موضوع أظنه يستحق أن نفرد له مساحة على صفحات هذا المنتدى، جامعة الخرطوم تلك الجامعة ... لا لن أقول شيئاً حتى لا يقال أني متحيز لها وساترك غيري يتكلم ... هذا الموضوع منقول دون تحريف وسأورده لفائدته للقراء .. الموضوع عن الجامعة بالكامل تلك الجامعة التى عشقناها أحببناها .. إنها العشق الأبدي .. كل حرف أكتبه هنا تسري كهرباء في جسدي بالكامل وأعرف مصدرها ..
نشـــأة الجــامعة وتطـــورها تميزت جامعة الخرطوم من حيث نشأتها بتاريخ مجيد تضرب جذوره في أعماق هـذا القرن فقد ولدت مع ميلاده ومازالت تتقلب بين سنواته وكلما تطأول الزمن زادها متانة ورصانة. إن السنوات الأولى بل اللبنة الأساسية لجامعة الخرطوم الحالية هي كلية غردون التذكارية، فقـد أنشئت تلك الكلية في الثامن من نوفمبر عام اثنين وتسعمائة وألف وفى عام أربعة وعشرين وتسعمائة وألف أنشئت مدرسة الطب، أما في عام ستة وعشرين وتسعمائة وألف فقد أنشئت مدرسة للقانون ثم أضيفت إليها مدرستا الزراعة والطب البيطري وذلك في عام ثمانية وثلاثين وتسعمائة وألف.
وتطورت تلك المؤسسة فانضم إلى رحابها مدرسة العلوم والهندسة وذلك في عام تسعة وثلاثين وتسعمائة وألف، أما في عام أربعين وتسعمائة وألف فقد أنشئت مدرسة الآداب. وما أن حل عام ألف وتسعمائة وخمسة واربعين حتى جمعت هذه المدارس في هيئة سميت بكلية الخرطوم الجامعية عدا مدرسة الطب التى الحقت بسابقاتها في عام واحد وخمسين وتسعمائة وألف.
وتوإلى توسع الجامعة فضم اليها معهد المعلمين العالي ليصبح كلية التربية الحالية وذلـك في عام أربعة وستين وتسعمائة وألف. وضمت كلية الصحة العامة وصحة البيئة لجامعة الخـرطوم في عام 1991م و مدرسة التمريض العالي عام 1994م، و كلية علوم المختبرات الطبية عام 1996م. وتم حديثا إنشاء عدد من المعاهد والمراكز البحثية مثل مركز دراسات السلم، مركز اقتصاديات الصحة، معهد البروفسير عبد الله الطيب للغة العربية، معهد دراسات الحكم الاتحادي والإدارة العامة ومعهد الدراسات الحضرية ومركز الدراسات الدبلوماسية بمجمع الوسط، ومعهد طب الأمراض المتوطنة بالمجمع الطبي، ومركز أبحاث الإبل ومركز دراسات التصحر واستزراع الصحراء ومركز ترقية دراسات الصادرات .................ية بمجمع شمبات.
وقد كانت الكلية الجامعية علاقة خاصة بجامعة لندن حيث كانت تمنح جامعة لندن الدرجات العلمية لخريجي هذه الكلية كما كانت تساهم في وضع المناهج الدراسية والامتحانات. ولقد ظل الحال على ذلك إلى أن تم استقلال هذه الكلية عن جامعة لندن وذلك باستقلال السودان في عام ستة وخمسين وتسعمائة وألف، ثم أرسيت القواعد والنظم التشريعية آنذاك أساسا لتحويـل هذه الكلية الجامعية لتصبح جامعة الخرطوم الحاليـة. وأول مدير لجامعة الخرطوم هو السيد/ نصر الحاج على رحمة الله الذي تقلد منصب الإدارة في يوليو من عام ثمانية وخمسين وتسعمائة وألف.
كانت لغـة التدريس بالجامعة هي اللغة الإنجليزية ولكن منذ مطلع السبعينات كونت عدة لجان وزارية بقصد أجراء إصلاح علمي. وقد كان محور هذا الإصلاح وقضيته الأساسية تعريب المناهج ومازال الجهد في ذلك متصلا حتى كللت المساعي بالنجاح وتم تعريب المناهج بكل كليات الجامعة وذلك على مستوى السنة الأولى من العام الدراسي 90- 1991م.
