليكونا معا..

لا تدري سبب رفض والدي أمل من ارتباط سامي بها، لكنها متأكدة أن كل شيء بيد أمل..والديها لن يقفا أبدا بوجه سعادتها..
همت سلمى أن تخرج من المطبخ، فإذا بها تحس بالأرض تلتف حول قدميها فاتكأت على كرسي بيدها ووضعت يدها الأخرى على فمها لأنها شعرت بالغثيان..

هبت والدتها إليها وساعدتها على الوقوف وهي تنظر إليها بجزع قائلة: سلمى ما بك؟

زمت سلمى شفتيها وحرك رأسها دون أن ترد ثم أخذت تشير للحمام، ساعدتها والدتها على الذهاب، وبعد دقيقتين خرجت سلمى بوجه مصفر ونظرت لوالدتها قبل أن تقول: لا تقلقي أنا بخير..شعرت فقط بدوار بسيط..

أخذت أم سامي تتمعن وجه ابنتها و انشرحت أساريرها فجأة وهي تقول: سلمى..هل أنت..

نظرت سلمى لوالدتها بحرج لكن نظرة سعادة بعينها أكدت لوالدتها شكوكها فقالت بفرح: منذ متى..ولم لم تقولي شيئا..

ابتسمت سلمى قائلة: اكتشفت الأمر منذ يومين..كنت أريد أن يكون أحمد هو أول من يعلم بالموضوع..لذا لم أود أن أخبر أحدا حتى أسافر و أخبره..لكن كما يبدو لم أفكر في أني لن أستطيع خداعك طويلا..

وكزتها والدتها على ذراعها بخفة ثم أمسكت بها ولفتها بذراعيها وهي تقول بسعادة غامرة: ألف مبروك يا ابنتي ألف مبروك..

في هذه اللحظة كانت أمل تنزل الدرج وتوقفت حين سمعت كلمة مبروك قائلة: ماذا هناك؟

التفتت أم سامي لأمل قائلة : سلمى حامل يا أمل..ابنتي حامل...

ظلت أمل في مكانها بلا حراك للحظة، وهي تنظر لسلمى ووالدتها، ثم قالت بصوت مرتفع: سامي..سامي تعال !

وأسرعت تنزل الدرج لتعانق سلمى وهي لا تكاد تصدق أن صديقتها سترزق بطفل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:31 pm

شعر عادل بالشفقة على حال مروى، فقد كانت تذرف دموعها أمامه وهي ترجوه أن يتحدث لخالد، ويطلب منه الابتعاد عن أمل، لم يشعر من قبل بالشفقة عليها، لأنه كان يعتقد أنها هي من تتسبب بإهانة نفسها بملاحقتها الدائمة لخالد، لكن منظرها هذا وهي ضعيفة وتطلب المساعدة جعله رغما عنه يتعاطف معها..

اخرج من جيبه منديلا قدمه لها كي تمسح دموعها و هو يقول: وهل تظنين أني إن حدثته سينصت إلي..أنت تعفرين خالد جيدا..لا ينصت لأحد..

مسحت مروى دموعها وحاولت الهدوء وهي تقول: لكنك صديقه..أقرب أصدقائه إليه..

ونظرت له بنظرات مكسورة وهي تكمل: ثم يا عادل أنت تجد دائما الحلول لأي مشلكة كانت..أقنعه أن أمل لا تصلح له..لن تعوزك الطريقة لتقنعه..

حرك عادل رأسه دون أن يتكلم فأردفت مروى: اسمع..خالد ينظر لأمل على أنها فتاة خلوق ومحترمة..إن تكسرت صورتها هذه بعينيه..سينساها و للأبد..

رفع عادل حاجبيها قائلا بدهشة: ما الذي تريدين فعله؟

ابتسمت مروى أخيرا وهي تقول: كما قلت سأكسر صورتها هذه..لكني لن أستطيع فعل هذا إن لم تساعدني..

عقد عادل حاجبيه بغضب وهو يقول: أنت مجنونة..لقد فقدت صوابك يا مروى..

علا صوت مروى وهي تقول : أجل..فقدت صوابي..منذ اقتحمت تلك المشؤومة حياتنا فقدت صوابي..خالد لي..لي أنا فقط..

نظر عادل للمتواجدين حوله بالمطعم، لأن بعضهم التفتت بسبب صوت مروى المرتفع..ثم قال وهو يحاول كبت غضبه: وما ذنبها هي؟

ردت مروى بلهجة كلها حقد وغل: تقول ما ذنبها..قل ما ذنبي أنا..

ظل عادل صامت وهو ينظر لمروى، لا يصدق أن حبها لخالد قد يجعلها تؤذي شخصا لم يقترف بحقها أي خطأ..عليه أن يخبر خالد بهذا الكلام..يجب أن تكون أمل على حذر..

قال بهدوء: اعلمي يا مروى أني أتعاطف معك و أتمنى مساعدتك..لكني لن أستطيع أن أشاركك بمخطط شرير كهذا..لا أدري كيف سولت لك نفسك التفكير بأذية تلك الفتاة..

اتسعت عيون مروى وقالت بغضب: أنت أيضا..سحرتك تلك الفتاة يا عادل..سحرتكم جميعا..حتى وفاء رفضت أن تساعدني..خدعتكم جميعا بمظهرها البريء..

أخذت الدموع تنهمر من عينيها ثانية وهي تستطرد: حتى إن لم تساعدني يا عادل..سأجعلها تبتعد عنه..تعلمون أني قادرة..

عادل: كيف ستجعلينها تبتعد عنه؟

رفعت مروى عينيها المحمرتين وهي تقول بحدة: سأكشف لها حقيقته..سأخبرها بكل شيء عادل..

قال عادل بتوتر: لكن تعلمين أن خالد يهتم لأمر أمل الآن..وأنه صادق في مشاعره نحوها..

زادت كلمات مروى حدة وهي تقول: لا يهم إن كان صادقا..حين تعلم أمل الحقيقة..لن يهمها هذا..

ووضعت وجهها بين كفيها وهي تجهش بالبكاء وتقول: سأعيده إلي..سأعيده !

**************************
- ما رأيكم بالمكان؟

أجالت كل من أمل و سلمى النظر حولهما، كانا بمطعم رائع مشيد على هضبة تعلو شاطئ البحر، كان المنظر خلابا، فالمنطقة المحيطة بالمطعم كلها أراضي خضراء تنتشر فيها ورود ذات ألوان زاهية تدعو للبهجة..
أدخلت أمل الهواء النقي لرئتيها وقالت وهي مغمضة العينين: يا الهي..مكان رائع..

ابتسم سامي قائلا: سلمى طلبت مكانا رومانسيا بإمكانها أن تشاهد فيه غروب الشمس..وهذا من أكثر المطاعم الرومانسية بالمدينة..بالإضافة إلى أن المنظر يزداد جمالا بغروب الشمس..ستريان بنفسيكما..

بادلته سلمى الابتسامة وهي تقول: أنت تعشق غروب الشمس..
ونظرت لأمل وهي تكمل : و أمل كذلك..أليس كذلك يا أمل؟

هزت أمل رأسها موافقة و الابتسامة لا تفارق شفتيها..ثم التفتت لسامي قائلة: شكرا سامي على إحضارنا إلى هنا..

سامي: كان لا بد لنا أن نحتفل بهذه المناسبة..أختي تنتظر مولادا..

همت سلمى أن تقول شيئا لكنها أخرجت هاتفها من جيبها و قرأت شيئا عليه ثم قامت واقفة وهي تقول: علي الذهاب..

تطلعت إليها أمل باستغراب و قال سامي: إلى أين لم نكد نصل !

قالت سلمى محدثة أمل: ساره تطلبني..تقول أنه أمر ضروري..سأذهب عندها للمنزل..

قام سامي واقفا هو الآخر وقال: حسنا إذا..مادام أمرا ضروريا لنعد..

