خديعة باسم الحب

اشعر بالندم

صعب أن تقتل امرأة... لكن الا صعب أن تقتل ام طفلها بيديها.. لكن يبدو أن الا صعب علي نفس هذه المرأة الأم ان تحمل طفلها امام الناس فيسألونها: من أين اتت به ؟! ومن هو ابوه ؟! ومن اي علاقة جاء هذا المولود الي الدنيا؟! .. تقول ( د ) ان عدم قدرتها علي اجابة هذه التساؤلات كانت وراء جريمتها.. خاصة انها لم تخطيء بارادتها.. لكنها احبت شابا وعدها بالزواج وطلب منها زيارة اهله.. وفي المنزل وعلي طريقة افلامنا العربية دس لها حبيبها المخدر في كوب الشاي الذي طلب منها ان تشربه حتي تعود امه من الخارج ... إلا ان دعاء شربت الشاي ولم تشعر بعد ذلك، إلا حينما افاقت لتجد نفسها في موضع الخطيئة ؟!
الغريب ان هذا الحبيب هو الحب الوحيد في حياة دعاء... والرجل الأول الذي أصبح فارس احلامها بسرعة البرق..
التحريات تقول انها حسنة السمعة.. وليست لها علاقات مشينة.. بل وليست من نوعية الفتيات المراهقات اللاتي يتعرفن بين الحين والآخر علي حبيب جديد!
المهم ان ( د ) اخطأت حينما منحت كل ثقتها في هذا الشاب الذي انشقت عنه الارض وابتلعته بعد جريمته ضد الفتاة التي اعتبرته أغلي من حياتها وشريك العمر كله !
هرب منها وهي التي ذهبت لزيارة امه المريضه كما اخبرها فاغتال شرفها هناك !
القصة الكاملة تقدمها 'أخبار الحوادث' في هذا التحقيق:
'د' فتاة علي قدر من الجمال.. نشأت في عائلة بسيطة والدها نجار مسلح وهب حياته كلها لبناته الأربع.. وكانت 'د' أكبر شقيقاتها.. حصلت علي دبلوم المدارس التجارية ولم تكن الشهادة الثانوية ترضي غرورها وتحقق احلامها.. حيث تمنت ان تكون طبيبة لكن فشلت في الوصول! إلي ماتريد وتتمني.. وكان لفارس أحلامها مكان في حياتها.. حيث راحت تحلم بفارس احلام متدين وعلي خلق وراحت تبحث عن الحب الذي تمنته.. فهي ترفض الزواج التقليدي والذي يتم عن طريق الاقارب او الخاطبة.

الخديعة !

