عذراً إذا فاضت جفوني...
مابرحت الأشواق تصليني لظىً
فالشوق نارٌ تستطيب إذابتي
أنت التي دون الورى
طارت عليك صبابتي
أنت التي
خطت فصول كآبتي
عذراً...
إذا فاضت جفوني
إنني أبكيك رغم صلابتي
***
من أين جاء العشق
يا أهل الهوى؟
وكيف يسكن
في القلوب وفي الحدق؟
وكيف صيره الحنين
من الغرام إلى الشبق؟
وعلام قلبي بات يرفل
في الصبابة ما أنعتق؟
خبروا أهل الهوى
قد حان وقت إجابتي
عذراً...
إذا فاضت جفوني
إنني أبكيك رغم صلابتي
يا من سكنت بخاطري
وملكت كل محاوري
وملأت من ألق الغرام
دفاتري
ألهمتني روح القصيد
أيقظت نبض مشاعري
يا جنتي
يا بهجتي
يا منطقي ودعابتي
عذراً...
إذا فاضت جفوني
إنني أبكيك رغم صلابتي
***
إن كان إلفك قد نأى
فجحيم بينك أزلفت
وجحيم بينك
لو صببت النيل فيها
ما انطفت
وجراحك الثكلى
بكت وتغورت
وجراح بينك
لن تطيب إذا بكت
وهمت عيونك
كالسحاب وأذرفت
وأنا الذي
ما جفَّ دمع سحابتي
عذراً...
إذا فاضت جفوني
إنني أبكيك رغم صلابتي
***
قد كانت الآمال
أن نحيا معاً
نحو السعادة نستبق
ونجوب أروقة الحياة
بحلوها وبمرها
في كل شيء نتفق
لكنما أقدارنا
قد مزقت أحلامنا
وأصدرت أحكامها
أن نفترق
ما حيلتي
والوجد يطوي مهجتي
والقلب واهٍ يحترق؟
ما حيلتي
وأنا أموت وأختنق؟
فتك النوى
بتجلدي ومهابتي
عذراً...
إذا فاضت جفوني
إنني أبكيك رغم صلابتي