كانت أمل ستقف هي الأخرى إلا أن سلمى أشارت إليها أن تعود للجلوس..وقالت لسامي: لا داعي لذهابكم معي..استمتعوا بالمكان..أما أنا فعلي الانصراف

سامي: لكن..

قاطعته سلمى: لا عليك يا سامي..
ثم التفت لأمل و استطردت بابتسامة: استمتعي بوقتك يا أمل

واستدارت مبتعدة بسرعة..

عاد سامي للجلوس وظل ينظر لأخته إلى أن اختفت تماما..ثم تطلع لأمل قائلا: هل أعجبك المكان فعلا؟

أجالت أمل نظرها في المكان للمرة الألف منذ وصولها ثم ركزت عينيها على البحر أمامها وقالت: أعجبني فقط..إنه مدهش..

التفت سامي هو الآخر للبحر ثم تنحنح قبل أن يقول: أمل..أريد سؤالك عن شيء..

قالت أمل دون أن تنظر إليه : اسأل يا سامي..

سامي: ابن عم صديقتك ليلى..هل تعرفينه..أقصد هل أنت على معرفة جيدة به..

نظرت أمل باستغراب لسامي قائلة: تقصد خالد..
ظل سامي يتطلع إليها دون أن يتكلم فأكملت: أنا لا أعرفه منذ مدة طويلة..لكن أجل..بإمكاني القول أني على معرفة جيدة به..

قطب سامي حاجبيه قائلا: تريدين الصراحة..لم أرتح لصديقتك ليلى..ولا لإبن عمها..

ظلت أمل تنظر إليه باستغراب للحظة ثم قالت بهدوء: بإمكاني أن أفهم أنك لم ترتح ليلى..لكن كيف تقول أنك لم ترتح لخالد و أنت لم تره من قبل؟

أجابها سامي: لا يهم إن كنت رأيته أم لا..إن كنت تثقين بي فخذي برأيي و ابتعدي عنهما..

قالت أمل بدهشة: أبتعد عنهما !

ثم أردفت بضيق: سامي..لا تملك الحق في أن تملي علي ما يجب أن أفعله..هؤلاء أصدقائي..وعلاقتي بهم تهمني أنا وحدي..ليس لديك الحق بالتدخل فيها..

لوح سامي بيده وهو يقول: حسنا..حسنا..هذا ليس بالوقت الملائم لمثل هذا الحديث..لنستمتع بجمال المكان الذي نتواجد فيه فقط..ستغرب الشمس بعد دقائق..

هزت أمل كتفيها وعادت تتأمل مشهد البحر وهي تفكر في كلام سامي..ما دخله بعلاقتها مع ليلى وخالد ..ومن أين يعرف خالد أساسا..

- أمل..
التفتت أمل لسامي الذي كان يتطلع إليها والابتسامة على شفتيه ثم قالت: ماذا؟

قال سامي ببطء: أتدرين..أنا لم أرى في حياتي فتاة... ببراءة وجمال ملامحك..

أحنت أمل رأسها بتوتر حتى اختفى وجهها بين خصلات شعرها الطويل فقال سامي ضاحكا: لم أقل هذا كي تخفي وجهك..

رفعت أمل رأسها و أبعدت خصلات شعرها عن وجهها قائلة بابتسامة مرتبكة: شكرا على المجاملة سامي..

نظر إليها سامي بعنين يحملان كل معاني الحب الذي يخفيه بداخله تجاهها..يبدو أن لسانه لم يعد يسعفه كي يصمت..لكنه شعر بارتباك أمل..فأبعد نظراته عنها قائلا: هناك أشياء كثيرة نتشابه فيها..

تطلعت إليه أمل بنظرات متسائلة فأكمل: أننا نخفي أشياء بداخلنا..أنا أخفي عنك أشياء..و لا أدري لم إحساسي يخبرني أنك أيضا تخفين عني أشياء..

قالت أمل : أية أشياء هذه التي أخفيها..أنا لا أخفي شيئا..

سامي : ربما..قد قلت أنه مجرد إحساس..لكن هناك شيء آخر تشبهينني فيه..

وابتسم قبل أن يكمل: تحبين غروب الشمس..

كانت الشمس قد بدأت بالغروب، والسماء باشرت بتغيير ثوبها الأزرق الصافي..
انشغل سامي و أمل بمراقبة الغروب..كليهما يعشقان هذه اللحظة..
وكليهما كانا يسترقان النظر لبعضهما البعض.. من حين لآخر..



***************************


كان خالد مستلقيا بجانب حوض السباحة بمنزله، يستمتع بأشعة الشمس الدافئة، ويفكر..لم يرى أمل منذ مدة..مازالت أيام تفصله عن نهاية الإجازة..لا يستطيع أن ينتظر إلى أن يراها بالجامعة..كما أن أمل تعد تحضر للمكتبة..ربما لا تريد أن تراه..

اعتدل خالد جالسا..صحيح..هي تعلم انه دائم التواجد هناك..لو أرادت رؤيته لفعلت..ربما تكون مشغولة بشيء ما..

زفر خالد وهو يتذكر ما أخبرته به ليلى..قالت أن والدي أمل مسافران..وأمل ستظل برفقة جيرانهم إلى أن يعودوا..ستظل بمنزل ذلك الشاب الذي تعرض لحادث..سامي..

وهذا الأمر يزعجه.. أمل غابت عن الجامعة و أهملت أشياء مهمة بدراستها فقط لتظل بجانبه وهو بالمستشفى..حين يتذكر خالد هذا تغلي الدماء في عروقه..

ابتسم خالد بسخرية على نفسه و تمتم: ما الذي حدث يا خالد..أخيرا جاءت من تقلب حالك..وتجعلك مهتما بها لهذه الدرجة..

قام خالد وأخذ يمشي على حافة المسبح..
مهتم؟ حرك خالد رأسه والابتسامة على شفتيه..

لا ليس مهتما..هو معجب بهذه الفتاة..منذ رآها أول مرة..إعجابه هذا زاد حين عرفها عن قرب..لم يقابل مثلها من قبل..فلم تستطع أي فتاة من قبل أن تجعله يفكر فيها بهذه الطريقة..تكسب إعجابه..واحترامه لشخصها أيضا..

هو يود الآن أن يراها ليخبرها بكل هذا..أجل سيخبرها..لا يجب عليه أن يتماطل فربما تضيع أمل من بين يديه..تواجدها قريبة من ذلك المدعو سامي يثير قلقه..

صحيح أنه يعلم بأن أمل تبادله الإعجاب أيضا..ابتسم خالد وهو يتذكر محاولاتها للهروب من نظراته..لكن الثواني القصيرة التي التقت فيها نظراتهما كانت تؤكد له أن ما بداخلهما هو شيء واحد..
وليلى أكدت له أن سامي ترعرع مع أمل..وهذا ما يفسر اهتمامها به..هي تعتبره كأخ..

مرر خالد يده على شعره الأسود الفاحم بهدوء ..كل هذا يظل مجرد كلام وتخمينات لا يستطيع الوثوق بها..لن يستطيع التأكد من مشاعر أمل نحوه ونحو جارها سامي..إلى أن يصارحها بمشاعره..وسيفعل هذا فور أن يجد الفرصة الملائمة..لكن متى سيجد هذه الفرصة..

الحفلة !

رسمت ابتسامة جانبية على شفتي خالد وهو يتذكر..أجل الحفلة..سيطلب من ليلى أن تدعوها..

استدار خالد ليعود أدراجه لداخل المنزل فرأى أم ليلى التي تقترب نحوه وهي تقول:كنت أبحث عنك يا خالد..

خالد : أنا تحت أمرك يا خالتي..لم كنت تبحثين عني؟

أمسكت أم ليلى بيده وهي تقول: تعالى لنجلس فحديثي مهم..

جلس الاثنان على مقعدين بالحديقة وقالت أم ليلى : والدك وعمك يخططان لحفلة كبيرة بعد يومين..كل أقاربنا و معارفنا مدعوون..