وقد تخرجت أول دفعة ممن درسوا باللغة العربية في الجامعة 93/1994م، على مستوى البكالوريوس أما على مستوى الدراسات العليا فتجيز لوائح الجامعة الكتابة باللغة العربية أوالإنجليزية أو أى لغة أخرى.
إن حركة تعريب الجامعة قصد منها تأهيل هذه المؤسسة العريقة وتحقيق انتمائها العربي والإسلامي.
لقد أسهمت الجامعة بقدر كبير في تنفيذ ثورة التعليم العالي بزيادة استيعاب المؤهلين للدراسة بالجامعات والمعاهد العليا فعلى سبيل المثال فقد زاد عدد الطلاب المقبولين بالجامعة من ألفين وسبعين طالب وطالبة في عام 1990م إلى خمسة ألف طالب لعام 2002م. ولم يقف جهد الجامعة عند هذا الحد، إذ استوعبت كلياتها المختلفة عددا مناسبا من الطلاب السودانيين الذين كانوا يدرسون بالجامعات الأجنبية ثم عادوا إلى الوطن في العام الدراسي 91/1992م.
لقد توسعت الجامعة في مجال الدراسات العليا وذلك بغرض توفير فرص التأهيل الداخلي لمقابلة حاجة البلاد من الكادر المؤهل الذى يقود حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كذلك عملـت الجامعة على الاهتمام بشؤون البحث العلمي والنشر، وقد تجأوزت هذه البحوث دائرة المجال المحلي إلى المستوى العالمي. ولعل من دواعي فخر هذه الجامعة استحداثها لطـرق جديدة في التدريس تؤدى إلى ترقية أدائها ورفع المستوى العلمي بها.
تضم الجامعة تسع عشرة كلية وسبعة عشر معهداً ومركزاً للبحث والتدريب، ودار للطباعة والنشر، بالإضافة لذلك تضم الجامعة مستشفى سوبا الجامعي ومتحف التاريخ الطبيعي، وبها مركز للخدمات الطبية والصحية الذى يقدم الرعاية الصحية للعاملين بالجامعة وأسرهم.
وهناك أربعة مجمعات تتكون منها جامعة الخرطوم. فأكبر هذه المجمعات مجمع الوسط الذي يقع قرب مركز مدينة الخرطوم، ويضم هذا المجمع إدارة الجامعة، كلية الآداب، كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، كلية القانون، كلية العلوم، كلية الهندسة والعمارة، ، كلية العلوم الرياضية، مدرسة العلوم الإدارية وكلية الدراسات التقنية والتنموية وكلية الدراسات العليا، وبجانب ذلك يضم هذا المجمع معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية وبه قاعة الشارقة، معهد بحوث البناء والطرق، معهد الدراسات البيئية، مركز الحاسوب، مركز أبحاث السلم، مركز اقتصاديات الصحة، معهد البروفسير عبد الله الطيب للغة العربية، معهد دراسات الحكم الاتحادي، معهد الدراسات الحضرية، مركز الدراسات الدبلوماسية، متحف التاريخ الطبيعي ودار جامعة الخرطوم للنشر.
أما المجمع الثاني فهو مجمع العلوم الطبية وبه كلية الطب‘ كلية علوم التمريض العالي، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية الصحة العامة وصحة البيئة، كلية علوم المختبرات الطبية ومعهد طب الأمراض المتوطنة وهو يقع في الجزء الغربي من مدينة الخرطوم بالقرب من مستشفى الخرطوم القديم.
أمـا مجمع شمبات فيضم كليــة الزراعة، كلية الطب البيطري، كلية الإنتاج الحيواني، كلية الغابات، المزرعة، مركز أبحاث الإبل، مركز دارسات التصحر و استزراع الصحراء ومعهد ترقية الصادرات .................ية.
ويضـــم المجمع الرابع بأم درمان كلية التربية ومركز ترقية أداء أعضاء هيئة التدريس
إن جامعة الخرطوم هي القلب النابض للتعليم العالي بالسودان لا سيما وهي أقدم المؤسسات التعليمية فيه. وقد أسهمت الجامعة إسهاما بينا في ظل ثورة التعليم العالي، إذ مدت الجامعات الجديدة الناشئة بأساتذتها وفنييها وإدارييها لتمكن تلك الجامعات من إرساء قواعدها والوقوف على سوقها.
