(1)
في ذلك الكوكب الذي يبعد عن أرضنا آلاف السنين الضوئية، كانت تعيش فيه كائنات تشبهنا في كل شيء، إلاّ أن اختلافهم الأساسي عن خصائصنا كان في عاداتهم الغذائية، فهؤلاء القوم يقتاتون على الكلام!! نعم .. إنهم يأكلون (النقة) !! يجلس كل واحد مع الآخر ثم ينقنقون، بعد خمس دقائق ينصرف كل منهم شبِعاً يتحسس كرشه الممتلئ بتلذذ!
(2)
هذا الكوكب أهله يطلقون عليه اسم (زاكروز). شعب (زاكروز) بدأ يصيبهم داء غريب كاد أن يقرضهم كلهم، هذا الوباء هو داء (الصمت!)، نعم.. أصبحوا يتبكمون واحداً تلو الآخر، وهذا يعني لهم مجاعة قد تبيدهم عن آخرهم، لذا ما تبقى من سكان (زاكروز) خطط للهجرة من هذا الكوكب الموبوء، وبأجهزتهم المتطورة بدءوا يفحصون في الكواكب والمجرات بحثاً عن كوكب يمتاز أهله بـ النقة حتى يحلّوا لهم مشكلة الوجبات هذه، وفي أثناء بحثهم عثرت أجهزتهم على كوكب تشع منه الكثير من (أشعة النقة) أطلقوا عليه اسم (نقة – 1)، لأن هذا الكوكب بالذات سكانه نقناقون إلى حد بعيد، وحسب ترتيبهم بين الكواكب فهم أكثر شعب نقناق في المجرة! لذا وقع اختيارهم على هذا الكوكب ليهاجروا إليه.
(3)
أسرج سكان (زاكروز) حميرهم الفضائية – بلا مؤاخذة فقد كانت هذه الحمير هي وسيلتهم للتنقل بين الكواكب والأجرام – ثم اتخذوا قرار الهجرة الجماعية إلى كوكب (نقة-1) ولكن الوباء لم يمهلهم طويلاً، إلتفت عليهم بالساحق والماحق فأبادهم عن بكرة أبيهم، جميع السكان (جت عليهم) انقرضوا، لم يفضل منهم ولا حتى نفاخ النار، ما عدا رجل واحد وزوجته هما فقط من استطاع النجاة من الوباء القاتل، وضربا أكباد حميرهم الفضائية صوب كوكب (نقة-1) الذي يسميه أهله بـ (كوكب الأرض)!.
يتبع...