هز خالد رأسه قائلا: أجل خالتي..أعلم..

شبكت والدة ليلى يديها أمام وجهها قائلة: لم لا نستغل المناسبة إذا..

وصمتت لثانية قبل أن تضيف: ونعلن خطوبتكما أنت وليلى على الملأ؟

صدم خالد لاقتراح أم ليلى وظل ينظر إليها بصمت فقالت بقلق: ما بك..أليست فكرة جيدة؟

خالد: ماذا..هل اتفقت مع والدي وهما من طلبا منك الحديث إلي؟

ردت أم ليلى: لا لم أتفق معهما على شيء..لكن والديك موافقين ولن يمانعا أن نستغل الفرصة ونعلن خطوبتكما..هما يقولان أن ما يهم هي موافقتك أنت..

قال خالد ببرود: وموافقة ليلى..

قالت أم ليلى بسرعة: وليلى موافقة !

ابتسم خالد قائلا: لا أظن ذلك يا خالتي..لكن مهما كان موقفها..فما تقولينه مستحيل الحدوث..

عقدت أم ليلى حاجبيها وتجهمت ملامحها فأكمل خالد: أنا لن أتزوج من ليلى يا خالتي..

وأمسك بذقنه وهو يقول وقد ابتعدت نظراته بعيدا: و إن كنت أشكرك على فكرة إعلان الخطوبة هذه..

وأردف بعد لحظة صمت : ربما يا خالتي ستكون هناك فعلا حفلة خطوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:32 pm

الجزء الثامن عشر
-18-
غيرة..
***********


طرقت سلمى الباب و فتحته حين سمعت صوت أمل تدعوها للدخول، ثم عقدت يديها على صدرها قائلة: نحن نبحث عنك و أنت هنا..
واقتربت من أمل وهي تكمل: ماذا تفعلين؟

كانت أمل تفرغ محتويات صندوق خشبي صغير على سريرها.. ردت دون أن تلتفت لسلمى: لا شيء..فقط أردت أن أظل بغرفتي قليلا..

جلست سلمى على حافة السرير و أمعنت النظر في الأشياء الموجودة فوقه ثم نظرت لأمل وقالت: أمل..هل تواجدك معنا بالمنزل أزعجك أم ماذا؟

أخيرا رفعت أمل عينيها ونظرت لسلمى قائلة : أنزعج من تواجدي معكم.. ماذا تقولين..تعلمين أنكم كعائلتي..

سلمى : لماذا جئت لمنزلك اذا..ودخلت غرفتك و أغلقت على نفسك الباب..

ثم رفعت حاجبا وهي تضيف : من المؤكد أنه سامي..هل قام بشيء أزعجك؟

حركت أمل رأسها نفيا و قالت بابتسامة: أبدا..بالعكس.. كان في منتهى اللطف معي أمس بالمطعم..

واتسعت ابتسامتها وهي تكمل: لكن أعترف أني أجده غريبا هذه الأيام..فطبعا لم أعتد على لطفه الزائد هذا..بالاضافة الى أشياء كثيرة يقولها أحيانا..لا أستطيع فهم ما يقصده من ورائها..

بادلتها سلمى الابتسامة وقالت: سأصارحك بشيء..أنا أعتقد أنك أنت الوحيدة التي تتصرف بغرابة !

أجابت أمل باستغراب: أنا غريبة..كيف؟

هزت سلمى كتفيها وهي تقول: حسنا..حين كان سامي يحاول استفزازك كلما يراك..ويصر على ازعاجك دائما..لم يعجبك الوضع..وهذا طبعا ما أفهمه..لكن بعد أن تغيرت تصرفاته معك..ظننتك ستفرحين..لكن فوجئت بأن الوضع لم يعجبك أيضا..لا أفهمك يا أمل..ماذا تريدين بالضبط؟

ظلت أمل تنظر لسلمى بصمت..ربما لأنها وجدتها محقة فيما تقول..ثم عادت تقلب محتويات صندوقها الصغير و كأنها تبحث عن شيء قبل أن تقول: أريد أن أفهمه..سابقا.. حتى حين كنا في خصام دائم..كنت أفهم سامي..ككتاب مفتوح..أو هذا ما كنت اظنه..أما الآن..

وقطعت جملتها وهي تلتقط خاتما صغيرا وترفعه أمام وجهها ثم تقدمه لسلمى قائلة بابتسامة: انظري لهذا..

أمسكت سلمى الخاتم ثم قالت : انه خاتم صغير..

حركت أمل رأسها قائلة : أتذكرين من أهداه لي..منذ سنوات..

رفعت سلمى عينيها لسقف الغرفة وهي تحاول أن تتذكر ثم قالت مستسلمة: لا أدري..رأيت هذا الخاتم من قبل..لكني لا أذكر أين..

أخذته أمل من سلمى و ظلت تنظر اليه وعلى وجهها ابتسامة عريضة..ثم قالت: سامي أهداه لي..

ضربت سلمى جبينها قائلة: صحيح..

وضحكت وهي تكمل: تذكرت الآن..كان اشتراه و أهداه اليك..وحين سألته أمي لم فعل ذلك..قال لها أنه خاتم خطوبة..وأنه سيتزوجك حين يكبر..

ضحكت أمل..وأعادت الأشياء التي كانت بالصندوق لداخله..وهمت أن تعيد الخاتم أيضا..لكنها توقفت ووضعته على المنضدة بجانب سريرها..ثم قالت: لا أدري لم قبلته منه..مع أننا كنا متخاصمين طول الوقت..ربما قبلته خوفا من انتقامه مني ان لم أفعل..

عادت سلمى تضحك..ثم قالت : لكنك لم تخبريني لم جئت لمنزلك..هل اشتقت له؟

أجالت أمل نظرها بأرجاء الغرفة و قالت بهدوء:أجل يا سلمى..واشتقت لوالدي..

ثم أردفت بابتسامة: أردت فقط ان أقضي بعض الوقت هنا..

قامت سلمى واقفة وهي تقول: ان كنت تريدين أن تظلي وحدك فسأتركك..

أمسكت أمل ذراع سلمى وجعلتها تعود للجلوس قائلة: لا..في الحقيقة من الجيد أنك جئت..فأنا أريد أن أسألك عن شيء..

واعتدلت في جلستها قبل أن تردف: سامي..طلب مني أن أبتعد عن ليلى وخالد..يقول أنه لم يرتح لهما..

لم تكد أمل تنهي جملتها حتى قالت سلمى بسرعة: وأنا لم أرتح لهذين الشخصين كذلك..

رفعت أمل حاجبيها بدهشة قائلة: ولم؟

سلمى وهي تلوح بيدها: ليلى لا تصلح لأن تكون صديقتك..شخصيتها مختلفة تماما عن شخصيتك..لا أدري كيف تتفاهمين معها..

قالت أمل بهدوء: وشخصيتي مختلفة عن شخصيتك ولكننا صديقتين..هذا ليس سببا مقنعا..

سلمى: حسنا..يكفيني القول أنني لم أرتح لها..ولم تعجبني..وسامي مثلي..

قالت أمل بلامبالاة: مادامت صديقتي أنا فلا يهم أن تعجبكما..المهم أن تعجبني أنا..
واستطردت: وخالد..ما به هو الآخر..من أين تعرفونه حتى تحكموا عليه..

أجابتها سلمى: صحيح..لا نعرفه..لن أستطيع أن أشرح لك..هو فقط شعور بعدم الاطمئنان لهما..

ابتسمت أمل قائلة: لن أقطع علاقاتي مع من حولي بسبب شعورك أنت و سامي بعدم الاطمئنان..

هزت سلمى كتفيها باستسلام..فأردفت أمل: هناك شيء آخر أريد أن آخذ رأيك فيه..

سلمى: قولي..