في أحد الايام واثناء ذهاب 'د' الي الصيدلية التي تعمل بها اوقفها 'اي' وقطع عليها الطريق واكد لها ان والدته مريضة وتريد ان تراها.. رفضت 'دعاء' واكدت انها لاتستطيع ان تذهب الي منزله حتي لايراها احد ويخبر والدها.. خاصة وانها لاتتحمل انتقام والدها وعقابه لها اذا علم بزيارتها لمنزله.. لكن 'اي' راح يرجوها ويتوسل لها ان تحقق لوالدته امنيتها ورغبتها الاخيرة قبل ان تصعد روحها الي السماء.. خاصة وانها مريضة وحالتها بالغة الخطورة والاطباء اكدوا ان حالتها سيئة للغاية. وقتها صدقت 'د' كلام 'اي' وقررت ان تخاطر ليس بحياتها وشرفها ولكن بتحمل عقاب والدها اذا علم بزيارتها هذه.. ووعدت 'اي' انها سوف تزور والدته بعد الانتهاء من عملها في تمام الساعة السابعة مساء.. وقتها ارتسمت الابتسامة علي شفتي 'اي' لكنها ابتسامة الذئب المخادع الذي نجح في استدراج فريسته ليلتهما.. وذهب الي منزله يستعد لجريمته ولاستقبال ضحيته التي وهبته قلبها ومشاعرها.
ولم تتوقع 'دع' ان 'اي' يخطط لايذائها.. وطوال وجودها في الصيدلية وهي تفكر في زيارتها لوالدته .. الخوف يسيطر عليها من ان يعلم والدها.. فكرت في التراجع وعدم الذهاب الي منزل 'اي' لكنها سرعان ماقررت الذهاب لانه تصرف انساني.. وهي لاتعتقد ان كارثة في انتظارها هناك.
وسارت 'د' بخطوات متثاقلة تجاه منزل حبيب القلب وهي شديدة الحذر .. الخوف يعتصر قلبها خوفا من ان يشاهدها والدها او احد اقاربها.. تتلفت يمينا ويسارا.. حتي وقفت امام منزل 'اي' ووجدته ينتظرها باسما.. واسرعت 'د' بالدخول.. وسألت عن والدة 'اي' فاخبرها انها موجودة في الحمام.. وسيطر الخوف والقلق علي 'د' لكنها سرعان ما اطمأن قلبها عندما شاهدت شقيقة 'اي' .. وراحت تنتظر والدة 'اي
'..
في هذا الوقت قدم 'اي' كوبا من الشاي ل'د' وما ان شربته حتي فقدت الوعي وراحت في نوم عميق ولم تشعر بمن حولها.. حيث وضع 'اي' الحبوب المنومة في الشاي حتي ينفذ جريمته بسهولة ويفترس حبيبة القلب وراح ينهش في جسدها بعدما تحولت الي جثة هامدة لاتحرك ساكنا واستسلمت له رغم ارادتها حتي نفذ جريمته كاملة وهي لاتشعر بشيء

خدعني!

نترك الحديث ل'د' تتحدث عن مأساتها بنفسها.. وتروي لنا تفاصيلها المؤلمة.. وعندما تحدثت اختطلت كلماتها بالدموع.. وقالت: نجحت في اخفاء الحقيقة المرة عن اسرتي ليس خوفا من بطش وعقاب والدي.. ولكن خوفا عليه من ان يموت من الصدمة.. وتحملت وحدي المأساة.. وقررت قطع اي صلة تربطني ب'اي' ما لم يتزوجني رسميا بعد ان خدعني وسلبني اعز ما املك.. ولكن فوجئت بها يساومني اما ان التقي به في منزله ويعاشرني معاشرة الازواج او يتخلي عن وعده لي باتمام زواجنا ويتركني اواجه مصيري وحدي.. ولم يكن امامي والكلام علي لسان 'دعاء' سوي الرضوخ لطلباته أملا في ان يفي بوعده.. واستمر في محاولاته وكنت له مثل الزوجة لكن بلا ورق أو مأذون أو شهادة شهود.. نلتقي في الظلام بعيدا عن العيون مثل اللصوص نختلس في الوقت وانا احلم بان يتزوجني خوفا من الفضيحة.
وتصمت 'د' لحظات تمسح فيها دموعها التي راحت تتساقط بغزارة ثم تقول: راح 'اي' يتهرب مني. ويختلق الحجج والمبررات لعدم الزواج مني.. واخبرني انه سوف يتزوجني بعد ايام ثم اختفي دون اي مقدمات ووجدت نفسي ضحية وحدي اواجه الفضيحة.. وقررت ان اعيش بدون زواج حتي لاينكشف السر الذي اخفيته عدة اشهر.. ورفضت كل الشباب الذين تقدموا يطلبون الزواج مني حتي لاتنكشف الفضيحة وراحت تنتظر عودة 'اي' حتي ينفذ وعده لكنه لم يعد نهائيا وانقطعت اخباره تماما.
وتضيف( د) قائلة: في هذا الوقت كنت أعلم انني فقدت عذريتي ولم اعدا آنسة.. لكنني لم اتخيل انني احمل بين احشائي جنينا دليلا علي جريمتي ولو علمت لقمت باجراء عملية اجهاض هربا من الفضيحة لكني لم اشعر باي شيء.. سوي باشياء اكد لي الطبيب انها حالة نفسية .. ومرت الايام وفوجئت بالام شديدة في البطن.. اخذت حقنة من الصيدلية.. لكن الالام ظلت كما هي وازدادت قوة.. فذهبت الي الطبيب الذي اجري علي الكشف الطبي وعلم انني حامل.. فاسرعت بالخروج من عيادته حزينة ولا اصدق كلام الطبيب خاصة وانه طالبني بدخول المستشفي لانني في حالة وضع..
خرجت وانا لا اتخيل كلام الطبيب ونسيت الآلام.. التي تقطع احشائي حتي فوجئت وانا في مدخل منزل خالتي بالالام تشتد وسقط الجنين مني .. وقمت بنفسي بقطع الحبل السري وفوجئت بقطعة لحم تسقط مني.. ووجدتها طفلة جميلة جدا ومكتملة النمو .