وتتمتع جامعة الخرطوم بعضوية الاتحاد العالمي للجامعات وتعتبر عضوا مؤسسا لاتـحاد الجامعات العربية والاتحاد الأفريقي للجامعـات.
إن التميز العلمي الموروث عن هذه الجامعات كان سببا قويا في إكسابها الاحترام والاعتراف وذلك على نطاق واسع، ولأجل ذلك حرصت الجامعة على تقوية الصلات العلمية الثقافية بالجامعات الأخرى داخل البلاد وخارجها بقصد تبادل المعلومات والتجارب، وقد تم توقيع عدد مـن الاتفاقيات الثقافية وبرامج التوأمة مع مختلف جامعات العالم والجامعات العربية بصفة خاصة. قد كان للجامعة دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية طيلة عهود الحكم التى تعاقبت على السودان.
هذا وللجامعة شعار مكون من أربعة كلمات هي الله، الحقيقة، الوطن والإنسانية خط علـى كتاب مفتوح هو رمز المعرفة المتفتحة، ويحتل الجزء الأعلى من الشعار ويقسم صفحة الكتاب عموديا خطان متوازيان، الخط الأيمن أزرق اللون والأيسر ابيض اللون، ويمثل هذان الخطان نهر النيل أما الخطان المائلان فيمثلان النيل الأزرق والنيل الأبيض يمنة ويسره على التـوالي، ما بين النيلين صورة لمبنى الجامعة تنبعث منه خطوط بيضاء (نور العلم) تمتد داخل خلفية سوداء (ظلام الجهل) وتمثل اللوحة المستطيلة فى الجزء الأيسر من الشعار الثقافة المروية رمز حضارتنا القديمة .
إن الجامعة هى الأداة الفعالة للوصول إلى الحقيقة التى تعمق الإيمان بالله سبحانه وتـعإلى عن طريق كشف أسرار مخلوقاته وتسخير معرفة الحقيقة وتشييد صرح الوطن، وتسهم في نمو الإنسان وتقدم الإنسان والإنسانية.
كانت تلك نبذة عن جامعة الخرطوم مأخوذة من موقع الجامعة ولا نعرف هل هي نفس النبذة عن الجامعة كما كانت قبل 1989 أم تم تعديلها وطمسها كما حدث للجامعة، المهم أن ما دفعني للكتابة هو مقال قرأته للأستاذ طلحة جبريل على صفحات منابر الجالية السودانية بأمريكا المقال أورده كما قرأته والذي حاول في جاهداً التقليل من قدر جامعة الخرطوم وساورد للأمانة معه كل الردود على الموضوع نفسه. كتب الأستاذ طلحة في جريدة الصحافة 24 مايو جامعة الخرطوم ليست مثالاً يحتذى عنواناً لمقاله:
تجمع النخب السودانية بين تناقضات تستعصي على الفهم والتحليل، نخب تتفوق معرفياً لكنها تميل إلى الإنزواء حتى لا أقول التخاذل، قدرتها على العطاء خارج بلادها، وتقاعسها بل ضعفها أمام الإغراءات المادية والوظيفية داخل الوطن، اعتقادها أنها طليعة مجتمع يتوق إلى التعدد والديمقراطية واستعدادها الدائم إلى أن تكون في خدمة أنظمة شمولية. في ظني أن مشكلة هذه النخب يكمن في الوعاء الذي اعتبر ولا يزال يعتبر «مصنع النخب» وأعني جامعة الخرطوم.
توسم السودانيون خيراً ومنذ فترة ما قبل الاستقلال في هذه الجامعة. وإذا بها ترفد الخدمة المدنية والحكومات في ظل ثلاثة أنظمة شمولية بهؤلاء «الدكاترة» الذين يتحولون إلى منظِّرين في خدمة عسكرين بمجرَّد أن يتبوأوا المناصب أو فقط حين يلوِّح لهم بها.
منذ أن استقلت بلادنا كانت هناك أربع مؤسسات دار حولها وداخلها الصراع السياسي. الجيش والخدمة المدنية ومشروع الجزيرة وقطاع الخدمات الذي يشمل السكك الحديدية والتعليم والصحة.