قامت أمل من السرير واتجهت نحو مقعد بالغرفة ، ظلت واقفة بجانبه قليلا ثم جلست وبدا عليها التفكير العميق قبل ان تقول: اعتبري أنك على معرفة بشخصين..وهذين الشخصين واقعين في حب بعضهما..

ظهر الاهتمام على ملامح سلمى وهي تقول: أكملي..

شبكت أمل يديها وقالت ببطء : لنقل أنك متأكدة تماما أن مشاعر الحب متبادلة بينهما..لكنهما يرفضان الاعتراف بهذا..ويتعملان مع بعضهما البعض غالبا بما ينافي ما يحسان به..

أشارت سلمى لأمل بيدها كي تتوقف عن الحديث وقالت: انتظري انتظري..أفهميني أولا..هل هذه حالة تخصك أنت..أقصد هل أنت أحد هذين الشخصين..

ضحكت أمل قائلة: لا طبعا..لم ظننت هذا؟

زفرت سلمى وأحنت رأسها..للحظة ظنت أن أمل تتحدث عنها و عن سامي..ليتها كانت تتحدث عنها و عن سامي !

ثم عادت ترفع رأسها ونظرت لأمل قائلة: لا تهتمي بسؤالي..أكملي..

نظرت اليها أمل بشك..ثم مررت أناملها على شعرها وهي تقول: حسنا..لنفترض أنك على معرفة بهذين الشخصين..هل ستقومين بشيء لتجعليهما يعترفان بمشاعرهما الحقيقية..خصوصا و أنك ترين أنهما يعذبان بعضهما بدون سبب..

ردت سلمى بثقة: بالطبع..إن كنت متأكدة تماما من مشاعرهما فسأتدخل..وأحاول الجمع بينهما..

وضعت أمل يدها على ذقنها وهي تفكر فسألتها سلمى: ماذا..هل تعرفين شخصين يمران بهذه الحالة..وتردين مساعدتهما؟

أجابتها أمل : أجل..

ثم ابتسمت وهي تضيف: هما عنيدين جدا..على شخص ما أن يواجههما بالحقيقة التي يحاولان التهرب منها..ومن الواضح أني سأكون هذا الشخص !

****************

ضربت ليلى الأرض بقدمها كالطفلة وقالت بقهر: لم دائما تعكر صفو سعادتي بمثل هذه المناسبات التي أحبها..بدعوة عادل إليها !

ضحك خالد وضرب كفا بكف قائلا: لا حول ولا قوة الا بالله..ما بك..وكأن عادل هو عدوك اللدود..

قالت ليلى بحدة: أجل..عدوي..

ثم تبدلت نبرة صوتها و أمسكت بذراع خالد قائلة برجاء: أرجوك خالد..هذه المرة فقط..لا أريد أن يحضر عادل..

قال خالد ضاحكا: ولم..

أبعدت ليلى يدها عن خالد وقالت بغضب: قد اخبرتك..سيفسد علي استمتاعي و سعادتي بهذه الحفلة..

خطا خالد بضعة خطوات مبتعدا عن ليلى الى أن وصل لحافة المسبح.. فاستدار نحوها وقال بهدوءه المعتاد: آسف يا ليلى..هو صديقي..سيكون عليك احتمال وجوده..

وابتسم مردفا: وان كنت أشك أنك لا تريدينه أن يكون موجودا..هذا مجرد كلام لا تعنينه..

قالت ليلى وهي تضغط على أسنانها : مجرد كلام لا أعنيه؟

ثم أضافت : حسنا..بما أنك لم توافق على طلبي..فأنا أيضا لن انفذ طلبك..ولن أدعو أمل للحفل..

ظلت ملامح خالد بهدوئها..وهو ينظر لليلى دون أن يتكلم..مما جعلها تقول بحنق: وكأنك لا تصدق أني قد أرفض طلبك..
ابتسم خالد قائلا: متى ستتصلين بها؟

أشاحت ليلى بوجهها وهي تقول: بعد أن أهدأ..

وتمتمت لنفسها بغضب: عادل..مؤكد أنه يريد أن يحضر الحفل فقط ليتعرف على الفتيات..تافه !

وارتخت ملامحها الغاضبة أخيرا حين تذكرت شخصا يجب عليها أن تدعوه..ثم قالت لخالد بصوت ناعم: خالد..هناك شخص أريد أن أدعوه..لكن موافقتك على حضوره مهمة..

سألها خالد بهدوء: من؟

ابتسمت ليلى قائلة: سامي..جار أمل..

قال خالد متعجبا: ولم تريدين دعوته؟

هزت ليلى كتفيا ثم قالت : هو شاب لطيف..وحديثه ممتع..

نظر اليها خالد باستغراب ثم قال: لا..أنا أريدها أن تبتعد عنه..وأن تطلبين مني أن أوافقك على دعوتك له..هذا شيء مستحيل..

ضربت ليلى قدمها بالأرض ثانية وقالت غاضبة: أنت لا توافقني على أي شيء أطلبه منك..بينما أنا لم أبخل بأي شيء لأجعلك تقترب من أمل !

لم يكترث خالد بغضب ليلى وقال بهدوء: يكفي أني وافقتك على دعوتك لمروى ووفاء..رغم أني لا أريد أن أرى أيا منهن..

***************
- ما رأيك بهذه الخطة ..أليست فكرة رائعة؟
تطلعت وفاء لمروى، كانت عيونها تبرق..ونبرة صوتها مفعمة بالحماس..لا تدري هل توافقها على مخططها هذا أم لا..هي صديقتها..وتريد مساعدتها..لكن تخشى ان انكشف الأمر..خالد لن يسامحهما أبدا..

أعادت مروى سؤالها قائلة: وفاء..ماذا قلت..ما رأيك؟

بلعت وفاء ريقها و قالت بتوتر: لكن يا مروى..ماذا ان انكشف أمرنا..خالد لن يسامحك أبدا..ولا تدرين ما قد يقدم عليه..تعفرينه حين يغضب..

اكفهر وجه مروى وقالت بحدة: أي شيء قد يفعله لن يكون أسوأ من ما فعل..ليس هناك أسوء من أن يفكر خالد بواحدة غيري..

وضربت صديقتها على كتفها ضربة خفيفة قبل أن تستطرد : ثم يا غبية..لن يكشفنا أحد..ثقي بي و اطمئني..

وضحكت وهي تفكر في ما ستفعله ثم وقالت: أنت من بدأ يا أمل..سأجعلك تندمين على اليوم اللذي عرفت فيه خالد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:33 pm

التف الجميع حول شاشة التلفاز، يشاهدون الأخبار، لكن والد سامي هو الوحيد الذي كان فعلا منتبها لما يقال في النشرة الاخبارية..

سامي كان يراقب أمل..بعينيها نظرات شاردة.. سرحت بعيدا عنهم بأفكارها..يود لو يعرف فيما تفكر..ما الذي يشغل بالها..أو من يشغل بالها !

وسلمى كانت ترد على رسالة بعثها لها زوجها على الهاتف، أحمد لا يكف يبعث رسائل يعبر فيها عن شوقه اليها..وسعادته لأنهما سيرزقان بمولود..هي تتمنى أن تكون بجانب زوجها..لكن لن تستطيع السفر الا بعد أن تساعد سامي على الفوز بقلب أمل..وهذا يحتاج وقتا..
رفعت سلمى عينيها تجاه سامي..فوجدته مركزا انتباهه على أمل..التفتت الى حيث تجلس والدتها..فوجدتها تنظر للاثنين والقلق واضح بعينيها..لا تستطيع فهم والدتها..ما الذي يقلقها لهذه الدرجة..ولم تحس أنها مستسلمة لقرار والدي أمل دون أن تبذل أي مجهود لتغييره..

مسكين سامي.. وُضع في موقف لا يحسد عليه..الفتاة التي يحب بقربه طول الوقت..لكنه يعلم أن الوصول اليها صعب..صعب جدا..