الهروب .. !


وتستطرد( د) قائلة وقتها حملت ابنتي لم اكن ادري ماذا افعل ولا اين اذهب.. فلم اجد امامي سوي اللجوء الي خالتي.. وصعدت الي الطابق الخامس.. وسمعتها تتشاجر مع زوجها فوضعت ابنتي في كرتونة ورقية واخفيتها حتي لا ادخل شقة خالتي وانا احمل طفلتي.. وعندما حاولت وضع الكرتونة.. سقطت الكرتونة من الطابق الخامس علي الارض. وقتها لم استطع الصراخ حتي لاتنكشف جريمتي.
وتضيف 'د' قائلة اسرعت بالخروج من المكان حتي لايتم القبض علي.. وذهبت الي المنزل وانا ارتجف من الاجهاد فسقطت امام المنزل وحملني الجيران الي شقتنا.. وفوجئت بوالدي يريد الاتصال بالطبيب لكني اكدت له انني سوف اكون بخير في الصباح خوفا من ان يكشف الطبيب السر الذي اردت ان اخفيه .. واستجاب والدي.. وقتها فكرت في الهروب من المنزل قبل ان تنكشف الفضيحة لكني فوجئت بوالدي ينام امام غرفتي وفشلت خطتي في الهروب ومرت ثلاثة ايام واعتقدت وقتها ان جريمتي والفضيحة قد ماتت ولن يكشفها احد.


السقوط


لكني والكلام علي لسان الام القاتلة .. فوجئت برئيس مباحث بسيون يلقي القبض علي وسط ذهول اسرتي.. ويوجه الي الاتهام بقتل طلفتي الوليدة التي كان عمرها يوما واحدا.. وقتها راح والدي يصرخ ويؤكد لرئيس المباحث ان هناك سوء تفاهم وربما تشابه في الاسماء ويطالب الضابط ان يتركني لكنه أكد انه لايوجد اي سوء تفاهم وانني المتهمة التي يريدها. ولانني صمت ولم اتحدث وقتها ادرك والدي انني خدعته وسقطت والدي فاقدا الوعي من هول الصدمة.
وتضيف 'د' المتهمة بقتل طفلتها الرضيعة.. لم استطع ان انكر جريمتي فاعترفت بكل شيء وارشدت عن 'اي' وطالبت بالقصاص لي منه لانه خدعني باسم الحب واستغل حبي له وثقتي الكبيرة فيه في الاعتداء علي وتنهي الام القاتلة كلامها بتأكيدها انها لم تكن تريد قتل ابنتها ابدا.. ولكنها سقطت منها علي الارض رغما عنها.. وتطالب باعدام 'اي' لانه حطمها واساء إليها

***

كان اللواء مدير أمن الغربية قد تلقي بلاغا من سكان العقار رقم ( .... ) شارع الاستديو ب( .......) بعثورهم علي طفلة حديثة الولاده ميتة في مسقط النور.. وانهم يشكون انها ولدت سفاحا.. علي الفور امر باجراء التحريات لكشف لغز هذه الجريمة.. وبسؤال اطباء النساء والولاده اكد احد الاطباء ان فتاة اسمها 'د' جاءته وهي في حالة وضع ونصحها بالذهاب الي المستشفي.. وبالسؤال عنها اكدت التحريات ان خالتها تقيم في نفس العقار الذي عثر به علي الطفلة القتيلة.. وتم القبض عليها ووجهت لها النيابة تهمه القتل العمد