جميع التيارات السياسية جرّبت أن تستخدم الجيش إما للاستيلاء على السلطة أو الاستعانة به لحسم صراعات سياسية. وبسبب هذا الواقع اعتقد عدد كبير من ضباط هذا الجيش أن تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية أصبح «حقاً مكتسباً» يمكن استعماله في أي وقت.
داخل الخدمة المدنية هيمن خريجو جامعة الخرطوم على مفاصلها الأساسية، وعندما وجه نظام جعفر نميري ضرباته المتتالية لحياد ونزاهة هذا الجسم الإداري الذي كان يعتبر هو القاعدة الأساسية لجهاز «الدولة»، فعل ذلك بتشجيع من بعض «دكاترة» جامعة الخرطوم تحت شعار الإصلاح الإداري.
في مشروع الجزيرة دار صراع سياسي كان ظاهره تغيير القوانين التي اعتبرها المزارعون والعمال الزراعيون غير منصفة، لكنه في العمق كان صراعاً سياسياً بين قوى اليسار عموماً وبين الحكومات المتعاقبة.
الأمر لا يختلف كثيراً في قطاع الخدمات حيث حاولت الأحزاب عبر النقابات أن تمسك بأكبر عدد من الأوراق.
إن الدور السلبي لجامعة الخرطوم، تمثَّل من وجهة نظري في أمرين أساسيين: رفد الأنظمة الشمولية بعدد هائل من هؤلاء «الدكاترة» والخريجين الذين زيَّنوا للحكام كل شيء من قولهم إن لهم شخصيات زعامية إلى إقناعهم أن لهم قدرات خارقة.
وحتى لا يبقى القول معلقاً في الهواء، أشير إلى ما حدث خلال فترتين.
نظام نميري الذي تعاقب فيه عدد لا يحصى من «الدكاترة» على الوزارات، سواء عندما كان الحكم في خانة اليسار أو حين انتقل إلى خانة اليمين أو حتى عندما أصبح رئيسه «إماماً» يبايع.
خلال (16) سنة استطاع النظام وقتئذ توزير أساتذة وخريجين من جميع كليات هذه الجامعة. ألم يكن صحيحاً أن عدداً من أساتذة وخريجي الاقتصاد والآداب والعلوم والزراعة والبيطرة والطب والهندسة أصبحوا وزراء؟ نعم حدث ذلك.
وخلال النظام الحالي اختصر الموضوع وعولج بكيفية أكثر وضوحاً، إذ لم يكن هناك ما يستدعي الانتظار حتى يبرز احد «الدكاترة» داخل الجامعة بل تقرر أن ينتقل «مجلس أربعيني» بكامله إلى مقاعد الوزراء، ثم تقرر أن يصبح «دكاترة» من الجامعة نفسها قادة أمنيين، تركوا التدريس في المدرجات وانتقلوا إلى استنطاق المعتقلين الذين يخالفونهم الرأي في الأقبية.
أما الأمر السلبي الثاني فقد تمثَّل في ظاهرة غريبة تكاد تكون وقفاً على هذه الجامعة التي يفترض أنها جامعة النخبة، وهي أنها أشاعت ثقافة حوار بين التيارات السياسية عن طريق العصي والسلاسل والسيخ والطوب. إلى حدٍّ بات لدينا «فلان سيخة» أو «فلان العصى». والمأساة أن هذا الأسلوب المتخلِّف في الحوار السياسي امتد الى جامعات أخرى وحتى إلى المدارس الثانوية. وهناك شخصيات تتبوأ حالياً مناصب رفيعة متهمة بارتكان جرائم قتل، أثناء صراعات سياسية عندما كانوا طلاباً.
ثم هناك أمور يتحمّل مسؤوليتها العقل الجمعي الذي هيمن على هذه الجامعة، من ذلك التقليل الذي يصل حدّ التحقير لخريجي الجامعات الأخرى، وتكفى الإشارة إلى الحرب الفعلية والنفسية التي شنّت على خريجي جامعة القاهرة فرع الخرطوم، على الرغم من أن بعض خريجي هذه الجامعة من كلية الحقوق على وجه التحديد كانوا يتفوقون كثيراً على خريجي جامعة الخرطوم في إمتحان معادلة القانون، لكن ذلك لم يشفع لهم. ثم هناك الحرب النفسية والتحقيرية التي شنت على خريجي المعهد الفني وهم رصفاء مدارس البولتيكنيك في أوربا التي صنعت قادة المجتمعات السياسية في القارة العجوز.