رن هاتف المنزل فانقطع حبل أفكار سلمى..ضغطت على زر الارسال..ثم التفتت الى أمل التي كانت تقول بسعادة على الهاتف: أمي..اشتقت اليك كثيرا..واشتقت لأبي..متى ستعودان؟

علا الحزن ملامح أمل مما جعل الجميع حولها يتبادل نظرات متسائلة..

قالت أمل بصوت حزين: لا أبدا..أنا في أحسن حال..لا تقلقو علي..لكن تعلمين أمي..لم أعتد على بعدكم عني..اشتقت اليكم..

ثم ابتسمت وهي تقول: حسنا..أنا أيضا أريد أن أتحدث اليه..

همست لها سلمى : ما بك..لم تغيرت ملامح وجهك فجأة..

أشارت لها أمل أن تنتظر حتى تنهي المكالمة ثم قالت : أنا أيضا اشتقت اليك..ألم يكن كافيا ان تسافر وحدك و تدع أمي لي..هل كان عليك ان تجعلني أشتاق لكليكما..

وضحكت قائلة: أبي..لست طفلة..لا داعي لأن توصي أحدا علي..

ثم حركت رأسها وهي تقول: حسنا..حسنا..سأجعله يتحدث اليك..

وأعطت الهاتف لوالد سامي..ثم قامت وجلست بجانب سلمى قائلة : يقولان أن سفرهما سيطول..هناك شيء استجد في الصفقة التي سافر من أجلها أبي..مما سيجعلهما يسافران لمدينة أخرى..

ابتسم سامي الذي سمع كلام أمل وقال: هذا معناه أنك ستظلين معنا لوقت أطول..

حركت أمل رأسها ايجابا..ثم تطلعت لوالد سامي الذي كان يحدث والدها قائلا: لا تقلق عليها..تركتها في أيد أمينة..

ضحكت أمل لأن سامي حرك يديه وقال: تركاك في يدي أنا..لسوء حظك !

ثم عادت تستمع لوالد سامي وهو يقول بصوت منخفض: وهل عثرتم على عنوانهم الجديد ؟

و رفع عينيه فوجد الجميع يستمع لكلامه.. قال وهو يخفض صوته أكثر: لا بأس يا أب أمل..من حقها أن لا ترغب بالعودة حتى تحقق ما سافرت من أجله..اسمع.. اتصل بي على هاتفي..

ثم أعاد الهاتف لمكانه وخرج من الصالة..

قامت زوجته خلفه وتبعته..وظل سامي و أمل و سلمى ينظران للتلفاز..الى أن رن هاتف أمل
قالت وهي تنظر لشاشته : انها ليلى..

تبادل سامي وسلمى النظرات..وحاول سامي أن يركز على نشرة الأخبار الى أنه رغما عنه وجد نفسه يستمع لكلام أمل خصوصا حين سمعها تقول: خالد طلب منك دعوتي !

وظل ينظر اليها بحدة..شعر بالغضب وهو يرى ذلك التورد الذي ظهر على وجهها حين تحدثت عن خالد..أمسك جهاز التحكم و أخذ يقلب المحطات بتوتر..وآذانه تصغي لما تقوله أمل بالحرف..

- غدا..جيد..لكن لا أظن أني أستطيع قضاء الليلة بمنزلك..سأغادر باكرا حتى إن تأخرت الحفلة..الى اللقاء سأتصل بك لاحقا اليوم..

أنهت أمل الاتصال و تطلعت لسلمى قائلة : عم ليلى ووالدها نظما حفلة كبيرة من أجل الغد..وليلى دعتني اليها..

كانت سلمى ستقول شيئا لكن سامي سبقها و قال بحدة: ليلى من دعتك..أم خالد؟ !

نظرت اليه أمل و ضايقتها طريقة حديثه لكنها ردت بهدوء: ليلى أو خالد..الأمر سيان..

رمى سامي بجهاز التحكم الذي كان بيده على مقعد أمامه ثم قام واقفا وظل ينظر لأمل لبرهة قبل أن يقول : فعلا الأمر سيان..لأنك لن تذهبي..
اتسعت عيون أمل بدهشة ثم قالت: ومن تظن نفسك لتقرر إن كنت سأذهب أو لا؟

ثم التفتت لسلمى قائلة: سلمى..أخوك قد جن..

نظرت سلمى لسامي بلوم..فأشاح بوجهه ثم قال وقد هدأ : حفلة كهذه..من المؤكد أنها لن تنتهي الا بعد منتصف الليل..وبالتأكيد لو كانت خالتي وعمي هنا لما وافقاك على الذهاب..

أمل: وكأنك لا تعرفني يا سامي ..والديْ قاما بتعليمي معنى ان أكون قادرة على اتخاذ قراراتي بنفسي و علماني كيف أتصرف بمسؤولية و تعقل..لذا نادرا ما يختلفان معي في قرار اتخذته أو يرفضان أن أقوم بشيء أود أن أقوم به.. ليلى اقترحت أن أقضي الليلة معها بما أن الحفلة ستتأخر..

عقد سامي حاجبيه قائلا بسخرية: أنا أقول لها لن تذهبي لهذه الحفلة..وهي تقول قضاء الليلة مع ليلى..

زاد ضيق أمل من طريقة حديث سامي فأطرقت برأسها لتخفي انزعاجها وقالت وهي تحاول المحافظة على هدوئها: رفضت اقتراحها طبعا..وسأغادر الحفلة باكرا..

اقترب سامي من أمل وقال بحزم: أمل..قلت لك لن تذهبي..

نظرت أمل اليه بدهشة وهي تقول: لست تملك الحق في أن تمنعني يا سامي..

سامي ولهجته تزداد حزما: بلى..أملك الحق..والدتك قبل أن تسافر قالت بالحرف الواحد..سامي..اعتبر أمل مسؤولة منك حتى أعود..

فقدت أمل هدوء أعصابها وقالت بحدة: لم تكن لتفكر أنك ستتصرف معي بهذه الغطرسة..ثم لست طفلة ليكون هناك شخص مسؤول عني..وحتى ان كان من المفروض أن أستشير أحدا قبل الذهاب او أن اطلب الاذن..فلن أستشيرك أنت و لن أطلب الاذن منك..بل من عمي ومن خالتي..

سامي وهو ينظر لأمل بنظرات ثابتة : حتى إن وافق والدي ووالدتي..فلن تذهبي يا أمل..أنا لن أوافق..

صدمت أمل واتسعت عيونها بدهشة..لم يحدثها سامي من قبل هكذا..تطلعت لسلمى وكأنها تطلب منها العون..فقالت هذه الأخيرة: سامي..هذه ليست..

قاطعها سامي قائلا بحدة: سلمى..أرجوك لا تتدخلي..هذا الموضوع لا يخصك..

قامت أمل واقفة وقالت له بغضب: بل هو لا يخصك أنت..سأذهب يا سامي..لست أنتظر موافقتك..

سامي بثقة : لن تذهبي يا أمل..أنا قادر على منعك من الذهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:34 pm

لمح والد أمل مطعما صغيرا على جانب الطريق، فتوقف بسيارته أمامه و قال محدثا زوجته: فلنتناول شيئا و نرتاح قليلا..لا يزال الطريق أمامنا طويلا..

ثم خرج من السيارة، فتبعته والدة أمل ودلفا سويا لداخل المطعم، اختارا طاولة بجوار النافذة المطلة على الطريق..ثم طلبا طعاما وبدآ في تناوله بصمت..وقطع والد أمل هذا الصمت وهو يقول دون أن ينظر الى زوجته: تلك نهايتنا جميعا يا أم أمل..

تطلعت اليه أم أمل بعينين حزينتين وهي تقول: كان علي أن أعود منذ زمن..

والد أمل باستغراب: تعودين..لمن.. لها؟..
وأردف: بالرغم من كل ما فعلته بك؟

أطرقت أم أمل رأسها وقالت : هي تظل أمي..مهما فعلت..
ثم أخذت تتطلع من خلال النافذة للطريق وهي تستطرد: ثم هي كانت تظن انها تساعدني..ظنت أنها كانت تحميني..

والتفتت لزوجها متسائلة: و أنت..ألم تكن تفكر بالعودة لوالديك..ألم تحزن حين جائك خبر وفاتهما..وندمت لأنك لم ترهما لسنوات..

والد أمل بصوت هادئ: طبعا حزنت كثيرا..لكن تعلمين أنهما هما من كانا يرفضان رؤيتي..
وأخرج منديلا من جيبه قدمه لزوجته حين لمح دمعتين انسابتا على وجهها..أخذت أم أمل المنديل ومسحت على عينيها وهي تقول: لم كان عليهم أن يكونوا بتلك القسوة معي..لا شيء من ما حدث كان خطئي..

والد أمل بضيق: كل ما أراك على هذه الحال يزيد ندمي على موافقتي لك بالسفر..

تنهدت أم أمل وهي تقول: أنت تعلم.. من كنت فعلا أحمل بقلبي خوفا كبيرا من رؤيتها هي أمي..رحمها الله..

ثم استطردت وهي تعود لتراقب الطريق من خلال النافذة: أتمنى فقط أن يكون العنوان الذي أعطاه لنا الجيران صحيحا.
***************

نظرت ليلى لذلك الشاب الذي لم يبعد عينيه عنها منذ دخل المنزل ثم تمتمت بابتسامة: كنت أعلم أن هذا الفستان سيناسبني..

و لم تنتبه لعادل الذي كان خلفها وسمعها فقال ساخرا: يبدو أن هناك أحدا كذب عليك و أخبرك أنك تبدين جميلة !

استدارت ليلى بحدة..فرفع عادل حجبيه وأصدر صفيرا من شفتيه قائلا: لا..لم يكذب عليك..تبدين جميلة..

ارتبكت ليلى قليلا من نظراته اليها..ثم قالت: لهذا قلت لخالد أن لا يدعوك..سئمت سخريتك هذه..

وابتسمت بخبث وهي تضيف: أعرف سبب حبك لحضور مثل هذه الحفلات..لكن اطمئن..الفتيات الاتي سيحضرن هن مروى و وفاء و أمل.. لم أدع أي فتاة أخرى..لذا للأسف لن تجد مرادك..فباقي الضيوف من النساء هن ضيوف والدي..أي سيدات أعمال..بالطبع لا يناسبنك..

ضحك عادل قائلا: أنت تظلمينني يا ليلى..أنا لست هكذا..

التفتت ليلى الى حيث يقف ذاك الشاب..فوجدته لا يزال يتطلع اليها باهتمام..رسمت على شفتيها ابتسامة وهي تقول لعادل دون أن تنظر اليه: وفر أكاذيبك هذه لغيري..فأنا أعرفك..

التفت عادل هو الآخر الى حيث تنظر ليلى..ثم تطلع اليها قائلا بضيق: من هذا؟

هزت ليلى كتفيها قائلة: لا أدري..لم أره من قبل..يبدو أنه أحد رجال الأعمال من معارف أبي و وعمي..

وأردفت بابتسامة: أترى..هؤلاء هم الشباب الذين يجعلونني أحترمهم..وليس..

أشار اليها عادل بأصبعه وقال مهددا: اياك أن تخطئي و تتلفظي بشيء تندمين عليه يا ليلى..

عادت ليلى تهز كتفيها وقالت بلامبالاة وهي تبتعد عن عادل: لست أخافك..إن حضرت مروى..وفاء أو أمل..أخبرهن أن يصعدن لغرفتي..سأصلح مكياجي و أعود..

****************
- كانا عليك ان تراهما يا أحمد..بعد أن وجدنا حلا للمشكلة..وكانا سيغادران..اختلفا ثانية..أمل تريد ان تذهب في سيارتها..وسامي يريد أن تذهب معه في سيارته..شجارهما يشبه شجار الأطفال.. كليهما عنيد جدا..

ضحكت سلمى وأضافت لزوجها على الهاتف: وسامي ذلك السخيف..تعبت في نصحه..لكن يبدو أنه تعود على استفزاز أمل..يقول أنه يحب شكلها وهي غاضبة..في الحقيقة لا أحد يقدر أن يخرج أمل من طبعها الهادئ غيره..

أحمد : ولم لم ترافقيهما..ألم تدعوك صديقة أمل؟

ردت سلمى: بلى..حين اتصلت بها أمل و أخبرتها أنها لن تستطيع الحضور إلا إن رافقها سامي..رحبت ليلى بفكرة حضوره..وطلبت منها أن تدعوني أنا أيضا..لكن أنت تعلم..أنا أحاول خلق ظروف تجمع أمل بسامي لوحدهما..وهذه فرصة جائت دون جهد أبذله..أخبرتهما أني متعبة و لا أستطيع الذهاب..

أحمد ضاحكا: من أين جائك هذا الدهاء..أصبحت تحسبين حساب كل شيء..لكن كيف استسلمت أمل لقرار سامي بعدم ذهابها الا في حالة مرافقته لها..

أمل بابتسامة: أنت لاتعرف سامي حين يصر على شيء..لم يكن ليدعها تذهب..وهي تعرف هذا جيدا..

أحمد: أتمنى فقط أن يتحقق مرادك من كل هذا..ولا يضيع صبري على بعدك هباء..

**************
أمسك سامي بيد أمل وهما يدخلان لمنزل ليلى..لكن أمل سحبت يدها بسرعة و تطلعت اليه وهي تقول: لا تظن أني قد سامحتك فقط لأنك قلت بضعة كلمات اعجاب بمظهري !

ضحك سامي قائلا: لا زلت غاضبة مني؟

أجابته أمل بنظرة لوم: أجل.. لازلت غاضبة..من المؤكد أنك سعيد لأنك حققت ما تريد..أولا رافقتني..ثانيا جئنا بسيارتك..

توقف الاثنين في وسط الحديقة، كان عدد الحضور كبيرا..فأخذت أمل تجيل نظرها بحثا عن ليلى..

ثم همت أن تخطو خطوة فعلق كعبها و تعثرت.. أمسك سامي بساعدها كي لا تسقط وهو يقول بابتسامة: ما دمت تلبسين هذا الشيء..فالأفضل أن تظلي ممسكة بي..لا أريدك أن تقعي..

ابتسمت أمل بحرج فقال سامي بسعادة: أخيرا رأيت ابتسامتك..هل هذا معناه أنك لم تعودي غاضبة؟

لمحت أمل خالد وعادل اللذين يقتربان منهما فاتسعت ابتسامتها وهي تقول: لا..لست غاضبة..

عقد سامي حاجبيه وهو يرى نظرات خالد لأمل..وقال: هذا خالد أليس كذلك؟

ردت أمل : أجل..كيف عرفته..

لم يرد سامي لأن خالد كان قد وصل الي حيث يقفان..ورأى بعينيه ضيقا وهو يراه ممسكا بيد أمل..

قال خالد بابتسامة : أهلا يا أمل..

ثم نظر لسامي ببرود قائلا: أهلا بك..من المؤكد أنك سامي..جار أمل..

بادله سامي نظراته الباردة..وقالت أمل بابتسامة : أجل..هو سامي..
والتفت لسامي قائلة: سامي..هذا خالد..ابن عم ليلى..وهذا عادل صديقه..

صافح سامي كليهما ثم قال: تشرفت بمعرفتكما..

خالد بهدوء: الشرف لي..

قال عادل لأمل : ليلى بغرفتها يا أمل..أظن أن مروى ووفاء برفقتها..طلبت مني أن أخبرك أن تصعدي اليها حين تحضرين..

التفتت أمل لسامي وقالت: حسنا يا سامي..سأذهب لليلى و أعود..

ثم رأت ليلى برفقة مروى ووفاء وهن قادمات نحوهم فاستدركت : ها هي ليلى..