ووصلت الإهانة إلى حد أن المهندسين من خريجي جامعة الخرطوم في مؤسسات خدمية مرموقة مثل السكة الحديد كانوا يمنحون (20) نقطة إضافية إذا نافسهم أحد خريجي المعهد الفني في الترقية على ظيفة ما.
هذه الوضعية السوريالية مردها في رأيي إلى نظرة نخبوية بيروقراطية يتصور أصحابها أنهم طليعة متعلمة لجميع النخب التكنغراطية. وهذا لسوء حظ خريجي جامعة الخرطوم ليس صحيحاً على مستوى الافتراضات والمقدمات وبالتالي لن يكون صحيحاً على مستوى النتائج.
ثم إن هذه الجامعة إذا كانت تتحمّل مسؤولية كبيرة في رفد الأنظمة الشمولية بوزرائها ومسؤوليها، لم تستطع في مختلف مراحلها، الانفتاح على المجتمع الذي تمثل نخبته. ولعلها الجامعة الوحيدة في العالم التي اعتبرت أن الإعلام وعلوم التواصل والإتصال وجميع العلوم الإبداعية مثل المسرح والسينما والفنون البصرية والتشكيل والموسيقى مجرَّد كلام فارغ لا يجوز تدريسها في جامعة جادة تعتبر نفسها منارة العلم في بلد يغوص في الجهل.
إن التعميم دائماً له مزالقه والاحتراس ضروري حتى لا تكون الأحكام عشوائية، لذلك أقول إن ليس جميع أساتذة وخريجي هذه الجامعة يمكن تصنيفهم في الخانة السلبية. هناك خريجون وأستاذة شرفاء، حاولوا تصحيح وإصلاح الإعوجاج لكن المشكلة تكن في إنطلاقة سيئة ومسيرة أسوأ، وحكام يعتقدون أن الديمقراطية منحة تقدم للشعوب أو تحجب عنها بكيفية مزاجية، ويبحثون عن «دكاترة» على استعداد دائم أن يقولوا لهم هذا هو عين الصواب.
إن السلطة الحاكمة في الخرطوم حالياً قررت ذات يوم أن حل مشاكل التعليم يكمن في فتح جامعات في كل مكان وفي أي زمان. لذلك ليس من قبيل المزاح إذا سار الأمر على هذا المنوال أن تكون لدينا جامعات في قيسان وتنبول وأروما وام رهو وام كويكة ورهيد البردي. ومن أجل فتح هذه الجامعات تقرر ذات يوم من أيام السودان العجائبية إيفاد موظفين على عجل لشراء كتب ومراجع من أسواق وأرصفة عمان ودمشق.
المؤكد أن السلطة الحاكمة في الخرطوم أرادت أن يسير موضوع التعليم بالمقلوب رأسه على الرصيف وأرجله في الهواء.
إذ كيف يمكن أن تكون هناك جامعات بهذا العدد مع تدهور مريع في مستوى المدارس. في زمن مضى كان يتفوق في المدارس النجباء من التلاميذ سواء كانوا فقراء أم ميسورين، أما الآن أصبح التعليم في متناول المقتدرين وحصراً عليهم. وبالتالي فإن الفقراء يكفيهم أن يأكلوا الشعارات كما تأكل البهائم التبن.
جامعة الخرطوم رفدت المجتمع بنخب أسهمت في تكريس الأنظمة الشمولية. الآن طوفان من الجهل مقصود ومتعمد. المؤكد أن هناك فارقاً بين حق البشر في توجيه مقاديرهم وبين تجاسر بعضهم على توهم صياغة المجتمع داخل قوالب جاهزة.
الأوطان لا تبنيها النخب التي تعتقد أنها تملك العلم والحقيقة.. الأوطان تبنيها الشعوب.
__________________
وطنا البإسمك كتبنا ورطنا ... أحبك
محمد عثمان قرشي عضو برونزى
عدد الرسائل : 117 المزاج : البن تاريخ التسجيل : 04/06/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الثلاثاء يوليو 08, 2008 2:01 pm
تسلم يا ملك والله الله اديك العافيه يا غالي
Abu Mazin عضو برونزى
عدد الرسائل : 173 رقم العضويه : 36 تاريخ التسجيل : 06/04/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الأربعاء يوليو 23, 2008 7:33 pm
تجديد
علي سراج الدين عضو مميز
عدد الرسائل : 477 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 03/06/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الأربعاء يوليو 23, 2008 8:23 pm
الاخ ابو مازن مع احترامي لجامعة الخرطوم ولكن احس ان ماتقوله تاريخ هذا مايمكن ان اصف به جامعة الخرطوم حاليا لكن لو ذهبت الان ورايت جامعة الخرطوم سوف تكتب مقولة رثاء! هذا اقله ان لم تستحيثك عواطفك وتكتب قصيدة رثاء عن التعليم العالي عامة فانك ستجد تواريخ العلوم فقط ولن تجد اخر ماتوصل اليه العلم في مختلف المجالات فهذا هو مايدفع بنا الى الحضيض مع مرتبات دول العالم العربي فقط وليس كل العالم على الاقل العالم العربي محدث اكثر مننا في هذا المجال لانه كما تعلم دائما الحكمة تقول لطالب العلم ابدا من حيث انتهى الاخرون ونحن نبدا من حيث بداو القداماء وليس الاخرون والتحية
محمد احمد راشد وسام التميز الذهبى
عدد الرسائل : 826 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الخميس يوليو 24, 2008 2:03 am
أؤيد كلام الاخ على بخصوص المنهج التعليمى فى الجامعات السودانية وخاصة الكليات العلمية والمهنية فما ندرسه تاريخ ليس الا. اما بخصوص جامعة الخرطوم فهى كانت واحدة من اول ثلاث جامعات على مستوى العالم ولكن مع سياسة التعليم الجديدة ووقف الدعم البريطانى خاصة فى المناهج التعليمية المواكبة للتطور العلمى فى العالم اصبحت بعيدة كل البعد عن التميز اللهم الا سيرتها القديمة.
الاخ ابومازن من خلال السرد اعلاه يتبين ان الجامعة توسعت توسعا ملحوظا بعد ثورة الانقاذ سواء كان من حيث الكليات اوالطلاب ولكن الم يسال كاتب المقال عن جودة المناهج التعليمية وخبرة التدريس التى تسربت الى خارج الوطن. لابد من اعادة صياغة التعليم فى كل المراحل لننشئ مجتمعا علميا قادرا على قيادة البلد الى بر الامان. وبالله التوفيق
تشكر ابومازن على نقل الموضوع الحى.
على الجعلى عضو برونزى
عدد الرسائل : 161 رقم العضويه : 41 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الخميس يوليو 24, 2008 8:04 am
تحياتى للجميع مع احترامى للجميع انا عكس من يقول ان الجامعه تدهورت فى مستواها وكاحد خريجيها لها فضل على يستوجب ان ادافع عنها ممكن ان نقول انها ليس ت كسابق السنين ولكن لا زالت منضبطه مميزه فى كل مستوياتها ونشهد الله اننا استفدنا منها كثيرا اكاديميا واجتماعيا وبالجد انها ام الجامعات السودانيه وبها صفوة طلاب السودان فى جميع التخصصات. ولكم الشكر واتمنى ان اوفى هذا الصرح حقه بقدر ما رفده فينا من عطاء نتفيأ ظلاله الان
حمزة محمد على الجــعلى عضو مميز
عدد الرسائل : 372 العمر : 49 الموقع : المملكة العربية السعودية العمل/الترفيه : الرياض م نواهل المستقبل للمقاولات 4920408 4226896 تاريخ التسجيل : 26/06/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الإثنين يوليو 28, 2008 5:25 pm
سياسات التعليم التى طافت على جميع سلالم التعليم المختلفة لها اخى ابو ماذن مساويها كما لها محاسنها فجامعة الخرطوم التى كانت وفى نفس الوقت ماذالت ولكن بدور ضعيف هى الدفه او القيادة للسودان وهى المحرك العلمى والثقافى والسياسى للشعب السودانى ولن اؤيد او اعاكس فى الاتجاه للاخوان الذين سبقونى ولكن الجامعة اصابها كثير من الخلل على مستوياتها ( الاكاديمى والسياسى والاجتماعى )ولن يخالفنى احد ان قلت ان التعريب للجامعة كان بمثابة قاسمة الظهر لها رغم انها الرائد فى السودان ولكن على المستوى الخارجى انتهت اما على بقية المستويات فصارت دفة السياسة بجامعات اخرى مثل السودان والنيلين ( جامعات الحكومة )فصار الدور السياسى الجامة (صفر ) وللاسف الشديدحتى على مستوى الوزراء والسياسين قل الاعتماد عليها ام الاجتماعى فايت القوافل الصيفية والسمنارات والتوعية وغيرها لذا اقول ان دور الجامعة انتهى بس ماذالت تحتفظ بقباقرة السودان والشواز اكاديمياونتمنى من الدولة اعادة الثقة لهذه الجامعة العملاقة
ابوعمار عضو مميز
عدد الرسائل : 594 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الإثنين يوليو 28, 2008 8:00 pm
بدون تحيـــــــــــــــــــــــــــــز وزعل اكتب لكم
علي الجعلي اسمح لي (جامعات السودان اصبحت نمر من ورق) وكلام ابومازن زي ماقال بدر الدين محمد سعيد كان زمان وكان فعل ماضي ناقص لامحل له من الاعراب(بدر الدين محمد سعيد) اديك دليل نحن درسنا الهندسه بالسودان وهي حسب مايحسبون انها اقوي من هندسه الخرطوم خصوصا في الجانب العملي لكن تعال شوف انت عارف انا لمن شفته مقررنا ونحن في خامسة جامعة وجدته يدرس لطلاب المدارس الفنيه بالسعودية (التدريب المهني ) في بدايات المراحل وكذلك اخي محمد خريج الخرطوم كانت لدينا مواد مشتركة تعرف بالفيزياء التيارية اي متعلقه بالرياضيات والكهرباء انا درست هذه المادة في الصف الثاني وهو في الرابع ولكن عندما ذهب للتدريس بالسعودية تفاجأ انها تدرس في الثانوي ونحن كما قال اخي علي نبدا من حيث بداء القداماء والله هي عين الحقيقه نحن مقتنعين انها ام الجامعات فهذه الام اذا كيف الابناء كدي نسال احمد وشمس الدين قول ليهم لمن مشيتوا الهند قرايتكم ده اعتبروها ليكم سنه كم والله حقيقة نحن مناهجنا عباره عن تاريخ فقط هل تعلم انه طلابنا الكانوا في ايران والعراق من السنة الرابعه رجعوهم من اولي لانه قالوا ليهم قرايتكم ده صفر رجعوهم اولي هل تعلم لنه السودان مابقتنع بي دراسة الدول الاخري عندنا تعالي في الفاضي ساكت وشوف ناس الشهادات العربيه الواحد انقصوه ليك 11 و10 درجات عشان ادفع قروش بس مع العلم انه منهم ممتازين في الجامعة ويكونوا الاوائل. بعدين نحن الضرانا هو التعريب الجماعه هاك ياتعريب نسوا انه مافي مناهج عربيه ولايوجد مؤلفين عرب بل قاموا علي الانجليزي وعربوه بقي بقي عربي ماانقلز(يعني الحروف عربي والكلام انجليز)زي رقبتي معسمه الجماعه قالوا my neck with the sky شنو ليك في التعريب ده انت عارف انه الواحد لمن يطلبوا منه تقرير في الجامعة بعاني عشان يكتبه لانه الكلام صعب الترجمه من انجليزي لي عربي وتوجد كلمات انجليزيه منجوره ساكت ماعندها مقابل بالعربي والواحد اكتب ليه اربعة اسطر بالعربي عشان يعبر عن كلمتين بالانجليزي .
اخي ود الجعلي احي فيك الولاء لصرحك الشــــــــــــــــــــــــــــــامخ وكل الشكر للاخ حمد
ياسر احمد بركات عضو مميز
عدد الرسائل : 658 العمر : 47 العمل/الترفيه : صراف المزاج : راااااااااااااايق تاريخ التسجيل : 21/05/2008
موضوع: رد: جامعة الخرطوم الثلاثاء أغسطس 12, 2008 3:52 pm
مشكور استاذى حمد ابو مازن والله مشتاقين وربنا يديك العافيه