لم تكد ليلى تقترب من أمل حتى عانقتها وهي تقول: أهلا بك أمل..اشتقت اليك..هكذا..لا تسئلين عني طول هذه المدة..

ثم ابتعدت عن أمل وقالت مخاطبة سامي وعلى شفتيها ابتسامة : أهلا بك سامي..سعيدة بوجودك..

بادلها سامي الابتسامة قائلا: أشكرك..


وقالت أمل : اعذريني..انشغلت برفقة سلمى..

لوحت ليلى بيدها قائلة: لا عليك..
ثم أشارت لإحدى الطاولات بالحديقة وهي تضيف: هيا نجلس..

توجه الجميع الى حيث أشارت ليلى، عيون سامي كانت مركزة على خالد، لأن هذا الأخير لم يبعد عينينه عن أمل..

همست وفاء في أذن مروى وهما تجلسان : يا الهي..أهذا سامي..إنه وسيم جدا !

نظرت مروى لسامي ثم نظرت لأمل و ابتسمت لها قائلة: كيف حالك يا أمل؟

أجابتها أمل بهدوء: الحمد لله بخير..وأنت كيف حالك؟

ردت مروى بابتسامة: كما ترين..بخير حال..

هزت أمل رأسها ثم تطلعت لليلى وقالت وهي تقوم واقفة: ليلى أريدك بموضوع..
وأكملت قائلة لعادل: وأنت أيضا..تعالا معي..

أمسك سامي بيدها ورمقها بنظرات متسائلة فقالت أمل ضاحكة: لن أهرب يا سامي..هناك موضوع اريد الحديث فيه مع ليلى و عادل و سأعود لن أتأخر..

ترك سامي يدها ثم غمغم: حسنا..

تطلعت أمل لخالد قبل أن تبتعد ورأت بعينيه انزعاجا فاطرقت برأسها وهي تقول: أستأذنكم..

ظل عادل وليلى يتبدلان النظرات للحظة ..غير فاهمين لما تريده أمل منهما..لكنهما تبعاها..وابتعد الثلاثة..حتى اختفوا بين الحضور..

كانت مروى تنظر لحقيبة أمل الموضوعة على الطاولة..وقالت لوفاء في أذنها: هل أحضرت الخاتم من غرفة ليلى؟

نظرت وفاء هي الأخرى للحقيبة وقالت بتوتر: أجل..

قالت مروى هامسة: اذا قام سامي وخالد ستكون الفرصة أمامنا مواتية..

في هذه اللحظة شعر سامي بيد توضع على كتفه..وحين استدار وجد صديقه حسام فقال متفاجئا: حسام..ما الذي تفعله هنا؟

ابتسم حسام وقال: بل ما الذي تفعله أنت هنا؟

وأكمل وهو ينظر لخالد: هل تعرفان بعضكما البعض أم ماذا؟

رد خالد بهدوء: لا..قد حضر برفقة صديقة ابنة عمي..

تطلع حسام لسامي قائلا: آه أمل..أجل.. رأيتها..

قال سامي متسائلا: هل تعرف أنت خالد؟

حسام: أجل..شركتي تتعامل مع شركة والده غالبا..وسبق لي أن تعاملت معه حين كان يدير بنفسه أعمال والده..

ثم أمسك بذراع سامي وجعله يقف وهو يضيف : تعال معي..أريدك بموضوع..

و أضاف بعد أن ابتعدا: من تلك الشقراء التي كانت جالسة معكم و ذهبت برفقة أمل منذ قليل؟

رد سامي : تقصد ليلى..تلك هي صديقة أمل..وابنة عم خالد..ماذا ألا تعرفها ؟

قال حسام: لا..في الحقيقة لم أرها من قبل..
وأردف بابتسامة: لا أدري يا صديقي..أظن اني وقعت أخيرا في حب احداهن من النظرة الأولى..رغم أني لم أكن أؤمن أن هذه الأمور من الممكن ان تحدث لي !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسيلاتي
عضو فضى
عضو فضى
عسيلاتي


ذكر عدد الرسائل : 256
العمر : 38
العمل/الترفيه : اعمال حره وطالب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة   الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 8:34 pm

الجزء التاسع عـشـر
-19-

حــالة حــب
*************
ظل عادل و ليلى يتبدالان نظرات مستغربة وهما يريان تلك الابتسامة على شفتي أمل ، ليلى شعرت بالملل و هي تنتظرها كي تبدأ بالحديث، فقالت بنفاذ صبر: أمل..هل ستظلين تنظرين الينا هكذا كثيرا و أنت صامتة..قولي ما هو هذا الموضوع الذي تودين الحديث فيه معي و مع..

ونظرت لعادل قبل أن تكمل: أريد العودة لأصدقائي..قولي ما عندك بسرعة !

رفع عادل حاجبيه قائلا : وكأنك لا تطيقين الجلوس في مكان أكون فيه..

قالت ليلى : أظن أن هذا شيء واضح..من سيحب التواجد مع مزعج مثلك !

هم عادل أن يرد على ليلى الى أن أمل أشارت له بيدها وقالت ضاحكة: أتريان..هذا بالضبط ما أود الحديث فيه معكما..

عقد عادل ساعديه على صدره وقال : لا أدري لم كلماتها السخيفة تضحكك..

قامت ليلى من على المقعد بحدة وهي تقول: لا يوجد هنا من هو أسخف منك..

عادت أمل للضحك و أمسكت بيد ليلى كي تعيدها للجلوس قائلة: من فضلكما..دعاني فقط أتحدث..أريد فقط دقيقة واحدة..بعدها سأترككما و بإمكانكما الجدال طول اليوم ان أردتما..

نظرت ليلى لعادل بعصبية وقالت : حسنا يا أمل..تفضلي..

التفتت أمل لعادل وكأنها تستأذن منه في الحديث فقال: حسنا..سأصمت..

ابتسمت أمل قائلة: جيد..الموضوع الذي أريد الحديث فيه يخصكما أنتما الاثنين..

تطلعت ليلى لعادل وأشاحت بوجهها سريعا حين لمحت ابتسامة ساخرة على شفتيه، فقال عادل: لا أظن يا أمل أن هناك أي موضوع قد يجمع بيننا أنا وليلى..

تمتمت ليلى دون أن تنظر اليه: صدقت في هذا !


التفت عادل لأمل وقال: أعتذر منك يا أمل..لكن لا أحب ارغام أحد على التواجد معي ان كان لا يريد هذا..

ثم قام واقفا وهو يضيف: سأنصرف..

عادت ليلى تقف بحدة قائلة : لا..أنا من ستنصرف..

قامت أمل هي الأخرى وقالت وهي تنظر لكليهما بهدوء: عودا للجلوس..وكفاكما تمثيلا..

نظرت ليلى لأمل باستغراب وهي تقول: عن أي تمثيل تتحدثين؟

ردت أمل بنفس اللهجة الهادئة: تمثيلك بأنك لا تطيقين عادل..و لا تحبين رؤيته..

ثم التفتت لعادل وهي تقول: و تمثيلك أنت أيضا..أعلم أنك ليلى تهمك..وكل الكلمات المستفزة التي تقولها لها لا تخدع أحدا..

ظهرت الصدمة على ملامح ليلى وعادل لكن أمل لم تعط أحدا منهما الفرصة ليتكلم فقد أردفت بابتسامة هادئة: في الحقيقة..تصرفات كليكما لا تخدع أحدا..ولا أحد يصدق الكذبة التي تحاولان سويا اقناع نفسيكما بها..

قال عادل بتلعثم:كذبة..أية كذبة هذه..

ردت عليه أمل : أنك لا تطيقها..
وأشارت لليلى وهي تضيف: و أنها لا تطيقك..

وابتسمت مكملة: الجميع من حولكما يعلم أن ما تظهرانه هو عكس ما يحسه كل واحد منكما..الكل يعلم أنك يا ليلى تهتمين لأمر عادل..انزعاجك حين ترينه مهتما بفتاة غيرك له تفسير واحد..وهذا التفسير هو أنك تغارين..وبالطبع لا أحتاج لأن أخبرك ما يعنيه كونك تغارين على عادل..

اتسعت عيون ليلى بدهشة..لأول مرة تجد نفسها غير قادرة على الرد..تطلعت لعادل..فوجدته يرمقها بنظرات مندهشة هو الآخر..

ولم يبدو أن أمل كانت تنتظر ردا منهما فقد أكملت غير عابئة بالصدمة التي أصابتهما : وأنت يا عادل..هل تستطيع الانكار أن ليلى تشغل تفكيرك..هل تنكر أنك تنتهز أية فرصة تجعلك تراها..لا أدري ان كان علي أن أخبرك أنت أيضا ما يعنيه هذا..

مررت ليلى أصابعها على شعرها بتوتر،شعرت أن قدميها غير قادرتين على حملها أكثر، فعادت للجلوس..رفعت عينيها متطلعة لعادل وسرعان ما أطرقت برأسها حين وجدته يتطلع اليها بنظرات تخبرها أن ما قالته أمل عنه حقيقي..
كيف لها أن تواجهه بعد الآن، تود لو أنها تستطيع انكار كلام أمل، تود لو أنها تستطيع اتهامها بالجنون، لكنها لا تستطيع !


قالت أمل و كأنها عرفت ما كان يدور بخلد ليلى: ان كان أحدكما قادرا على الانكار فلينكر..

جلس عادل وهو ينظر لليلى بدهشة، لا يصدق ما يحدث، ليلى صامتة..لم تنفي كلام أمل..لم تسخر من استنتاجاتها..ما الذي يعنيه هذا..

تنهدت امل ثم قالت بابتسامة: أريد أن أقول شيئا أخيرا قبل أن أترككما..
وصمتت لوهلة ثم استطردت : أنتما غبيان.. من يحمل بقلبه مثل هذه المشاعر ويخفيها هو غبي..


وخطت خطوتين مبتعدة عنهما..ثم استدرات فجأة و قالت ضاحكة: وان كنتما لا تعلمان فعلا معنى ما تشعران به..فسأوفر عليكما عناء التفكير و أخبركما..

و أكملت بابتسامة عريضة: أنتما واقعين بحالة حب !


**********



- ما بك صامت يا خالد..أم أن من تحب الحديث معها ذهبت؟

رمق خالد مروى ببرود..فأكملت : في الحقيقة يا خالد أحييك على قدراتك المتميزة هذه..لم أكن أتوقع أنك تستطيع ايقاع أمل في شباكك بهذه السرعة..

ابتسم خالد قائلا: ايقاعها في شباكي !

ثم استرخى في مقعده وهو يقول لمروى : أخبريني يا مروى..هل تعتقدين فعلا أنها قد وقعت في شباكي..أنا أثق برأيك كما تعلمين..وفعلا أود أن أتأكد ان كانت قد وقعت أم لا..كي أخطو خطوتي القادمة..

تجمدت ملامح مروى وقالت: أية خطوة هذه..

اكتفى خالد بابتسامة هادئة..فقالت مروى بسخرية: لكن يا خالد..لأول مرة أراك غير متأكد من شيء ما..خالد الذي أعرفه واثق من نفسه..وواثق من قدراته..

وأردفت بصوت منخفض وكأنها تفشي سرا: آه..فهمت..وجود سامي و علاقته الوطيدة بأمل يجعلانك غير واثق أي شيء..

ثم هزت كتفيها مردفة: أعذرك..بالفعل..وجود سامي بالصورة أمر مقلق..خصوصا أن طريقة معاملته لها تدل على أنه مهتم بها لأقصى الحدود..

ضغطت وفاء على يد صديقتها وهمست لها بأذنها قائلة بخوف: ما الذي تحاولين فعله..لا تغضبيه..

ابتسمت مروى لصديقتها كي تطمئنها والتفتت لخالد الذي قام من مكانه و رماها بنظرة باردة قبل أن يبتعد..فضحكت وهي تقول: أرأيت..لا أحد يعرف خالد مثلي..كنت أعلم أنه سينصرف بعد الكلام الذي قلته..

زفرت وفاء وقالت: هذا فقط من حسن حظك..يبدو أن تفكيره مشغول اليوم..ولا يريد الشجار مع أحد..

تطلعت مروى لحقيبة أمل ثم أجالت نظرها بالمكان حولهما وعقدت حاجبيها وهي تقول: تبا..أخشى أن يرانا أحد..المكان مكتظ..

وأكملت قائلة لصديقتها: اسمعي..سأقف أنا أمامك كي لا يراك أحد..وأنت قومي بوضع الخاتم في الحقيبة..

رفعت وفاء حاجبيها وقالت بتردد : ولم لا تقومين أنت بذلك..

زمت مروى شفتيها وقالت بحدة: هيا يا وفاء..ليس هذا وقت النقاش..فلنقم بالأمر قبل أن يعود أحدهم..

تطلعت وفاء حولها و هزت رأسها فقامت مروى واتكئت على الطاولة ثم نظرت خلفها مشيرة لصديقتها كي تأخذ الحقيبة..لكن ما كادت وفاء تمد ديها كي تأخذها حتى سمعت صوتا من خلفها يقول بحزم : ما الذي فعلته أمل لكما حتى تنتقمان منها بهذا الشكل؟

استدارت الفتاتان بحدة..وقالت وفاء بارتباك شديد: خالتي !

تطلعت والدة خالد لمروى و قالت : قد قلت لليلى ألف مرة أن تحسن اختيار صديقاتها..لكنها لا تستمع لأحد..

قالت مروى بتوتر: خالتي..لا تفهمي الموضوع بشكل خاطئ..
وأردفت بسرعة: نحن..نحن كنا نمزح فقط..مجرد مزحة..

ابتسمت والدة خالد قائلة: يا صغيرتي..هل تظنينني سأصدق كذبة كهذه؟
ثم قالت لوفاء: وأنت..خاتم من هذا الذي كنت ستضعينه في الحقيبة؟

احمر وجه وفاء وشدت قبضة يدها على الخاتم..فأمسكت والدة خالد يدها وجعلتها تفتح قبضتها ثم ابتسمت والتقطت الخاتم وهي تقول: خاتم ليلى..تعرفان جيدا كيف تمزحان..طبعا ليلى كانت ستبحث عنه فهي تضعه دائما..كنتما ستتهمان أمل بأخذه أليس كذلك؟


عقدت مروى حاجبيها والتزمت الصمت بينما بدأت الدموع تتجمع يعيون وفاء وقالت : خالتي..أقسم أنه ليس لي أي دخل بالموضوع..

رفعت والدة خالد حاجبيها قائلة: كيف..والخاتم عندك أنت..وأنت من كان سيضعه بحقيبة الفتاة..

وفاء بصوت متهدج: ليلى نسيته بغرفتها..هذه فكرة مروى هي من طلبت مني أخذه..

نظرت مروى لوفاء وقالت بغضب: غبية !

لم تهتم وفاء لمروى و أردفت وهي تبكي : أرجوك خالتي لا تخبري أحدا..انا لست لصة..لم أنوي أخذه..هذه فكرة مروى..


ظلت والدة خالد تتطلع لوفاء للحظات ثم قالت بهدوء: حسنا..لن أخبر أحدا..

تهللت أسارير وفاء و أخذت تمسح دموعها وهي تقول: شكرا خالتي..شكرا..

ابتسمت والدة خالد ونظرت لمروى قائلة: لكني أريدكما خارج منزلي..لا أريد أن أراكما أبدا في هذا المنزل بعد الآن !

ثم أردفت بحزم : ومن الأفضل لكما أن تبتعدا عن ابني..وإلا لن تلوما الا نفسيكما..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الــحــياة أمــل - رواية رومانسية روعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العسيلات الاشراف  :: المنتديات الادبيه :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: